بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وما اتصل بذلك من الأخبار؛ فلنذكر الآن التذييل الذي شرحناه في ترجمة هذا القسم للسبب الذي قدمناه. وبالله المستعان. التذبيل على القسم الثالث من الفن الخامس يشتمل على ذكر الحوادث التي تظهر قبل نزول عيسى بن مريم إلى الأرض، وما يكون من الفتن والحروب، وخروج من يخرج ويتغلب على البلاد، وخروج المهدي والدجال ونزول عيسى بن مريم وقتله الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم، ووفاة عيسى بن مريم، وما يكون بعده من أشراط الساعة ويوم القيامة والنفخ في الصور والحشر والمعاد. مما أورد إن شاء الله تعالى ذلك من كتب الحديث الصحيح النبوي، ومن كتاب المبتدا للكسائي، ومن كتاب العاقبة للشيخ أبي محمد عبد الحق بن عبد الحق بن عبد الله الأزدي الإشبيلي على سبيل الاختصار. الباب الأول من التذبيل على القسم الثالث من الفن الخامس في ذكر الحوادث التي تظهر قبل نزول عيسى بن مريم ولنبدأ بذكر الملاحم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستصالحكم الروم صلحاً آمناً، ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنتصرون وتغنمون وتسلمون ثم تنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع الرجل من أهل الصليب الصليب فيقول غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة فيأتون حينئذ تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً". وعنه صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم العرب فرساً وأجوده سلاحاً يؤيد الله بهم الدين". وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطنية وخروج الدجال في سبعة أشهر". وعنه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر". وفي الحديث الآخر: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة. وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً ينتعلون الشعر". وعنه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوهم المجان المطرقة ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق يربطون خيولهم بالنخل". خرج هذه الأحاديث ابن ماجة. ذكر خبر المتغلبين على البلاد وذلك مما يظهر من الفتن قبل نزول عيسى -ع- قال أبو الحسن الكسائي عن كعب الأحبار: ولا بد أن يحدث بين يدي نزول عيسى علامات وحروب وفتن، فأول من يخرج ويغلب على البلاد رجل اسمه الأصهب من بلاد الجزيرة، ويخرج الجرهمي من بلاد الشام، ويخرج القحطاني بأرض اليمن، وهو أمثل هؤلاء الثلاثة شوكة. فبينا هؤلاء الثلاثة في مواضعهم وقد تغلبوا على أمكنتهم بالظلم والجور إذا هم بالرجل السفياني قد خرج من غوطة دمشق، وقيل: إنه يخرج من الشام، وقيل: إنه يخرج من الوادي اليابس. وأخواله من كلب، واسمه معاوية بن عنبسة، وهو ربع من الرجال، دقيق الوجه، طويل الأنف، محدودب، جهوري الصوت، يكسر عينه اليمنى؛ يحسبه الذي يراه كأنه أعور وليس بأعور، يظهر في أول أمره بالزهد ويبذل الأموال، ويخطب له على منابر الشام، ويكون جريئاً على سفك الدماء لمن خالفه، ويعطل الجمعة والجماعة. وعلامة بدء أمره أنه يخرج في كل مدينة دجال يدعو إلى نفسه، ويظهر الفسق حتى إنهم يفجرون في المساجد، فيخرج عليهم السفياني حتى ينزل أرض دمشق، فيجتمع إليه القوم ويبايعونه، ويفرق الأموال الكثيرة بينهم حتى يقولوا هذا خير أهل الأرض. ثم يسير في الشام وعلى مقدمته رجل من جهينة يقال له ناجية حتى ينزل العراق، فيخرج إليه القحطاني جيشاً كثيراً فيهزمهم ناجية هزيمة قبيحة، فعند ذلك يوجه السفياني ثلاث جيوش: جيش إلى الكوفة فيقتلون قتلاً ذريعاً، وجيش إلى خراسان فيقتلون ويحرقون، جيش إلى الروم حتى يكثر القتل منهم في الدنيا وفي كل طريق. فعند ذلك يجتمع الصالحون على السفياني. ويخوفونه عقوبة الله في سفك الدماء، فيأمر بقتلهم وقتل العلماء والزهاد في