بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ومن يعص أطراف الزجاج فإنه يطيع العوالي ركبت كل لهذم أراد أن يقول: من لم يرض بأحكام الصلح رضى بأحكام الحرب، وذلك أنهم كانوا إذا طلبوا الصلح قلبوا زجاج الرماح وجعلوها قدامها مكان الأسنة، وإذا أرادوا الحرب أشرعوا الأسنة وقد يسمى هذا النوع المماثلة أيضاً. قال: وقد يزلون الاستعارة منزلة الحقيقة وذلك أنهم يستعيرون الوصف المحسوس للشيء المعقول ويجعلون كأن تلك الصفة ثابتة لذلك الشيء في الحقيقة وأن الاستعارة لم توجد أصلاً مثاله استعارتهم العلو لزيادة الرجل على غيره في الفضل والقدر والسلطان ثم وضعهم الكلام وضع من يذكر علو مكانياً كقول أبي تمام: ويصعد حتى يظن الحسود بأن له حاجةً في السماء وكقوله أيضاً: مكارم لجت في علو كأنما تحاول ثأرا عند بعض الكواكب ولذلك يستعيرون اسم شئ لشيء من نحو شمس أو بدر أو أسد ويبلغون إلى حيث يعتقد أه ليس هناك استعارة كقول ابن العميد: قامت تظللني من الشمس نفس أعز عليّ من نفسي قامت تظللني ومن عجبٍ شمس تظللني من الشمس وكقول آخر: أيا شمعاً يضئ بلا إنطفاءٍ ويا بدراً يلوح بلا محاق فأنت البدر ما معنى انتقاصي وأنت الشمع ما معنى احتراقي؟ "فلولا أنه أنسى نفسه أن ها هنا استعارة لما كان لهذا العجب معنى، ومدار هذا النوع على التعجب" وقد يجئ على عكسه، كقول الشاعر: لا تعجبوا من بلى غلالته قد زر أزراره على القمر فصل في أقسام الاستعارة قال: وهي على نوعين: الأول أن تعتمد نفس التشبيه، وهو أن يشترك شيئان في وصف وأحدهما أنقص من الآخر، فتعطى الناقص اسم الزائد مبالغةً في تحقق ذلك الوصف له كقولك: رأيت أسداً وأنت تعني رجلاً شجاعاً، وعنت لنا ظبية وأنت تريد امرأة. والثاني أن تعتمد لوازمه عند ما تكون جهة الاشتراك وصفاً، وإنما ثبت كماله في المستعار منه بواسطة شئ آخر فثبت ذلك الشيء للمستعار له مبالغة في إثبات المشترك كقول لبيد: وغداة ريح قد كشفت وقرةٍ إذ أصبحت بيد الشمال زمامها وليس هناك مشار إليه يمكن أن يجري اسم اليد عليه كما جرى الأسد على الرجل لكنه خيل إلى نفسه أن الشمال في تصريف الغداة على حكم طبيعة الإنسان المتصرف فيما زمامه ومقادته بيده، لأن تصرف الإنسان إنما يكون باليد في أكثر الأمور فاليد كالآلة التي تكمل بها ع القوة على التصرف، ولما كان الغرض ثبات التصرف - وذلك مما لا يكمل إلا عند ثبوت اليد - أثبت اليد للشمال تحقيقاً للغرض وحكم الزمام في استعارته للغداة حكم اليد في استعارتها للشمال، وكذلك قول تأبط شراً: إذا هزه في عظم قرن تهلك نواجذ أفواه المنايا بالضواحك لما شبه المنايا عند هزة السيف بالمسرور - وكمال الفرح والسرور إنما يظهر بالضحك الذي تتهلل فيه النواجذ - أثبته تحقيقاً للوصف المقصود، وإلا فليس للمنايا ما ينقل إليه اسم النواجذ، وهكذا الكلام في قول الحماسي: سقاه الردى سيف إذا سل أو مضت إليه ثنايا الموت من كل مرقب ومن هذا الباب قولهم: فلان مرخى العنان، وملقى الزمام. قال: ويسمى هذا النوع استعارة تخييلية، وهو كإثبات الجناح للذل في قوله تعالى: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" قال: ذا عرف هذا فالنوع الأول على أربعة أقسام: الأول - استعارة المحسوس للمحسوس، وذلك إما بأن يشتركا في الذات ويختلفا في الصفات، كاستعارة الطيران لغير ذي جناح في السرعة، فإن الطيران والعدو يشتركان في "الحقيقة وهي" الحركة الكائنة إلا أن الطيران أسرع، أو بأن يختلفا في الذات ويشتركا في صفة إما محسوسة كقولهم: رأيت شمساً ويريدون إنساناً يتهلل وجهه، وكقوله تعالى: "واشتعل الرأس شيباً" فالمستعار منه النار والمستعار له الشيب، والجامع الانبساط، ولكنه في النار أقوى، وإما غير محسوسة كقوله تعالى: "إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم"