بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ومما وصفت به الأباريق، فمن ذلك قول شبرمة بن الطفيل: كأن أباريق الشمول عشية إوز بأعلى الطف عوج الحناجر وقال آخر: يا رب مجلس فتية نادمتهم من عبد شمس في ذرى العلياء وكأنما إبريقهم من حسنه ظبي على شرف أمام ظباء وقال ابن المعتز: وكأن إبريق المدام لديهم ظبي على شرف أناف مدلها لما استحثته السقاة جثى لها فبكى على قدح النديم وقهقها وقال إسحاق الموصلي: كأن أباريق المدام لديهم ظباء بأعلى الرقمتين قيام وقد شربوا حتى كأن رقابهم من اللين لم يخلق لهن عظام وكلهم نظروا إلى قول علقمة بن عبدة: كأن إبريقهم ظبي على شرف مفدم بسبا الكتان ملثوم وقال محمد بن هانئ من أبيات: والأباريق كالظباء العواطي أوجست نبأة الخيول العتاق مصغيات إلى الغناء مطلا ت عليه كثيرة الإطراق وهي شم الأنوف يشمخن كبراً ثم يرعفن بالدم المهراق وقال أبو نواس عفا الله عنه: والكوب يضحك كالغزال مسبحاً عند الركوع بلثغة الفأفاء وكأن أقداح الرحيق إذا جرت وسط الظلام كواكب الجوزاء وقال بشار بن برد: كأن إبريقنا والقطر من فمه طير تناول ياقوتاً بمنقار ومما وصفت به الكاسات والأقداح، فمن ذلك قول ابن المعتز: غدا بها صفراء كرخية تخالها في كأسها تتقد وتحسب الماء زجاجاً لها وتحسب الأقداح ماء جمد وقال ابن المعتز أيضاً عفا الله عنه: وكأس تحجب الأبصار عنها فليس لناظر فيها طريق كأن غمامة بيضاء بيني وبين الكأس تخرقها البروق وقال أبو الفرج الببغاء: من كل جسم كأنه عرض يكاد لطفاً باللحظ ينتهب كأنما صاغه النفاق فما يخلص منه صدق ولا كذب وقال الرفاء: كأن الكئوس بفضلاتها متوجة بأكاليل نور جيوب من الوشي مزرورة يلوح عليها بياض النحور وقال آخر: وكأنما الأقداح مترعة الحشا بين الشروب كواكب الجوزاء وكأنها ياقوتة فضلاتها مخروطة من درة بيضاء وقال المعوج: يعاطيك كأساً غير ملأى كأنها إذا مزجت أحداق درع مزرد كأن أعاليها بياض سوالف يلوح على توريد خد مورد وقال أبو نواس: وكأنما الروض السماء ونهره فيه المجرة والكئوس الأنجم وقال الثعالبي: يا واصف الكأس بتشبيهها دونك وصفاً عالي القدر كأن عين الشمس قد أفرغت في قالب صيغ من البدر وقال آخر: أقول للكأس إذ تبدت بكف أحوى أغن أحور أخربت بيتي وبيت غيري وأصل ذا كعبك المدور الباب الخامس في الندمان والسقاة قال سهل بن هارون: ينبغي للنديم أن يكون كأنما خلق من قلب الملك يتصرف بشهواته ويتقلب بإرادته، لا يمل المعاشرة، ولا يسأم المسامرة، إذا انتشى يحفظ، وإذا صحا ييقظ، ويكون كاتماً لسره، ناشراً لبره. قالوا: فاخر كاتب نديماً، فقال الكاتب: أنا معونة، وأنت مؤونة، وأنا للجد، وأنت للهزل، وأنا للشدة، وأنت للرخاء، وأنا للحرب، وأنت للسلم. فقال النديم: أنا للنعمة، وأنت للخدمة، وأنا للحظوة، وأنت للمهنة، تقوم وأنا قاعد، وتحتشم وأنا مؤانس، تدأب لراحتي، وتشقى لما فيه سعادتي، فأنا شريك وأنت معين، كما أنك تابع وأنا قرين. فلم يحر الكاتب جواباً. والله أعلم. وسئل إسحاق بن إبراهيم الموصلي رحمه الله عن الندماء، فقال: واحد غم، واثنان هم، وثلاثة قوام، وأربعة