بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
والصاد والطاء والعين والفاء والكاف واللام والميم، يبدأ بالباء مع الألف وما بعدها ثم يُكتبه البسملة، ويأخذ في تدرجه في الكتابة، وتدريبه في استخراج الحروف بالهجاء وما يتولد منها إذا اجتمعت، إلى أن يقوى فيها لسانه ويده، ويقرأ ما يُكتب له، ويكتب ما يُقترح عليه من غير منبه له ولا مساعد؛ فهذه كتابة الابتداء؛ ولا ينبغي أن يتصدى لها إلا من اشتهرت ديانته وحسن اعتقاده والتزامه طريق السنة، ومن كان بخلاف ذلك، أو ممن طُعن فيه بوجه من وجوه المطاعن وجب على ناظر الحِسبة منعه. وأما تعليم الانتهاء - فهو كتابة التجويد، وهي أصل جميع ما قدّمناه من الكتابات، ويحتاج من تصدى لها إلى إتقان أقلام الكتابة، ومعرفة أوضاعها على ما وضعه الوزير أبو علي بن مقلة حين عرّب الخط ونقله من الكوفية إلى التوليد، ثم عمدته على طريق علي بن هلال الكاتب المعروف بابن التواب وما وضعه من أقلام الكتابة، ومعرفة الأقلام الأصول الخمسة، وهي قلم المحقق، وقلم النسخ وقلم الرِّقاع، وقلم التواقيع، وقلم الثلث؛ فهذه الأقلام الخمسة هي الأصول؛ ثم لتفرع عنها أفلامٌ أخر نذكرها بعد إن شاء الله تعالى؛ وقد ذكر لهذه التسمية أسباب واشتقاقات، فقالوا: إن قلم المحقق إنما سمي بذلك لأنه أصل الكتابة، وهو يحتاج إلى التحقيق في وضع الحروف وتركيبها؛ وقلم النسخ؛ لأنه تُنسخ به الكتب ولذلك وُضع بحيث أن الكتب لا تحسُن كتابتها بغيره، لاعتدال أسطره، ودقة حروفه والتئام أجزائه؛ وقلم الرقاع لأنه وضع لكتابة الرقاع المرفوعة في الحوائج؛ ألا ترى ما على الرقاع به من البهجة؟ ولو كُتبت بغيره ما حسُن موقعها من النفوس؛ وقلم التواقيع لأنه وضع لتكتب به التواقيع الصادرة عن الخلفاء والملوك؛ وقلم الثلث لكتابة المناشير التي تُكتب في قطع الثلث؛ هذا ما قيل في سبب تسمية هذه الأقلام بهذه الأسماء. وأما ما يتفرع عن هذه الأقلام الخمسة التي ذكرناها - فلكل قلم منها غليظٌ وخفيفٌ ومتوسّط، فقلم المحقق يتفرع عنه خفيفه، ويتفرع عنه أيضاً قلم الريحان؛ وقلم النسخ يتفرع عنه قلم المتن، وهو غليظه، وقلم الحواشي وهو خفيفه، وقلم المنثور، وهو الذي يفصل بين كل كلمة وكلمة ببياض؛ وقلم الرقاع يتفرع عنه قلم الغبار، وهو خفيفه، وينزل منه بمنزلة الحواشي من النسخ، وهو الذي تُكتب به الملطفات والبطائق، ويتفرع عنه أيضاً قلم المقترن، وهو ما يُكتب سطرين مزدوجين، وقد يُكتب بغير قلم الرقاع، لكن لم تجر عليه هذه التسمية، وفي الرقاع مسلسل؛ وقلم التواقيع منه ما هو مسلسل، وهو ما يتصل بعض حروفه ببعضٍ بتشعيراتٍ رقيقة تلتف على الحروف؛ وقلم الثلث يتفرع عنه وعن المحقق جميعاً قلم يسمى قلم الأشعار؛ ولهم أيضاً قلم الذهب، وهو قد يكون تارة ثلثا وتارة تواقيع إلا أنه يكون خالياً من التشعير بسبب ترميكه باللون المغاير للون الذهب، والترميك هو أن يحبس الحرفُ بلون غير لونه بقلمٍ رقيقٍ جداً؛ ولهم أيضاً قلم الطومار ومنه كامل وغير كامل، فالكامل: الذي إذا جُمعت الأقلام كلها كانت في غلظه وهو الذي يكتب به على رؤوس الدروج؛ وغير الكامل، هو الطومار المعتاد؛ فهذه هي الأصول وما يتفرع عنها. ولهم أيضاً أسماء أخر، منها قلم الطور وقلم المنهج، وقلم الطمغاوات، وأسماءٌ غير هذه اصطلح عليها الكتاب؛ فإذا أتقن الكاتب ما ذكرناه من هذه الأقلام وحرّرها، وعرف أوضاعها وقواعدها، وكيفية وضع الحروف وموضع ترقيقها وتغليظها، والمكان الذي تُكتب فيه بسن القلم وبصدره، وأين يضع الحرف الآخر منه، إلى غير ذلك من شروطها وقواعدها،