بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أن موسى - عليه السلام - لما انقضت مدة التيه سار بالأبناء إلى القرية ودخلها، ودخل المؤمنون سجداً كما أمرهم الله تعالى. وقوله: " وقولوا حطة "، قال قتادة: حطت عنا خطايانا، أمروا بالاستغفار. قال ابن عباس: يعني لا إله إلا الله، لأنها تحط الذنوب. " فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ". قال مجاهد: طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم، فلم يخفضوا ولم يركعوا ولك يسجدوا، ودخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا قولاً غير الذي قيل لهم، ذلك أنهم أمروا أن يقولوا: حطة؛ فقالوا: " هطا سمعاثا "، يعنون حنطة سمراء استخفافاً بأمر الله تعالى؛ قال الله تعالى: " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون "، وذلك أن الله تعالى أرسل عليهم ظلمة وطاعوناً فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً. قال الكسائي: وغلب موسى على مدينة أريحا، وهرب من كان بها من الجبارين. وقيل: إنما دخل موسى الآن أرض كنعان، وإن مدينة أريحا فتحها يوشع بن نون بعد وفاة موسى - عليه السلام - على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبار يوشع. مدينة بلقاء وخبر بلعم بن باعورا وما يتصل بذلك قالوا: ولما دخل موسى ببني إسرائيل أرض كنعان، سار منها يريد مدينة بلقاء. قال مقاتل: سميت بلقاء لأن ملكها كان يقال له: بالق، وكان بها بلعم بن باعورا، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: " واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " الآيات. وقيل: نزلت الآيات في غيره - على ما نذكره إن شاء الله تعالى آخر القصة -. واختلف أيضاً في اسمه ونسبه. فقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هو بلعم بن باعورا. وقال ابن مسعد - رضي الله عنه -: بلعم بن ابر. وقال مجاهد: بلعام بن باعر. وقال الثعلبي: قال أكثر المفسرين: هو بلعام بن باعورا بن أيدن بن مأرب ابن لوط، وكان من الكنعانيين. وقال عطية عن ابن عباس: هو من بني إسرائيل. وقال علي بن أبي طلحة عنه: هو من الكنعانيين من مدينة الجبارين. وقال مقاتل: هو من مدينة بلقاء. قالوا: فلما أقبل موسى ببني إسرائيل إلى مدينة بلقاء، كان أهلها يعبدون الأصنام، فلما بلغ الملك مسير موسى - عليه السلام - إليه استشار أكابر دولته، فقالوا له: إن فرعون لم يطقه مع كثرة جنوده، فأنت أولى ألا تطيقه، غير أن ها هنا رجلاً يعرف ببلعام مجاب الدعوة، التمس منه أن يدعو عليهم ليكفيك ربك أمر موسى. فبعث الملك إليه وأحضره وتحدث معه في أمر موسى؛ فقال: حتى أستأذن ربي. ودخل بلعم مصلاه واستأذن في الخروج، فأوحى إليه إن هذا العسكر هم بنو إسرائيل، وعليهم موسى رسولي، ولا تخرج إليهم. فقال بلعم لرسل الملك: إن ربي قد منعني من ذلك، فانصرفوا وعرفوا الملك. وكان لبلعم امرأة، فأهدى لها الملك هدية نفيسة، وسألها أن تكلم زوجها في التوجه مع الملك؛ فسألته؛ فقال: قد استأذنت ربي فنهاني. فلم تزل به حتى استأذن الله ثانياً؛ فأوحى الله إليه: إني نهيتك عن ذلك، والآن قد جعلت الأمر إليك. فطابت نفسه بالخروج مع الملك. حكاه الكسائي. وقال الثعلبي في تفسيره، وعزاه إلى ابن عباس وابن إسحاق والسدي وغيرهم: إن موسى - عليه السلام - لما قصد حرب الجبارين ونزل أرض كنعان من أرض الشام، أتى قوم بلعام - وكان عنده اسم الله الأعظم - فقالوا: إن موسى رجل حديد، ومعه جنود كثيرة، وإنه قد جاء يخرجنا من بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل، وإن قومك وبنو عمك، وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرج وادع الله أن يرد عنا موسى وقومه. فقال: ويلكم هو نبي الله ومعه الملائكة والمؤمنين، كيف أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم؟! وإني إن فعلت ذلك ذهبت دنياي وآخرتي فراجعوه في ذلك، فقالوا: حتى أؤامر ربي. - وكان لا يدعو حتى ينظر ما يؤمر به في المنام - فأمر في الدعاء عليهم، فقيل له في المنام: لا تدع عليهم. فقال لقومه: إني قد نهيت عن الدعاء