وإني وإشرافي عليك بهمتي لكالمبتغي زبدا من الماء بالمخض.وقال آخر: فقل في مكرع عذب وقد وافاه عطشان! وقال آخر: وكيف الصبر عنك، وأي صبر لظمآن عن الماء الزلال؟ وقال آخر: وإن الماء في العيدان يجري، وربتما تغير في الحلوق! وقال آخر: إذا أنت عاتبت الملول فإنما أخط بأقلام على الماء أحرفا! وقال آخر: والماء ليس عجيباً أن أعذبه يفنى، ويمتد عمر الآجن الأسن.وقال آخر: المال يكسب أهله، مل لم يفض في الراغبين إليه، سوء ثناء.كالماء تأسن بئره إلا إذا خبط السقاة جمامه بدلاء.في وصف الماء وتشبهه فأما ما اختص به نهر النيل من الوصف.فمن ذلك قول ابن النقيب: كأن النيل ذو فهم ولب لما يبدو لعين الناس منه.فيأتي حين حاجتهم إليه، ويمضي حين يستغنون عنه! وقال تميم بن المعز العبيدي: يوم لنا بالنيل مختصر ولكل يوم مسرة قصر.والسفن تجري كالخيول بنا صعدا، وجيش الماء منحدر.فكأنما أمواجه عكن وكأنما داراته سرر.ومن رسالة للقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني قال: وأما النيل فقد ملأ البقاع، وانتقل من الإصبع إلى الذراع.فكأنما غار على الأرض فغطاها، وعار عليها فاستقعدها وما تخطاها.فما يوجد بمصر قاطع طريق سواه، ولا مرغوب مرهوب إلا إياه.وأما ما اختصت به دجلة من الوصف.قال التنوخي: وكأن دجلة إذ تغمض موجها ملك يعظم، خيفة ويبجل.عذبت، فما أدري أماء ماؤها عند المذاقة أم رحيق سلسل؟ وكأنها ياقوتة أو أعين زرق يلاءم بينها ويوصل.ولها بمد بعد جزر ذاهب جيشان: يدبرذا، وهذا يقبل.وقال محمد بن عبد الله السلامي، شاعر اليتيمة: وميدان تجول به خيول تقود الدارعين ولا تقاد.ركبت به إلى اللذات طرفاً له جسم وليس له فؤاد.جرى فظننت أن الأرض وجه ودجلة ناظر وهو السواد.وقال الصنوبري: فلما تعالى البدر واشتد ضوءه بدجلة في تشرين بالطول والعرض وقد قابل الماء المفضض نوره وبعض نجوم الليل يطفي سنا بعض، توهم ذو العين البصيرة أنه يرى ظاهر الأفلاك في باطن الأرض.ومما وصفتبه الأنهار قال الصنوبري: والعوجان الذي كلفت به قد سوى الحسن فيه مذ عوج.ما أخطأ الأيم في تعوجه شيئاً إذا مااستقام أو عرج.تدرج الريح متنه فترى جوشن ماء عليه قد درج.إن أعنقت بالجنوب أعنق في لطف، وإن هملجت به هملج.من أين طافت شمس النهار به حسبت شمسا من جوفه تخرج.وقال أبو فراس: والماء يفصل بين زهر الروض في الشطين فصلا.كبساط وشى جردت أيدي القيان عليه نصلا.وقال الناجم: انظر إلى الروض الذك ي فحسنه للعين قرة! فكأن خضرته السما ء، ونهره فيه المجرة.وقال عبد الله بن المعتز: وترى الرياح إذا مسحنا غديره وصفينه ونقينا كل قذاة، ما أن يزال عليه ظبي كارع كتطلع الحسناء في المرآة.ومثله قول الآخر: وغدير رقت حواشيه حتى بان في قعره الذي كان ساخا.وكأن الطيور إذا وردته من صفاء به، تزق فراخا.وقال آخر: والنهر مكسو غلالة فضة؛ فإذا جرى سيل، فثوب نضار.وإذا استقام، رأيت صفحة منصل؛ وإذا استدار، رأيت عطف سوار.وقال أبو مروان بن أبي الخصال: النهر قد رقت غلالة خصره وعليه من صبغ