نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 17

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العبودية، وإني لأرى عليك أثر الخير، ثم
قال له: ما الذي تحسن من الأعمال؟ قال: أعمل
سائر الأعمال. فاشتراه بثلاثمائة مثقال
من الذهب وانطلق به إلى الملك. فلما رآه
أجله
وعظمه، وسأل التاجر عنه فأخبره أنه
اشتراه على أن يعمل سائر الأعمال. فقال له
الملك:
أريد أن تبني لي قصراً لم يعمل مثله لأحد
قط. قال توما: لك ذلك علي، ولكن أرضك
حارة، وإذا بني في زمن الحر كان حاراً لا
يسكن من حره، وكذلك في زمن البرد يكون
بارداً، وإني لأرى أن يعمل في زمن
الاعتدال، فوافقه الملك على رأيه،. وعرض
للملك غزاة
فخرج إليها واستخلف أخاه على الملك،
وأمره أن يدفع لتوما ما يحتاج إليه من
الأموال
للنفقة على القصر، فصرف له أموالاً
كثيرة، ففرقها توما في الفقراء والمساكين
حتى أغناهم،
ثم مرض أخو الملك مرضاً شديداً وغاب عن
حسه وحركته سبعة أيام. فقدم الملك وهو
على تلك الحال، فلما رد الله عليه روحه
قال الملك لتوما: ما فعلت في القصر؟ قال: قد
فرغت منه. فقال الملك لأخيه: ما الذي
أعطيته من مالي؟ قال: جميع ما في بيت مالك.
قال: فهل رأيت القصر؟ قال: بنيته لك في
السماء. قال: وكيف لي بسلم أنال به السماء؟
قال: تنال السماء بالسلم الذي نالها به
أخوك. فقال له أخوه: اسمع مني أيها الملك
أخبرك
بالعجب؛ فإنك لو ...لم ما أ...ل عليك هذا
الرجل من الخير وصرف عنك من الشر
لقبلت قدميه وجعلته فوق رأسك. قال: أخبرني
خبره. قال: أخبرك أن الله عز وجل عرج
بوحي، فعرضني على النار فرأيت أمر عظيماً
مهولاً ووصفه لأخيه، ووصف له ما يعذب به
أهل الشرك باله وعبدة الأوثان. قال: ثم قيل
لي: إن الله عرضك على النار فأراك ما رأيت
لتكون ملن خلفك نذيراً ، وسيريك الجنة،
لتبشر بها قومك، ولتخبر من خلقك بما رأيت.
قال: فأدخلت الجنة فرأيت كذا وكذا، ووصف
الجنة ونعيمها وما فيها. قال: وانتهيت إلى
قصر عظيم من أعظم قصورها وأبوابه مغلقة،
فقلت لخزنة الجنة: إني أحب أن أشاهد
باطن هذا القصر فإني لم أر مثله. قالوا: إن
صاحبه الآن في الدنيا ومفاتيحه عند ملك من
الملائكة. قلت: فلمن ادخر هذا القصر؟
قالوا: هذا لأخيك فلان وهو الآن في الدنيا،
وعنده رسول من عند الله يقال له توما
الجواري من حواريى عيسى بن مريم. فإذا رجعت
إليه فبشره وأخبره أنه القصر الذي بناه له
توما في السماء، وأنفق فيه بيت ماله. ثم رد
الله
بعد ذلك على روحي، وأنت تعلم يا أخي أن لي
شطر مالك وملكك وخزائنك، وتعلم ما
لي بعد ذلك من الأموال والخزائن، وأنا
أعطيك جميع ذلك على أن تعطيني قصرك الذي
رأيته لك في الجنة. قال: يا أخي، ما كنت
لأعطيك الباقي بالفاني. ثم أقبل على توما
وآمن
به هو وأهل مملكته، ولم تزل تلك الأمة على
دين عيسى حتى أبادها الموت.
لوقا الحواري مع ملك فارس
قال: وأصبح لوقا على باب مدينة من مدائن
فارس، وهي التي يسكنها الملك، فإذا غلمان
من أبناء الملوك وأبناء الوزراء جلوس على
قارعة الطريق يلعبون. فجلس الحواري إلى
جانب غلام منهم وسأله كيف يلعب، فغلب جميع
أولئك. فلما تفرقوا دعاه الغلام إلى
منزله، فقال له: اذهب إلى أبيك واستأذنه
في ذلك. فانطلق الغلام إلى أبيه وأخبره
بخبر
الشيخ، فأذن له أن يأتيه به، فرجع إليه،
وقال له: إن أبي يدعوك، فأقبل معه. فلما ولج
باب
الدار قال: باسم الله، فخرج كل شيطان في
الدار، وصاحب الدار ينظر إلى ذلك، وكانت
الشياطين تظهر لهم وتشاركهم في طعامهم
وشرابهم، فعجب صاحب الدار من ذلك. وقدم
الطعام فأقبلت الشياطين لتأكل على
عادتها، فقال لوقا: باسم الله، فنفرت
الشياطين وفرت
من الدار. فقال الشيخ: قد رأيت منك اليوم
ما لم أره من أحد، وإن لك لشأناً، وخلا به
وقال: لا بد أن تخبرني خبرك ولا تكتمني
أمرك. قال: على أن تكتمه ولا تذكره إلا أن
آذن
لك، قال نعم. فاستوثق منه وأخبره بخبره. ثم
قال له لوقا: أخبرني أي مال الملك أحب إليه
وأعجب عنده؟ قال: ما شيء من ماله أحب إليه
وأعجب عنده من برذون حتى يركبه
من سريره. ثم أقام مدة، فقدم البرذون إلى
الملك ليركبه على عادته، فلما صار إلى
جانب
السرير خر ميتاً، فشق ذلك على الملك وآلمه
وقال: وددت لو فديته بمال عظيم، وحزن
جلساء الملك وخواصه لحزنه. قال: وجاء
الرجل إلى لوقا وقد حزن لحزن الملك، فسأله

/ 102