طبقات الشعراء نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

طبقات الشعراء - نسخه متنی

عبدالله بن المعتز

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نفارقك أبداً. قال: نعم، وأنا على دين كسرى.
فضحك منه المهدي، وأمر له بجائزة.
واطلع المهدي يوماً على بعض جواريه، وهي
عريانة تغتسل، فأحست به، فضمت فخذيها،
وسترت متاعها بكفيها، فلم يشملاه، حتى
انثنت فسترته بعكن بطنها، فخرج المهدي
ضاحكاً، وبشار في الدار، فقال: أجز هذا
البيت. "أبصرت عيني لحيني" فقال بشار على
البديهة:
................. منظراً وافق شيني
سترته إذ رأتني تحت بطن الراحتين
فبدت منهُ فضول لم توار باليدين
فانثنت حتى توارت بين طيٍّ العكنتين
فقال المهدي: والله ما أنت إلاّ ساحر، ولو
لا أنك أعمى لضربت عنقك، ولقد حكيت الأمر
على وجهه حتى كأنك رأيته، ولكني أعلم أن
ذلك من فرط ذكائك، وجودة فطنتك.
وكان بشار مولى لبنى عقيل. وقال بعضهم:
لبنى سدوس، وكان يلقب المرعث. والمرعث:
المقرط، والرعاث: القرط. وكان يرمي
بالزندقة، وهو القائل:
كيف يبكي لمحبس في طلول من سيبكي لحبس يوم
طويل
إنّ في البعث والحساب لشغلا عن وقوف برسم
دارٍ محيل
الصفحة : 3
وهذان البيتان يدلان على صحة إيمانه
بالبعث. وكان مطبوعاً جدّاً لا يتكلف، وهو
أستاذ المحدثين وسيدهم، ومن لا يقدم عليه،
ولا يجارى في ميدانه. والصحيح عند أهل
العلم أن المهدي قتله بهجوه يعقوب بن
داوود وزيره بقوله:
بني أمية هبوا طال نومكم إنّ الخليفة
يعقوب بن داوود
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا خليفة الله
بين الزقّ والعود
وقال قوم: بل قتله على قوله: لا يؤيسنك من
مخبأة قول تغلظه وإن قبحا
عسر النساء إلى مياسرة والصعب يمكن بعدما
جمحا
فقال المهدي: رميت جميع نساء العالمين
بالفاحشة. والقول الأول أثبت.
وكان حماد عجرد يهجو بشاراً ولا يلتفت
إليه حتى قال فيه: ويا أقبح من قرد إذا ما
عمي القرد
وما اشتد عليه قوله: لو طليت جلدته عنبرا
لنتنت جلدته العنبرا
أو طليت مسكاً ذكياً إذا تحول المسك عليه
خرا
وكان حماد مفلقاً مجيداً، إلا أن موضعه لم
يدان بشاراً ولا يقاربه.
ومن جيد شعر بشار كلمته في عمر بن العلاء:
إذا نبهتك حروب العداة فنبه لها عمراً ثم
نم
ولولا الذي زعموا لم أكن لأمدح ريحانة قبل
شمّ
وحضر بشار يوماً مجلس عقبة بن سلم
الهنائي، وقد حضر عقبة بن رؤبة بن العجاج
ينشده أرجوزة، فاستحسنها بشار. فقال عقبة:
يا أبا معاذ، هذا طراز لا تحسنه أنت ولا
نظراؤك، فغضب بشار فقال: تقول هذا? والله
إني لأرجز منك ومن أبيك ومن جدك. ثم غدا على
عقبة ابن سلم الهنائي بأرجوزته الدالية
التي يقول فيها: يا طلل الدار بذات الصمد
بالله خبر كيف كنت بعدي
وفيها يقول: الحر يلحى والعصا للعبد وليس
للمحلف مثل الردّ
وصاحب كالدمل الممد حملته في رقعة في جلد
فأعجب به عقبة، وقال لأبن رؤبة: والله ما
قلت أنت ولا أبوك ولا جدك مثل هذا. ووصل
بشاراً وأجزل له العطية.
وكان بشار أستاذ أهل عصره من الشعراء غير
مدافع، ويجتمعون إليه وينشدونه ويرضون
بحكمه.
وتشبيهاته- على أنه أعمى لا يبصر- من كل ما
لغيره أحسن. ومن ذلك قوله: كأن مثار النقع
فوق رءوسنا وأسيافنا ليل تهاوت كواكبه
ومن خبيث هجائه قوله: فلا تبخلا بخل ابن
قزعة إنه مخافة أن يرجي نداه حزين
إذا جئته للعرف أغلق بابه فلم تلقه إلا
وأنت كمين
فقل لأبي يحيى: من تبلغ العلا وفي كل معروف
عليك يمين?
وفيه يقول: بجدك يا بن قزعة نلت مالاً ألا
إن اللئام بهم جدود
ومن حذر الزيادة في الهدايا أقمت دجاجة
فيمن يزيد
ومما يستحسن لبشار، لإحكام رصفه، وحسن
وصفه كلمته التي يقول فيها بيته الذي
ذكرناه في التشبيه، فأولها: جفا جفوة
فازور إذ مل صاحبه وأزرى به أن لا يزال
يصاحبه
خليلي لا تستكثرا لوعة الهوى ولا لوعة
المحزون شطت حبائبه
شفى النفس ما يلقى بعبدة مغرماً وما كان
يلقى قلبه وضرائبه
فأقصر عن داعي الفؤاد وإنما يميل به أمس
الهوى ويطالبه
إذا كان ذواقاً أخوك الهوى توجّهه في كلّ
أوب ركائبه

/ 117