نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 17

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 17

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عن سبب حزنه فذكر له قصة البرذون، فقال له:
ارجع إلى الملك وقل له: إني أحييه له إن
أطاعني فيما أقول. فرجع إلى الملك وأخبره
بذلك، وقال: إن هذا الرجل لما عبر إلى
منزلي
نفرت منه الشياطين ولم تطعم من طعامنا،
وكانت تأكل معنا قبل ذلك وتشرب كما علمت،
وقد قال: إن أطاعني الملك أحييت له برذونه.
فقال الملك: إن نفسي لتطيب بكل شيء
أحيي به هذا البرذون، فعلي بالرجل،
فأحضره إلى الملك. فلما دخل الدار لم يبق
بها
شيطان إلا خرج. ثم جلس لوقا إلى جانب
الملك، فقال له: بلغني أنك تحيي الموتى،
فأحي
لي برذوني هذا. فقال له: إن أطعتني فيما
أقول لك أحي برذونك. قال الملك: مرني بما
شئت. قال: ادع ابنك وامرأتك، وكان ابنه ولي
عهده وامرأته منه بمكان، فدعاهما، فأخذ
لوقا بقائمة من قوائم البرذون، وكل من
الملك وابنه وامرأته بقائمة، قم قال
الحواري
بالفارسية: "اللهم رب السموات والأرض،
خالق السموات والأرض وما فيهما لا إله إلا
أنت
وحدك لا شريك لك، أحي هذا العضو الذي في
يدي" فتحرك ذلك العضو. ثم قال للملك:
قل كما قلت، فقال الملك مثل قوله: فتحرك
العضو الذي في يده. ثم قال لابنه: قل كما
أقول،
فقال فتحرك العضو الثالث، ثم قال لامرأته:
قولي كما قلت، فدعت بدعائه، فتحرك العضو
الذي في يدها. ثم قال لهم: قولوا جميعاً
كما أقول، فقالوا كلهم: "اللهم رب السموات
والأرض خالق السموات والأرض وما فيهما لا
إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أحي هذا
البرذون". فقام البرذون حياً ينفض ناصيته.
فعجب الملك والناس من ذلك. وسأله الملك
عن خبره فأخبره أنه رسول عيسى بن مريم
إليه وإلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله
تعالى،
فآمنوا به. وقد قيل: إن الذي أرسل إلى أرض
فارس متى الحواري، وإنه لما دخل على
الملك كان الملك سكراناً، فلما أحيا
الفرس أمر الملك أصحابه بقتل متى فقتلوه.
فلما أفاق
الملك من سكره سأل عنه فقيل له: إنك أمرت
بقتله فقتلناه، فقال: ما علمت بذلك. فقاموا
إليه وغسلوه وكفنوه ودفنوه. ويقال: إن
الله تعالى بعد دفنه خسف بالملك وأولاده
وأهله.
والله أعلم. ولنصل أخبار الحواريين بخبر
جرجيس وإن لم يكن منهم، فقد كانت له قصة
عجيبة تلتحق بهم.
جرجيس
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله تعالى في
كتابه المترجم بيواقيت البيان في قصص
القرءان
بإسناده عن وهب بن منبه قال: كان بالموصل
ملك يقال له داديه، وكان قد ملك الشام كله
ودان له أهله، وكان جباراً عاتياً، وكان
يعبد صنماً يقال له أفلون، وكان جرجيس
عبداً
صالحاً من أهل فلسطين قد أدرك بقايا من
حواريى عيسى -ع-، وكان تاجراً عظيماً كثير
المال عظيم الصدقة، وكان لا يأمن ولاية
المشركين عليه مخاف أن يفتنوه عن دينه.
فخرج
يريد الموصل ومعه مال يريد أن يهديه إليه
حتى لا يجعل لأحد من الملوك عليه سلطاناً
دونه.
فجاءه حين جاءه وقد برز في مجلس له وأمر
بصنمه أفلون فنصب وأوقد ناراً، فمن لم
يسجد لصنمه ألقي في النار. فلما رأى جرجيس
ذلك قطع به وهاله وأعظمه وحدث نفسه
بجهاده، وألقى الله تعالى في نفسه بغضه
ومجاهدته. فعمد إلى المال الذي أراد أن
يهديه له
فقسمه في أهل ملته حتى لم يبق منه شيء وكره
أن يجاهده بالمال. ثم أقبل عليه وقال له:
إنك عبد مملوك لا تملك لنفسك شيئاً ولا
لغيرك، وإن فوقك رباً هو الذي ملكك وغيرك،
وهو الذي خلقك ورزقك ويحييك ويميتك ويضرك
وينفعك، وإنك عمدت إلى خلق من
خلقه قال له: كن، فكان أصم أبكم لا ينطق
ولا يسمع ولا يغني عنك من الله شيئاً،
فزينته
بالذهب والفضة فتنة للناس، ثم عبدته من
دون الله. فكان من جواب الملك إياه أن سأله
عن حاله وأمره ومن هو ومن أين هو. فأجابه
جرجيس: أنا عبد الله وابن عبده وابن أمته
أذل عباده وأفقرهم إليه، من التراب خلقت
وإليه أصير. فقال له الملك: لو كان ربك الذي
تزعم كما تقول لرئي عليك أثره كما رئى
أثري على من حولي وفي طاعتي. فأجابه
جرجيس بتحميد الله وتعظيم أمره وقال:
أتعدل أفلون الأصم الأبكم الذي لا يغني
عنك
شيئاً برب العالمين الذي قامت السموات
والأرض بأمره!. أو تعدل طرفلينا وما نال

/ 102