صمود و انهیار جلد 5

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صمود و انهیار - جلد 5

علی عقلة عرسان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

صمــود و انهــيار مسارات التفاوض
العربية - الإسرائيلية بعد مؤتمر مدريد
الجزء الخامس
علي عقلة عرسان
صمود و انهيار
مسارات التفاوض العربية-الإسرائيلية بعد
مؤتمر مدريد
- الجزء الخامس -
سورية والتهديد المتجدّد
تتعرض سورية لأشكال من التهديد الصهيوني
والأميركي على ألسنة رؤساء ووزراء ورؤساء
أركان جيوش معادية معروفة بخروجها على
الشرعية الدولية، ويتجدد التهديد كلما
استمر تمسك سورية بحقوقها وثوابتها
وسيادتها من جهة، وكلما أراد العدو تصدير
أزماته وتوسيع دائرة عدوانه والاستفادة
من الأوضاع العربية والدولية لتساعده على
تنفيذ مخططاته ومتابعة مشروعه الإمبريالي
الاستيطاني العنصري في المنطقة العربية من
جهة أخرى.
ويُراد لنا في سورية أن نطأطئ رؤوسنا
وننكفئ على أنفسنا ونلعق جراحنا، وأن نلغي
أحلامنا وتطلعاتنا وصلاتنا العربية
القريبة والبعيدة والبعد القومي لقضية
فلسطين، والدور العربي والإقليمي الذي
يمكن أن يكون لنا، وأن نتخلى عن المسؤولية
والرؤية والأحلام.. مجرد الأحلام.. على
المستوى القومي، وأن ندفن التفكير القومي
والتنظيم القومي وكل ماله صلة بالعروبة..
أما القول إن شيئاً سليماً من الإسلام
نأخذ به أو ندعى إليه قيماً وسلوكاً
وعدالة اجتماعية.. فهو كفر في نظر بعض
الداخل والخارج وعلينا ألا نقربه بعد أن
ابتعدنا وفصلنا الدم عنه. كما يراد لنا.. أو
يتوجب علينا في نظر بعضهم أن نأخذ من
الجولان ما يسمح العدو بإعطائه لنا منه،
أو نأخذ الجولان كله بشرط أن نتخلى عن أي
علاقة بقضية فلسطين وعن كل وقائعها
ومسؤولياتها وتبعاتها وننسى القدس وبلاد
الشام، ونحشر أو ننحصر في البعد الذي
يحدده العدو لنا.. أي أن نتلهى بمصائبنا
التي يسببها لنا ونأخذ ما يصيبنا من
نصيبنا ونكتفي بدمشقنا، ونقبل بتبعية
مطلقة أو شبه مطلقة للمشروع الصهيوني ـ
الأميركي وسياساته في المنطقة، ونسلم
قيادنا لمن يختاره هو لهذا النوع من
القيادة التي تفرض التبعية علينا وتجذرها
فينا وتلغي هويتنا وتمحو معالمها! وإذا لم
يجد العدو بين ظهرانينا من يعلن ولاء
صريحاً ومطلقاً لـه ويقوم بذلك الدور الذي
يرسمه، فلا بأس في أن يستمر في تغذية
الخلافات وبرمجة الأزمات والاستفزاز وضخ
الافتراء والتهديد، والبحث عن صغار
يعملقهم.. ليكون هناك ضعف اجتماعي
واقتصادي فتاك يشكل العنصر الأشد تأثيراً
في إضعاف الداخل وتدمير البنى والنفوس من
أجل تسهيل مهمة المخطط الخارجي؟! وقد
"رزقنا" الله أصنافاً من الأشخاص ممن لا
يرون أبعد من أنوفهم ويعتقدون في الوقت
ذاته بأنهم: زرقاء اليمامة، ومدى البصيرة،
وقمة الفكر القومي والتقدمي والتحرري
والإنساني الشامل "...".. إلخ، وحين تخبُر
شيئاً مما تنتجه عقولهم وتفح به نفوسهم
تجد نفسك أمام أوكار لأمراض اجتماعية
وعقائدية وأيديولوجية وطائفية ضيقة،
وأمام فوضوية منقرضة من مخلفات ثورة 1905 في
روسيا ما تزال في قواقعها، وأمام متعهدين
لمصالح استعمارية يلوكون " الليبرالية"
وهم أبعد ما يكونون عن التحرر وقبول الآخر
الشريك، أو أمام عناكب جهل تخال أنها
مفاليق العلم التي تحل مغاليق الأمور..
وتريد أن تقودك إلى الهاوية وهي تتهمك بكل
ما يخطر على البال أو لا يخطر ببال أحد من
التهم؟! وأظن أن هذا أشد ضرراً بنا من
عدونا في كثير من الحالات، وهو ما يفيد منه
العدو ويوظفه في معظم الحالات.
لم تكن دمشق في يوم من الأيام دارة مغلقة
على ذاتها، كما لم تكن مجردة من الهوية
والدور والمنزلة، ودمشق لم تكن لأهلها فقط
بل كانت للعرب جميعاً. وأظن أن معظم الناس
في سورية لا يرضيهم أن يكون لسوري دور مغلق
على الذات يقول: " سورية أولاً"، على الرغم
من أن هذا يوفر لنا الكثير مما قد لا
يتخيله البعض. ونحن في سورية لا نريد لقضية
فلسطين بُعداً فلسطينياً صرفاً يضعفها
أكثر مما يقويها، وقراراً فلسطينياً
محاصراً وعاجزاً عن فعل شيء سوى القبول
بما يمليه العدو الصهيوني وحليفه
الأميركي في غياب بعده القومي وسنده
الإسلامي والإنساني.. نحن نريد أن نرى
الشام في موقعها العربي وقضية فلسطين في
بعدها القومي، إلى أن يقيِّض الله للعرب
"تضامناً" في حدوده الدنيا، ولا نقول
اتحاداً ووحدة تجابه الأخطار وتتصدى
لشمرخة بعض الأقطار، ونرى أن قضية فلسطين
قضية أمة، وسوف تبقى مصدراً للقلق والصراع
إلى أجيال.. ولهذا ينبغي أن تترسخ في
الوجدان العربي والذاكرة وفي التربية
والتعليم والتفكير والتدبير وألا تغيب من
المناهج والإعلام والثقافة والسياسة، وأن

/ 210