نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 12

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

واتصف بما قدمناه في المؤدب من الديانة
والخير والعفة وحسن الطريقة وصحة
الاعتقاد
والتزام السنة، فقد استحق أن يتصدى
للتعليم والإفادة، ويتعين على الطالب
والرجوع إليه،
والاقتداء بطريقته، والكتابة على خطه
والتزام توقيفه.
الفن الثالث
الحيوان الصامت
قد جمعت في هذا الفن - أعزك الله تعالى - من
أجناس الحيوان بين الكاسر والكاشر،
والنافر والطائر؛ والصائد والصائل،
والناهق والصاهل؛ والحامل والحالب،
واللاذع واللاسب؛
والكانس والسانح، والراسخ والسائح؛ فمن
أسدٍ انفرد عظماً بنفسه، وترفّع عن
الإلمام بما
سواه من جنسه؛ إن وطئ أرضاً مالت الوحوش
عن آثاره، أو قصد جهة نفرت من جواره؛
وإن فغر فاه أبرز المُدى وإن مد خطاه قرّب
المدى؛ ونمرٍ حديد الناب، موشّى الإهاب؛
وفهدٍ سريع الوثوب والاختطاف، وكلب إن
طفئت النيران فهو الجالب للأضياف؛
وضَبُعٍ إن
رأت قتيلاً طافت به ومالت إليه، وذئب ما
رأى بصاحبه دماً إلا أغار عليه؛ إلى غير
ذلك
من أنواع الوحوش والآرام، والخيل والبغال
والأنعام؛ وذوات السموم القواتل منها وغير
القواتل،
وأصناف الطير التي تكون تارة محمولة
وتارة حوامل؛ وآونة تختطف من الهواء،
وحالة
تقتنص الوحشَ من البيداء؛ وما شاكل منها
الكلب والبهيمة، وما حُبس لسماع صوته
فعلت قيمتُه كل قيمه؛ وما ينوح وما يغرد،
وما يتلو ويردد؛ وميزت كل حيوان منها
بمحاسنه
ومناقبه، ونبذته بمعايبه ومثالبه؛ ولولا
خشية الإطالة، لوصفت كل حيوان منها
برساله؛
لكني استغنيت بما ألّفه من منقولي، عما
أصنّفه من مقولي؛ وعلمت أنني أقصُر عن حق
هذه الرتبة فأحجمت وأقف دون بلوغ هذه
الحلبة فأمسكت؛ وقد تقدمني من بالغ في هذا
وأطنب ووجد المقال فبسط القول وأسهب،
وحاز المعاني فما ترك لسواه مذهب؛
فاختصرتُ عند ذلك المقال، واقتصرت عل هذه
النُّبذة التي أشبهت طيف الخيال؛
ووضعته على أحسن ترتيب، ورتبته على أجمل
تقسيم وتبويب؛ وهو يشتمل على خمسة
أقسام.
القسم الأول وفيه ثلاثة أبواب
السباع وما يتصل بها
الباب الأول
الأسد والبَيْر والنمر
ولنبدأ بذكر أسماء الأسد، ثم نذكر ما قيل
في أصناف الآساد وأجناسها وعاداتها في
افتراسها، وما فيها من الجراءة والجبن،
وما وُصف به الأسد نظماً ونثراً ثم نذكر ما
سواه،
فنقول - وبالله التوفيق -:
أما أسماء الأسد - فقد بسط الناس فيها
القول وزادوا، فمنهم من عدّله ألف اسمٍ
فما
دون ذلك، وقد اقتصرنا منها على أشهرها.
فمن أسمائه: الأسد، والأنثى أسَدَة
ولبؤة؛ والشِّبل والحفص: جَرْوه؛ والشبلة
والحَفْصة:
الأنثى؛ وكناه: أبو الأشبال، وأبو
الحارث؛ ومن أسمائه الأعلام: بيهس،
وأسامة، وهرثمة،
وكهمس؛ ومن صفاته: الصم، والصمة،
والمصدّر والصمصامة، والهِزبر،
والقسورة،
والدلهمس، والضيغم، والغضنفر، والهمام
والدوكس، والدوسك، والعلندس، والعنابِس،
والسِّيد، والدِّرباس، والفُرافِر
والقُصاقِص، والقُضاقِض، والرئبال،
والضّيثم؛ والخُنابس،
وعثمثم، والخُنابِش: اللبؤة إذا استبان
حملها، وكذلك الآفل؛ والهَرِس: الشديد
المراس.
وأما لأصناف الآساد وأجناسها - فالذي
يعرفها الناس منها صفتان: أحدُهما مستدير
الجُثة، والآخر طويلُها، كثير الشعر؛
وعدّ أرسطو من هذا النوع ضروباً كثيرة،
حكى عن
بعض من تكلم في طبائع الحيوان قبله أن في
أرض الهند سبعاً - سماه باليونانية - في
عِظَم
الأسد وخلقته، ما خلا وجهه فإنه شبيه بوجه
الإنسان ولونه شديد الحمرة، وذنبه شبيه
بذنب العقرب، وفي طرفه حًمة، وله صوت يشبه
صوت الزمارة وهو قوي، ويأكل الناس؛
وذكر أن من السباع ما يكون في عِظَم الثور
وفي خلقته، له قرونٌ سود، طويلُها، في قدر
الشبر، إلا أنه يحرّك الفك الأعلى كما
يحرّكه الثور، ولرجليه أظلاف مشقوقة، وهو

/ 95