بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وإن رماهم العدو بالمنجنيق فليقولوا: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا". وليقولوا: "وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السماء وما كنا منزلين". وليقولوا: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً". وإذا دخلوا أرض العدو فليقولوا: باسم الله "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً". "وعدكم الله مغانم كثيرةً تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آيةً للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيماً". ويقولوا إذا كانت الريح تصفق في وجه العدو: "إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحسٍ مستمرٍ تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعرٍ". وإن كانت الريح تهب على وجوه المسلمين فليقولوا: "وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته". "ومن آياته أن يرسل الرياح مبشراتٍ وليذيقكم من رحمته"، ويقولوا: "اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً"، ويقولوا: اللهم نسألك من خير ما تأتي به الرياح، ونعوذ بك من شر المساء والصباح. وإن بارز مسلم مشركاً فليقرأ عليه: "فساهم فكان من المدحضين". وليقل: "فوكزه موسى فقضى عليه". وليقل: "فالله يحكم بينكم يوم القيامة". "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً". وإذا التقى الصفان فليدع أمير السرية ويسأل الله النصر والفتح ويؤمن الناس على دعائه؛ فإنها من ساعات الإجابة. المكيدة والخداع في الحروب وغيرها روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحرب خدعة". وكان صلى الله عليه وسلم إذا غزا أخذ طريقاً وهو يريد أخرى، ويقول: "الحرب خدعة". وكان مالك بن عبد الله الخثعمي وهو على الصافة يقوم في الناس، إذا أراد أن يرحل، فيحمد الله ويثني عليه، ثم يقول: إني داربٌ بالغداة درب كذا؛ فتتفرق الجواسيس عنه قبذلك، فإذا أصبح سلك طريقاً غيرها. فكانت الروم تسميه الثعلب. وقال المهلب لبنيه: عليكم في الحرب بالمكيدة، فإنها أبلغ من النجدة. وسئل بعض أهل التمرس بالحروب: أي المكايد فيها أحزم؟ فقال: إذكاء العيون، وإفشاء الغلبة، واستصلاح الأخبار، وإظهار السرور، وإماتة الفرق، والاحتراس من البطانة، من غير إقصاءٍ لمستنصح ولا استنصاح لمستغشٍ، وإشغال الناس عما هم فيه من الحرب بغيره. قال حكيم: اللطف في الحيلة، أجدى للوسيلة. وقيل: من لم يتأمل الأمر بعين عقله لم يقع سيف حيلته إلا على مقالته، والتثبت يسهل الطريق الرأي إلى الإصابة، والعجلة تضمن العثرة. ويقال: إن سعيد بن العاص صالح أهل حصن من حصون فارس على ألا يقتل منهم رجلاً واحداً، فقتلهم كلهم إلا رجلاً واحداً. وقيل: لما أتي بالهرمزان أسيراً إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قيل له: يا أمير المؤمنين، هذا زعيم العجم وصاحب رستم، فقال له عمر رضي الله عنه: أعرض عليك الإسلام نصحاً لك في عاجلك وآجلك؛ فقال: إنما أعتقد ما أنا عليه ولا أرغب في الإسلام رهبة؛ فدعا عمر بالسيف، فلما هم بقتله، قال: يا أمير المؤمنين، شربةٌ من ماءٍ هي أفضل من قتلي على الظمأ؛ فأمر له بشربة من ماء؛ فلما أخذها الهرمزان قال: يا أمير المؤمنين، أنا آمنٌ حتى أشربها؟ قال: نعم؛ فرمى بها وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نورٌ أبلج؛ قال: صدقت، لك التوقف عنك والنظر فيك، ارفعا عنه السيف؛ فقال: يا أمير المؤمنين، آلآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وما جاء به حق من عنده؛ فقال عمر: أسلمت خير إسلام، فما أخرك؟ قال: كرهت أن يظن بي أني أسلمت خوفاً من السيف؛ فقال عمر: ألا لأهل فارس عقولاً استحقوا بها ما كانوا فيه من الملك، ثم أمر ببره وإكرامه. ونظير هذه القصة ما فعل الأسير الذي أتي به إلى معن بن زائدة في جملة الأسرى فأمر