نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 9

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وتقديراً. وإن شئت قلت: هو جعل الشيء الشيء
"أو
جعل الشيء للشيء" لأجل المبالغة في
التشبيه.
فالأول كقولك: لقيت أسداً وأنت تعني الرجل
الشجاع.
والثاني كقول لبيد:
إذ أصبحت بيد الشمال زمامها
أثبت اليد للشمال مبالغة في تشبيهها
بالقادر في التصرف فيه على ما يأتي بيان
ذلك.
وحد الرماني الاستعارة فقال: هي تعليق
العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة
على سبيل النقل للإبانة.
وقال ابن المعتز: هي استعارة الكلمة من شئ
قد عرف بها إلى شئ لم يعرف بها. وذكر
الخفاجي كلام الرماني وقال: تفسير هذه
الجملة أن قوله عز وجل:
"واشتعل الرأس شيباً" استعارة لأن استعارة
للنار، ولم يوضع في أصل اللغة للشيب فلما
نقل إليه بأن المعنى لما اكتسبه من
التشبيه، لأن الشيب لما كان يأخذ في الرأس
شيئاً فشيئاً
حتى يحيله إلى غير لونه الأول كان بمنزلة
النار التي تسري في الخشب حتى تحيله إلى
غير
"حالته" المتقدمة؛ فهذا هو نقل العبارة عن
الحقيقة في الوضع للبيان. ولا بد من أن
تكون
أوضح من الحقيقة لأجل التشبيه العارض
فيها لأن الحقيقة لو قامت مقامها لكانت
أولى بها،
لأنها الأصل، وليس يخفى على المتأمل أن
قوله عز وجل: "واشتعل الرأس شيباً" أبلغ من
كثر شيب الرأس، وهو حقيقة هذا المعنى.
ولا بد للاستعارة من حقيقة هي أصلها، وهي
مستعار منه، ومستعار، ومستعار له،
فالنار مستعار منها، والاشتعال مستعار،
والشيب مستعار له. قال: وأما قولنا مع طرح
ذكر المشبه، فاعلم أننا إذا طرحناه
كقولنا: رأيت أسداً، وأردنا الرجل الشجاع
فهو
استعارة بالإنفاق، وإن ذكرنا معه الصيغة
الدالة على المشابهة كقولنا:
زيد كالأسد أو مثله أو شبهه فليس
باستعارة؛ وإن لم نذكر الصيغة وقلنا: زيد
أسد
فالمختار أنه ليس باستعارة إذ في اللفظ ما
يدل على أنه ليس بأسد فلم تحصل المبالغة،
فإذا
قلت: زيد الأسد فهو أبعد عن الاستعارة،
فإن الأول خرج بالتنكير عن أن يحسن فيه كاف
التشبيه، فإن قولك: زيد كأسد كلام نازل
بخلاف الثاني.
قال ضياء الدين بن الأثير: وهذا التشبيه
المضمر الأداة قد خلطه قوم بالاستعارة ولم
يفرقوا
بينهما، وذلك خطأ محض.
قال: وسأوضح وجه الخطأ فيه وأحقق القول في
الفرق بينهما فأقول: أما التشبيه المظهر
الأداة فلا حاجة بنا إلى ذكره لأنه لا
خلاف فيه، ولكن نذكر التشبيه المضمر
الأداة فنقول:
إذا ذكر المنقول والمنقول إليه على أنه
تشبيه مضمر الأداة قيل فيه: زيد أسد أي
كالأسد،
فأداة التشبيه فيه مضمرة مقدرة، وإذا
أظهرت حسن ظهورها، ولم تقدح في الكلام
الذي
أظهرت فيه، ولم تزل عنه فصاحته، وهذا
بخلاف ما إذا ذكر المنقول إليه دون
المنقول فإنه لا
يحسن فيه ظهور أداة التشبيه، وإذا ظهرت
زال عن ذلك الكلام ما كان متصفاً به من
الحسن والفصاحة.
قال: ولنضرب لذلك مثالاً يوضحه فنقول: قد
ورد هذا البيت لبعض الشعراء وهو:
فرعاء إن نهضت لحاجتها عجل القضيب وأبطأ
الدعص
وهذا لا يحسن تقدير أداة التشبيه فيه، فلا
يقال: عجل "قد" كالقضيب وأبطأ "ردف"
كالدعص، فالفرق إذن بين التشبيه المضمر
أداة التشبيه فيه وبين الاستعارة أن
التشبيه
المضمر الأداة يحسن إظهار أداة التشبيه
فيه، والاستعارة لا يحسن ذلك فيها،
والاستعارة
أخص من المجاز إذ قصد المبالغة شرط في
الاستعارة دون المجاز، وأيضاً فكل
استعارة من
البديع وليس كل مجاز منها. والحق أن
المعنى يعار أولاً ثم بواسطته يعار اللفظ؛
ولا تحسن
الاستعارة إلا حيث كان التشبيه مقرراً
بينهما ظاهراً، وإلا فلا بد من التصريح
بالتشبيه،
فلو قلت: رأيت نخلة أو خامة وأنمت تريد
مؤمناً إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه
وسلم: "مثل المؤمن كمثل النخلة" أو "كمثل
الخامة" لكنت كالملغز التارك لما يفهم

/ 90