نسيَتْ أثوابي المغسولةْ
فوق السّطحِ
ورَنَتْ بعيونٍ مكحولةْ
نحوَ السَّفحِ
صاحتْ أختي:هطلَ المطرُ
سمع الجارُ
جاري الفلاحُ أبو أسعدْ
فمضى يدبكُ تحتَ المطر
يتذكّرُ أيّامَ الصِّغر
كيف إذا هطلتْ أمطارْ
مدَّ إلى القطراتِ لسانْ
يشبهُ أرضاً عطشى جدّاً
قطرةُ مَطَرٍ سقطتْ فوقهْ
راحتْ تكرجُ مثلَ حصانْ
صاحتْ أختي:هطلَ المطرُ
فرحَ الإخوةْ
وائلْ.. هاني.. وكذا مروةْ
ركضوا خلفي
ولعبنا لُعبتنا الحُلوةْ
صِرنا نمشي بينَ النقطِ
نركضُ.. نقفزُ مثلَ الِقططِ
صاحت أختي:
هطلَ المطرُ
وصحا جدّي، رُغمَ المرضِ
دَبَّ دبيباً فوقَ الأرضِ
لم يطلبْ عوناً من أحدِ
لم يُمسكْ عكازاً بيدِ
وَصلَ الباحةْ
وتوضّأ بالمطر الهاطلْ
فبدت مقلتُه الخضراءْ
مثلَ الواحةْ.
أغنيات الباعة
تفوحُ روائحُ الخضرةْوتجذبني
فأدخلُ سوقْنَا الشَعبي
لأسمعَ أغنياتِ
الباعةِ الحلوةْ
عصيرُ التَوتِ
يا شامي
سينعشُ قلبكَ الظّامي
على مَهَلِ.. على مَهَلِ
فسعترنا من الجبلِ
تعالَ.. تعالْ
أتى الموزُ
من الصّومالْ
أمنْ حلبٍ هو الفستقْ؟
نعم حلبي
ومخلوطّ برطلينِ
من البندقْ
وما أحلاكَ يا عنبُ
أأنت السّكّرُ المطحونْ
أمِ الحلوى
أمِ القصبُ
وحينَ أغادرُ السّوقا
تلاحقني أغانيهم
وقد مُزجَتْ بموسيقا
فصارَ الحالْ
تعالَ.. تعالْ
عصيرُ التوتْ
من الصّومالْ
وسعترنا نعم حلبي
حلاوتهُ من القصبِ
على مَهَلِ
على
مَنْ؟!
أنا هنا
تلفّتوا من فضلكمْ
هل تبصروني حولكمْ؟
لمستكمْ.. قبّلتكمْ
لَمْ تحزروا؟!
إنّي رقيقٌ مثلَ طيفٍ حالمِ
أطيرُ دوماً كالجناحِ الهائمِ
أحكُّ ظهري دائماً
برأسِ غصنٍ ناعمِ
فتضحكُ الأزهارْ
لأّنني حملتُ عطرَها
الشذيَّ للجوارْ
أمّا إذا مررتُ في الحقولْ
جعلتُ كلَّ سنبلةْ
تميلُ نحوَ أختها مهلّلةْ
تراقصي.. تراقصي
يا موجةَ السّهولْ
لكنْ إذا تبدّلَتْ