بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
كم شاخص فيه يطيل تعجبا من دوحة نبتت من العقيان! عجبا لها تسقي هناك ينائعاً ينعت من الثمرات والأغصان! خصت بطائرة على فنن لها حسنت، فأفرد حسنها من ثاني! قس الطيور الساجعات بلاغة وفصاحة من منطق وبيان.فإذا أتيح لها الكلام تكلمت بخرير ماء دائم الهملان.وكأن صانعها استبد بصنعة فجر الجماد بها على الحيوان! أوفت على حوض لها فكأنها منها إلى العجب العجاب روان.وكأنها ظنت حلاوة مائها شهداً، فذاقته بكل لسان.وزرافة في الجو من أنبوبها ماء يريك الجري في الطيران.مركوزة كالرمح حيث ترى له من طعنه الحلق انعطاف سنان.وكأنما ترمي السماء ببندق مستنبط من لؤلؤ وجمان! لو عاد ذاك الماء نفطا، أحرقت في الجو منه قميص كل عنان.في بركة قامت على حافاتها أسد تذل لعزة السلطان! نزعت إلى ظلم النفوس نفوسها، فلذلك انتزعت من الأبدان.وكأنما الحيات من أفواهها يطرحن أنفسهن في غدران.وكأنما الحيتان إذ لم تخشها أخذت من المنصور عهد أمان! وقال آخر: ولقد رأيت، وما رأيت كبركة في الحسن ذات تدفق وخرير! عقدت لها أيدي المياه قناطرا من جوهر فيلجة من نور! وقال علي بن الجهم، يصف فوارة: وفوارة ثارها في السماء، فليست تقصر عن ثارها! تراها إذا صعدت في السماء تعود إلينا بأخبارها ترد على المزن ما أنزلت على الأرض من صوب مدرارها! وقال ابن حجاج فيها: علمت في دارك فوارة غرقت الأفق بها الأنجما! فاض على نجم السما ماؤها، فأصبحت أرضك تسقي السما! وقال تميم بن المعز العبيدي: وقاذفة بالماء في وسط بركة قد التحفت ظلا من الأيك سجسجا.إذا أينعت بالماء سلته منصلا وعاد عليها ذلك النصل هودجا.تحاول إدراك النجوم بقذفها، كأن لها قلباً على الجو محرجا! ومما وصفت به الدواليب والنواعير قال أبو حفص بن وضاح: لله دولاب يطوف بسلسل في روضة قد أينعت أفنانا! قد طارحت فيه الحمائم شجوها بنحيبها، وترجع الألحانا.فكأنه دنف يطوف بمعهد، يبكي ويسأل فيه عمن بانا.ضاقت مجاري طرفه عن دمعه، فتفتحت أضلاعه أجفانا! وقال الموفقي، رحمه الله: ناعورة تحسب من صوتها متيما يشكو إلى زائر.كأنما كيزانها عصبة رموا بصرف الزمن الواتر.قد منعوا أن يلتقوا فاغتدوا أولهم يبكي على الآخر! وقال آخر: وناعورة قد ضاعفت بنواحها نواحي، وأجرت مقلتي دموعها! وقد ضعفت مما تئن، وقد غدت من الضعف والشكوى تعد ضلوعها! وقال ابن منير الطرابلسي: لنواعيرها على الماء ألحا ن تهيج الشجا لقلب المشوق.فهي مثل الأفلاك شكلاً وفعلاً قسمت قسم جاهل بالحقوق: بين عال، هام، ينكسه الخط ويعلو بسافل مرزوق.وقال أبو الفرج الوأواء: وكريمة سقت الرياض بدرها فغدت تنوب عن السحاب الهامع.بلباس محزون، ودمعة عاشق، وحنين مشتاق، وأنه جازع.فكأ،ها فلك يدور، وعلوه يرمي القرار بكل نجم طالع.وقال الصنوبري: فلك من الدولاب فيه كواكب من مائة تنقض ساعة تطلع.متلون الأصوات: يخفض صوته بغنائه، طورا وطورا يرفع.ومما وصف به نثرا من رسالة للشيخ ضياء الدين القرطبي إلى بعض إخوانه يستدعى منه ثلاثة أسهم ومليات.