بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
قال ابن جدعان: لعلك إنما رددتها لأن قريشاً لاموك على أخذها، وذكر لأمية ما قال القوم. فقال أمية: والله ما أخطأت يا أبا زهير. قال: فما الذي قلت في ذلك؟ فقال: عطاؤك زينٌ لامرئٍ إن حبوته ببذلٍ وما كل العطاء يزين وليس بشينٍ لامرئٍ بذل وجهه إليك كما بعض السؤال يشين فقال عبد الله لأمية: خذ الأخرى، فأخذهما جميعاً وخرج. فلما أن صار إلى القوم بهما أنشأ يقول: ومالي لا أحييه وعندي مواهب قد طلعن من النجاد لأبيض من بني عمروٍ بن تيمٍ وهم كالمشرفيات الحداد لكل قبيلةٍ هادٍ ورأسٌ وأنت الرأس تقدم كل هاد عماد الخيف قد علمت معدٌ وإن البيت يرفع بالعماد له داعٍ بمكة مشمعلٌ وآخر فوق دارته ينادي إلى ردحٍ من الشيزى ملاءٍ لباب البر يلبسك بالشهاد وكان سبب قول أمية بن أبي الصلت هذا الشعر أن عبد الله بن جدعان وفد على كسرى فأكل عنده الفالوذ، فسأل عنه فقيل له: هذا الفالوذ. قال: وبم يصنع؟ قيل: لباب البر يلبك مع عسل النحل. قال: أبغوني غلاماً يصنعه، فأتوه بغلامٍ يصنعه فابتاعه، ثم قدم به مكة، فأمره أن يصنع الفالوذ ففعل، ثم وضع الموائد من الأبطح إلى باب المسجد، ثم نادى مناديه: ألا من أراد الفالوذ فليحضر، فحضره الناس. وكان فيمن حضر أمية بن أبي الصلت فقال الأبيات. وقال فيه أيضاً: ذكر ابن جدعانٍ بخي ر كلما ذكر الكرام من لا يخون ولا يع ق ولا يبخله الأنام يهب النجيبة والنجي ب له الرحالة والزمام وابن جدعان ممن ترك شرب الخمر في الجاهلية، وقد تقدم ذكره. وهجاه دريد ابن الصمة بشعر، فلقيه بعد ذلك عبد الله بسوق عكاظ، فحياه وقال: هل تعرفني يا دريد؟ قال: لا. قال: فلم هجوتني؟ قال: ومن أنت.؟ قال: عبد الله بن جدعان. قال: هجوتك لأنك كنت أثراً كريماً فأحببت أن أضع شعري موضعه. فقال له عبد الله: لئن كنت هجوت لقد مدحت، وكساه وحمله على ناقةٍ برحالها، فقال دريد: إليك ابن جدعان أعملتها مخففةً للسرى والنصب فلا خفض حتى تلاقى امرأ جواد الرضا وحليم الغضب وجلداً إذا الحرب مرت به يعين عليها بجزل الحطب وجلت البلاد فما إن أرى شبيه ابن جدعان وسط العرب سوى ملكٍ شامخٍ ملكه له البحر يجري وعين الذهب وأخبار ابن جدعان كثيرةٌ وسيادته في الجاهلية مشهورة، ليس هذا موضع إيرادها، وإنما أوردنا ما أوردنا منها في هذا الموضع على سبيل الاستطراد، فالشيء بالشيء يذكر. فلنرجع إلى أخبار القيان. أخبار جميلة هي جميلة مولاة بني سليم، ثم مولاة بطن منهم يقال لهم بنو بهز، وكان لها زوجٌ من موالي بني الحارث بن الخزرج، وكان ينزل فيهم، فغلب عليها ولاء زوجها فقيل لها: مولاة الأنصار. وقد قيل: إنها كانت لرجلٌ من الأنصار ينزل بالسنح. وقيل: كانت مولاة الحجاج بن علاط السلمي. قال أبو الفرج الأصفهاني: وهي أصلٌ من أصول الغناء، أخذ عنها معبد وابن عائشة وحبابة وسلامة وعقيلة والعتيقة وغيرهم. وفيها يقول عبد الرحمن بن أرطاة: إن الدلال وحسن الغنا ء وسط بيوت بني الخزرج وتلكم جميلة زين النساء إذا هي تزدان للمخرج إذا جئتها بذلت ودها بوجهٍ منيرٍ لها أبلج قال: وكانت جميلة أعلم خلق الله بالغناء. وكان معبد يقول: أصل الغناء جميلة وفرعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين. قال: وسئلت جميلة: أنى لك هذا الغناء؟ قالت: والله ما هو إلهامٌ ولا تعليم، ولكن أبا جعفر سائب خاثر كان جارنا، وكنت أسمعه يغني ويضرب بالعود فلا أفهمه، فأخذت تلك النغمات وبنيت عليها غنائي، فجاءت أجود من تأليف ذلك الغناء، فعلمت وألقيت، فسمعني مولياتي يوماً وأنا أغني سراً، ففهمني ودخلن علي وقلن: قد علمنا ما تكتمين وأقسمن علي، فرفعت صوتي وغنيتهن بشعر زهير بن أبي سلمى: وما ذكرتك إلا هجت لي طرباً إن المحب ببعض