بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أيام على مجزرة العدو الصهيوني في بيت الدرج بغزة، بعملية مشرفة في القدس قرب مقر الإرهابي شارون.. وهم الذين شكلوا قوام المقاومة والانتفاضة اللتين دفعتا الكثير ولكنهما أبقتا في الأمة أملاً. وهم.. هم الشباب جنود حزب الله الذي حقق تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني في أيار 2000 وحمى المدنيين هناك من العدوان اليومي الذي كان يشنه الإرهابيون الصهاينة عليهم، وهم الذين جعلوا للخط الأزرق معنى في جنوب لبنان إذا اقتحمه العدو دفع الثمن، وهم قوة المجاهد حسن نصر الله التي حققت لمن تعنيهم الكرامة الوطنية عيداً وطنياً بالإفراج عن 439 معتقلاً عربياً:" من اللبنانيين والفلسطينيين على الخصوص" و59 جثة شهيد لبناني، يضاف إلى عيد الأضحى المبارك وأعياد الوطن. فلولا التضحيات الجسام التي تحملها ويتحملها هذا الفريق من الشباب لما تحقق شيء مما يرفع الرأس ويبني الأمل، ويؤسس للتحرير والكرامة في بعض أرض العرب اليوم، ولكان صوت نعيب الغربان الداعية إلى التسليم المطلق بعجز الأمة أمام العدو، والداعي إلى الاستلام وترسيخ الدونية والهزيمة قد طغى نهائياً على كل صوت. قبل أسابيع قليلة كانت أم فلسطينية شابة (هي ريم الرياشي) تقدم للفتيات والشبان مثلاً وأنموذجاً لما يمكن أن يكون عليه الشباب من التضحية ليتحرر الوطن، وليرتدع العدو عن قتل الأطفال وتدمير المباني، وفي يوم الخميس 29/1/2003 كان شرطي فلسطيني شاب يرد على مجزرة المجرم شارون الأخيرة في حي الزيتون ـ بيت الدرج من غزة هاشم - بعملية نوعية في القدس.. ولم تكن تلك الشعل، من التضحية والفداء، سوى غراس النور المتنامية والمتكاثرة على طريق التحرير والصمود والمقاومة، يغرسها الشباب من أبناء الأمة العربية على طريق صحوتها ونهضتها. وحين يخرج أسرى ومعتقلون اليوم من سجون النازية الجديدة في فلسطين المحتلة، رغماً عن العدو المتغطرس، يسجلون هم والمقاومون والقيادات النظيفة انتصاراً للمقاومة ونهجها، وتأكيداً لهمة الشباب الذين دخل عميدهم سمير القنطار إلى السجن شاباً وقضى فيه ثمانية وعشرين عجافاً، ولم يهن ولم يستسلم ولم تلن عريكته للعدو.. ومثله رفاقه، ومن يتجدد شبابهم في المقاومة من أمثال مصطفي الديراني وعبد الكريم عبيد.. وتأكيداً لهمة الشباب والقيادات شابة الروح، التي كانت وراء هذا الانتصار الذي لا ينتقص منه إلا الصغار. إن المقاومة شرف الأمة وسبيل المحافظة على حقوقها وردع المعتدين عليها والطامعين بها، والشباب هو الذي يصنع هذا الشرف بالتضحية والجهاد والجهد والاستشهاد. والشباب هو قوام قوة وشرفها حين يرتفع إلى مستوى القضية والوعي والتضحية والجهاد والاستشهاد.. والذين يرفعون راية الصمود بشرف هم الذين يرفضون الذل والاستكانة ويدفعون ثمن اختيارهم دماً وتضحيات، أما الذين يفقدون شرفهم ويفقِدون الأمة قيمتها وتوازنها وحقوقها ففيهم أكداس من اللحم الرخو نساء ورجالاً تخلوا عن شرف المقاومة، وأخذ كثيرون منهم يسوغون الاستسلام ويدعون إلى الهزيمة ويبهرجون الذل والتبعية والاحتلال والاستعمار.. ومن أولئك كثرة متكاثرة من الشباب الذين فقدوا همة الشباب، وغرقوا مع رجال ونساء يتقدمون عليهم في السن وربما في الوعي، غرقوا في السهل من الهمم والسطحي من الاهتمامات، وفي الكثير من أشكال فاسد العيش والعمل والتطلع والأمل. إن نظرة متأنية نلقيها على التربية الاجتماعية والرسمية، في البيت والمدرسة والجامعة والشارع، وعلى نوع والمعرفة التي يتم التعلق بها، وعلى مناهج التعليم المتاحة، وأساليب التدريس، ومدى استفادة الشباب منها من جهة، وعلى قيم الشباب واهتماماتهم وتطلعاتهم التي يصنعها أو يشارك في صنعها على الأرجح: إعلام وافد وآخر راكد أو راقد في التبعية والتخلف من جهة أخرى، تجعلنا في حالة من القلق والأرق، وتضاعف همومنا الناشئة عن تردي الحاضر الذي يلقي ظلالاً قاتمة على المستقبل، مما يصنعه شباب تخلوا عن همة الشباب واهتماماته القومية والوطنية العالية. فالشباب يحمل الهوية ويجدد الهمة وينمي الأصالة بالتواصل مع التراث، ويكاد ذلك كله يصبح موضع تساؤل جدي في بعض الأوساط من حيث الجدوى، ولا يخوض الشباب معترك هذا التساؤل على أرضية المعرفة الواعية بما لديه والتمسك بمن هو، وامتلاك القدرة على إصدار حكم واختيار قائمين على معيار سليم بعد معرفة واقتدار، وإنما ينطلق في أكثر الحالات من اتهام جاهز يروّج لـه بأشكال مختلفة على أرضية مقولة تزعم أن الحداثة الضرورية لدخول العصر وللتقدم تتنافى مع