بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
اكشفي وجهك الذي أوحلتني فيه من قبل كشفه عيناك غلطي في هواك يشبه عندي غلطي في أبي علي بن زاكي ومما جاء في النسيب على وجه التشبيه قول امرئ القيس: عوجاً على الطلل المحيا لعلنا نبكي الديار كما بكى ابن حمام وأما تأكيد المدح بما يشبه الذم - فهو ضربان: أفضلهما أن يستثنى من صفة ذم منفية عن الشئ صفة مدح بتقدير دخولها فيها، نحو قوله تعالى: "لايسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً" فالتأكيد فيه من جهة أنه كدعوى الشيء ببينة، وأن الأصل في الاستثناء الاتصال، فذكر ذاته قبل ذكر ما بعدها يوم إخراج الشيء مما قبلها، فإذا وليها صفة مدح جاء التأكيد. والثاني: أن يثبت لشيء صفة مدح ويعقب بأداة استثناء تليها صفة مدح أخرى لها، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش" وأصل الاستثناء في هذا الضرب أيضاً أن يكون منقطعاً لكنه باق على حاله لم يقدر. متصلاً فلا يفيد التأكيد إلا من الوجه الثاني من الوجهين المذكورين ولهذا كان الأول أفضل. ومن أمثلة الأول قول النابغة الذبياني: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب ومن أحسن ما قيل في ذلك قول حاتم الطائي: ولا تشتكيني جارتي غير أنني إذا غاب عنها بعلها لا أزورها ومن الثاني قول النابغة الجعدي: فتى كلمت أخلاقه غير أنه جواد فما يبقى من المال باقيا ومن أحسن ما ورد في هذا الباب قول بعضهم: ولا عيب فينا غير أن سماحنا اضربنا والبأس من كل جانب فأفنى الردى أعمارنا غير ظالم وأفنى الندى أموالنا غير عاتب وأما تأكيد الذم بما يشبه المدح - فهو ضربان: أحدهما أن يستثنى من صفة مدح منفية عن الشيء صفة ذم بتقدير دخولها فيها كقولك: فلان لا خير فيه إلا أنه يسئ إلى من أحسن إليه. والثاني: أن تثبت للشيء صفة ذم وتعقب بأداة استثناء تليه صفة ذم أخرى كقولك: فلان فاسق إلا أنه جاهل وتحقيق القول فيها على قياس ما تقدم. وأما تجاهل العارف - فهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة تجاهلاً منه ليخرج كلامه مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة التدله في الحب، أو لقصد التعجب أو التوبيخ أو التقرير، وقال السكاكي: هو سوق المعلوم مساق غيره لنكتة كالتوبيخ كما في قول الخارجية وهي ليلى بنت طريف: أيا شجر الخابور مالك مورقاً كأنك لم تجزع على ابن طريف والمبالغة في المدح، كقول البحتري: ألمع برق سرى أم ضوء مصباح أم ابتسامتها بالمنظر الضاحي أو الذم كما قال زهير: وما أدري ولست إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء أو التدله في الحب، كقوله: بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ليلاي منكن أم ليلى من البشر وقول البحتري: بدا فراع فؤادي حسن صورته فقلت هل ملك ذا الشخص أم ملك وأما الهزل الذي يراد به الجد - فهو أن يقصد المتكلم ذم إنسان أو مدحه فيخرج ذلك مخرج المجون، كقول الشاعر: إذا ما تميمي أتاك مفاخراً فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب وأما الكنايات - فهي أن يعبر المتكلم عن المعنى القبيح باللفظ الحسن وعن الفاحش بالطاهر وقد تقدم الكلام على ذلك في باب الكناية والتعرض وهو الباب الرابع من القسم الثاني من هذا الفن، وهو في السفر الثالث من كتابنا هذا وأما المبالغة - وتسمى التبليغ والإفراط في الصفة - فقد حدها قدامة بأن قال: هي أن يذكر المتكلم حالاً من الأحوال لو وقف عندها لأجزأت فلا يقف حتى يزيد في معنى ما ذكره ما يكون أبلغ في معنى قصده، كقول عمير بن كريم التغلبي: ونكرم جارنا ما دام فينا ونتبعه الكرامة حيث مالا ومن أمثلة المبالغة المقبولة قول امرئ القيس يصف فرساً: فعادى عداءً بين ثور ونعجة دراكاً ولم