نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 15

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 15

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مما تنبته الأرض من حبها، وألقي عليك
المحبة حتى لا تقتل.
سؤال حواء
قال: ثم قالت حواء: إلهي خلقتني من ضلع
أعوج، وجعلتني ناقصة العقل والدين
والشهادة
والميراث، وضربتني بالنجاسة، وحرمتني
الجمعة والجماعات، وذكرت مشقة الحمل
والولادة،
فأسألك أن تعطيني مثل ما أعطيتهم.
فقيل لها: قد وهبت لك الحياء والأنس
والرحمة، وكتبت لك من ثواب الحبل والولادة
ما لو
رأيته لقرت به عيناك، فأي امرأة ماتت في
ولادتها حشرتها في زمرة الشهداء. قال: حسبي
يا رب.
قال: ثم أمر الله بعد ذلك أن يهبطوا إلى
الأرض؛ قال الله تعالى: " وقلنا اهبطوا
بعضكم
لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى
حين ". فهبط آدم من باب التوبة، وحواء من
باب الرحمة، وإبليس من باب اللعنة،
والطاوس من باب الغضب، والحية من باب
السخط،
وكان ذلك وقت العصر.
قال السدي: فمن هذه الأبواب تنزل التوبة
والرحمة واللعنة والغضب والسخط.
قال وهب: خلق الله آدم يوم الجمعة، وفيه
دخل الجنة وأقام فيها نصف يوم مقدار
خمسمائة
عام، وأهبط بين الظهر العصر من باب يقال
له المبرم وهو حذاء البيت المعمور.
قال كعب: أهبط آدم إلى بلاد الهند على جبل
من جبالها ليقال له بوذ وهو جبل محيط
بأرض الهند؛ وأهبطت حواء بجدة، وإبليس
بدستميسان، والحية بأصفهان، والطاوس
بالبحر، ففرق الله بينهم فلم ير بعضهم
بعضاً حيناً، ولم يكن على آدم يوم أهبط إلا
ورقة من
أوراق الجنة، فذرتها الرياح في بلاد
الهند فصارت معدناً للطيب.
وأخذ آدم في البكاء مائة عام حتى نبت من
دموعه العود والزنجبيل والصندل والكافور
وأنواع الطيب، وامتلأت الأودية بأطيب
الأشجار، وبكت حواء فنبت من دموعها
القرنفل
والأفاويه؛ وكانت الريح تحمل كلامه إليها
وكلامها إليه.
ثم أنبت الله - عز وجل - لآدم الشعر
واللحية، وكان قبل ذلك أمرد وجسده كالفضة،
فتألم لذلك ألماً شديداً.
قال وهب: أول من علم بهبوط آدم من حيوان
الأرض النسر، وكان قد ألف الحوت، فجاء
إليه وقال له: إني رأيت اليوم خلقاً
عظيماً ينقبض وينبسط، ويقوم ويقعد، ويجيء
ويذهب،
فقال الحوت: إن كان ما تقوله حقاً فقد حان
إلا يكون لي معه مقترفي البحر ولا لك في
البر،
وهذا الوداع بيني وبينك. فجاء النسر إلى
آدم وألفه، وجاءه الوحش والطير وألفوه
وبكوا
لبكائه دهراً طويلاً، فلما أضجرهم ذلك
نفروا عنه ولم يبق عنده إلا النسر وحده وهو
لا
يفتر عن البكاء.
قال وهب: بكى آدم حتى بكت الملائكة لبكائه
وقالوا: " إلهنا أقله عثرته ".
قال: وبقي من دموعه في الأرض - بعد أن كف عن
البكاء - ما شربه الوحش والطير
والهوام مائة عام؛ وكان لدموعه رائحة
كالمسك، ولذلك كثر الطيب في الهند.
وقال كعب: بكى آدم ثلاثمائة عام لا يرفع
رأسه إلى السماء وهو يقول: " إلهي بأي وجه
أنظر إلى السماء " فألهم الله سائر
الحيوانات أن تأتي لآدم وتعزيه في مصيبته،
فعزاه جميعها
ونهته عن البكاء، وأمرته بالتسبيح
والتقديس.
توبة آدم
قال: فعند ذلك أمر الله تعالى جبريل أن
يهبط على آدم، وقال له: " إن آدم بديع فطرتي
وقد
أبكى أهل سمواتي وأرضي، ولا يذكر غيري،
ولم يخف سواي، وهو أول من حمدني، وأول
من دعاني بأسمائي الحسنى، وأنا الرحمن
الذي سبقت رحمتي غضبي، وهذه الكلمات قد
خصصت بها آدم لتكون له توبة، وتخرجه من
الظلمات إلى النور ".
فهبط عليه جبريل بالكلمات ولها نور عظيم،
وقال: " السلام عليك يا طويل البكاء والحزن
"؛ فلم يسمعه آدم لغليان صدره؛ فناداه
بصوت رفيع: السلام عليك يا آدم. وأمر جناحه
على صدره ووجهه حتى هدأ من بكائه، وسمع
الصوت فقال: أبنداء السخط تنادي، أم
بنداء الإحسان والغفران؟
قال: بل بنداء الرحمة والغفران، يا آدم:
لقد أبكيت ملائكة السموات والأرض، فدونك
هذه
الكلمات، فإنها كلمات الرحمة والتوبة.

/ 93