نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 15

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 15

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال كعب: كانت الكلمات ما قالها يونس في
ظلمات ثلاث: " لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين ".
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله
عنهما - كانت: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن
لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ".
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: كانت " لا
إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت
سوءاً وظلمت نفسي فتب علي يا خير التوابين
".
قال الله تعالى: " فتلقى آدم من ربه كلمات
فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم
قال: فلما قالها آدم انتشر صوته في
الأفاق، فقالت الأرض والشجر والجبال: "أقر
الله عينك
يا آدم، وهناك الله بتوبتك". وأمره الله أن
يبعث بالكلمات إلى حواء؛ فحملتها الريح
إليها،
فقالتها، فتاب الله عليها.
قال: ولما فرغ آدم من الدعاء والسجود قال
له جبريل: ارفع رأسك، فرفعه وإذا قد رفع له
حجاب النور، وفتحت له السموات، ونودى
بالتوبة والرضوان وقيل له: يا آدم، إن الله
قد
قبل توبتك. فذهب ليقوم فلم يقدر لأنه كان
قد رسب في الأرض كعروق الشجر، فاقتلعه
جبريل، فصاح صيحة شديدة للألم الذي
أصابه، وقال: "ماذا تفعل الخطيئة"؟
ثم ضرب جبريل بجناحه الأرض فانفجرت عين
ماء معين برائحة كالمسك فاغتسل آدم
منها، ثم كساه الله حلتين من سندس الجنة،
وبعث الله تعالى ميكائيل إلى حواء، فبشرها
بالتوبة، وكساها كذلك؛ وسأل آدم جبريل
عنها؛ فأخبره أن الله قد قبل توبتها، وأنه
يجمع
بينهما في أشرف الأعياد وأكرم البقاع.
قال: وأمر الله عز وجل الملائكة
والحيوانات أن يقربوا من آدم ليهنئوه
فأتوه وهنأوه كما كانوا
عزوه.
ثم أمر الله تعالى جبريل أن يضع يده على
رأس آدم ليقصر من طوله، وكان إذا قام وصل
رأسه إلى السماء، فيسمع تسبيح الملائكة،
فلما قصر اغتم لفقد ذلك، فقال له جبريل: لا
يغمك ذلك فإن الله يفعل ما يريد.
وأمره الله ببناء بيت يحاذي البيت
المعمور ليطوف به هو وأولاده من بعده كما
رأى
الملائكة تفعل حول البيت المعمور؛ فبناه.
وقد ذكرنا صفة بنائه في الباب الثاني من
القسم الخامس من الفن الأول من هذا الكتاب
في
خصائص البلاد، وهو في السفر الأول، فلا
حاجة إلى إعادته هاهنا. فلنذكر غير ذلك.
قال: وسار آدم من موضعه إلى موضع البيت؛
والله الهادي.
أخذ الميثاق على ذريته
قال: وأوحى الله تعالى إلى آدم: أني أريد
أن آخذ على وديعتي التي في ظهرك الميثاق،
فأحاطت الملائكة بآدم في أحسن صورهم،
فوقعت الرعدة على آدم من الخوف، فضمه
جبريل إلى صدره، واضطرب الوادي وارتج،
فقال جبريل: اسكن فإنك أول شاهد على
الميثاق الذي يأخذه الله على ذرية آدم.
فسكن، ومسح الله تعالى على ظهر آدم كما
شاء،
وقال: "انظر يا آدم إلى من يخرج من ظهرك"
فأول من بادر وكان أسرع خروجاً نبينا محمد
صلى الله عليه وسلم فأجاب بالتلبية ونادى
إلى ذات اليمين وهو يقول: أنا أول من يشهد
لك بالتوحيد، ويقر لك بالعبودية، وأشهد
أني عبدك ورسولك. فهو صلى الله عليه وسلم
أول الأنبياء في الخلق، وآخرهم في البعث،
وفي ذلك من الحكمة الإلهية والقدرة
الربانية ما لم
يخف على ذي لب وفهم، وليس هذا موضع ذكر
ذلك. ثم أجابت الطبقة الثانية من النبيين
والمرسلين نبيناً بعد نبي في نورهم
وبهائهم، ثم خرجت زمرة من المؤمنين بيض
الوجوه،
معلنين بالتوحيد، فوقفوا دون النبيين.
ثم مسح الله مسحة أخرى فخرج قابيل بن آدم
مبادراً وقد تبعه أهل الشمال فوقفوا ذات
الشمال كلهم سود الوجوه. ثم قيل لآدم:
"انظر إلى ولدك هؤلاء لتعرفهم بأسمائهما
وأزمانهم"
فنظر إلى أهل اليمن فضحك منهم، وبارك
عليهم؛ ونظر إلى أهل الشمال فلعنهم وصرف
وجهه عنهم؛ ثم استنطقهم الله تعالى فقال:
"ألست بربكم قالوا بلى شهدنا" وأقررنا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أما أهل
اليمن فأجابوا بالسرعة، وأما أهل الشمال
فأجابوا بالتثاقل. قال الله تعالى: "يا
ملائكتي اشهدوا على ذرية آدم بأنهم أقروا
أني ربهم لا
يجحدونني شيئاًن، وأن آدم قد بارك على أهل
يمينه، ولعن أهل شماله، فأهل اليمين في
جنتي
برحمتي، وأهل الشمال في النار بما جحدوا
من حقي".

/ 93