نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 16

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 16

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويخبرهم بما رأى، إلا يوشع وكالب.
قال: فلما سمع القوم ذلك من النقباء رفعوا
أصواتهم بالبكاء وقالوا: يا ليتنا متنا في
أرض
مصر، وليتنا نموت في هذه البرية ولا
يدخلنا الله أرضهم، فتكون نساؤنا
وأولادنا وأموالنا
غنيمة لهم.
وجعل الرجل يقول لأصحابه: تعالوا نجعل
علينا رأساً وننصرف إلى مصر؛ فذلك قوله
تعالى إخباراً عنهم: " يا موسى إن فيها
قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا
منها
فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ".
فلما قالوا ذلك وهموا بالانصراف إلى مصر،
خر موسى وهارون - عليهما السلام -
سجداً، وخرق يوشع وكالب ثيابهما، وهما
اللذان أخبر الله تعالى عنهما بقوله: " قال
رجلان من اللذين يخافون أنعم الله عليهما
"، أي يخافون الله.
وقرأ سعيد بن جبير " يخافون " بضم الياء.
قال: كانا من الجبارين، فأسلما واتبعا
موسى. : أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم
الباب فإذ
دخلتموه فإنكم غالبون "، لأن الله تعالى
منجز وعده، وإنا أتيناهم فكانت أجسامهم
عظيمة قوية، وقلوبهم ضعيفة، فلا تخشوهم،
وعلى الله فتوكلوا إن كنت مؤمنين. فأراد
بنو
إسرائيل أن يرجموهما بالحجارة، وقالوا:
يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها
فاذهب
أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.
فلما قالوا ذلك غضب موسى وقال: رب إني لا
أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين
القوم الفاسقين. وكانت عجلة عجلها موسى
-عليه السلام - فظهر الغمام على قبة
الزمان،
وأوحى الله تعالى إلى موسى: إلى متى
يعصيني هذا الشعب، وإلى متى لا يصدقون
بالآيات؟ لأقتلنهم جميعاً، ولأجعلن
بدلهم شعباً أشد وأكثر منهم.
قال موسى: إلهي لو أنك قتلت هذا الشعب كله
كرجل واحد قالت الأمم الذين سمعوا:
إنما قتل هذا الشعب من أجل أنه لم يستطع أن
يدخلهم الأرض المقدسة، فقتلهم في البرية،
وإنك طويل صبرك، كثيرة نعمك، وأنت تغفر
الذنوب، وتحفظ الآباء على الأبناء وأبناء
الأبناء، فاغفر لهم ولا توبقهم.
قال الله تعالى: قد غفرت لهم بكلمتك، ولكن
بعدما سميتهم فاسقين ودعوت عليهم،
لأحرمن عليهم دخول الأرض المقدسة غير
عبدي يوشع وكالب ولآتيهنهم في هذه البرية
أربعين سنة، ولتلقين جيفهم في هذه
القفار؛ وأما بنوهم الذين لم يعملوا الخير
والشر فإنهم
يدخلون الأرض المقدسة، فذلك قوله تعالى: "
قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون
في
الأرض " في ستة فراسخ، يسيرون كل يوم
جادين، حتى إذا سئموا وأمسوا، فإذا هم في
الموضع الذي ارتحلوا منه وكانوا ستمائة
ألف مقاتل، مات النقباء العشرة الذين
أفشوا الخبر
بغتة، وكل من دخل التيه ممن جاوز عشرين
سنة مات في التيه غير يوشع وكالب، ولم يدخل
أريحا أحد ممن قال: إنا لن ندخلها أبداً.
فلما هلكوا وانقضت أربعون سنة، ونشأت
النواشئ من ذراريهم، ساروا إلى حرب
الجبارين، فذلك قوله تعالى: " فلا تأس على
القوم الفاسقين". والله المعين.
حرب الجبارين
ودخولهم القرية
قال الله تعالى: " وإذ قلنا ادخلوا هذه
القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا
الباب
سجداً وقولوا حطة نغفر لكم من خطاياكم
وسنزيد المحسنين ".
اختلف المفسرون في القرية:
قال ابن عباس: هي أريحا، وهي قرية
الجبارين، وكان فيها بقية من عاد يقال لهم:
العمالقة.
وقيل: هي بلقاء.
وقال ابن كيسان: هي الشام.
وقال الضحاك: الرملة والأردن وفلسطين
وتدمر.
وقال مجاهد: بيت المقدس.
وقال مقاتل: إيلياء. وقوله: رغداً، أي
موسعاً عليكم.
والباب: باب من أبواب القرية، وكان لها
سبعة أبواب.
وقال مجاهد: هو باب في بيت المقدس ويعرف
إلى اليوم بباب حطة.
وقيل: هو باب القبة التي كان موسى يصلي
إليها.
وعن مجاهد أيضاً : أنه باب في الجبل الذي
كلم الله تعالى عليه موسى كالفرضة.
وقوله: سجداً، أي منحنين متواضعين.
وقال وهب: قيل لهم: ادخلوا الباب فإذا
دخلتموه فاسجدوا شكراً لله عز وجل، وذلك

/ 100