نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 18

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في
بيوتهم، ويشاركونهم في أموالهم
وأهاليهم، ورد الأموال إلى أربابها. وأمر
بكل مولود اختلف
فيه أن يلحق بمن هو في سيمائه، وأمر بكل
امرأة غلب عليها أن يؤخذ الغالب عليها حتى
يغرم لها مهر مثلها، ثم تخير المرأة بين
الإقامة عنده وبين تزويج غيره؛ إلا أن
يكون لها زوج
أول فترد إليه.
وأمر بكل من أضر برجل في ماله أو ظلمه أن
يؤخذ منه الحق، ويعاقب الظالم بقدر جرمه.
وأمر بعيال ذوي الأحساب الذين مات قيمهم
فكتبوا له فأنكح بناتهم للأكفاء وجعل
جهازهم من بيت المال، وأنكح بينهم من
بيوتات الأشراف وأغنيائهم. وأمرهم
بملازمة بابه
لستعين بهم في أعماله، وخير نساء والده أن
يقمن مع نسائه فيواسين ويصيرن في الأحرار،
ويبتغي لهن الأكفاء من البعول، ثم أمر
بكرى الأنهار وحفر القنى. وأمر بإعادة كل
جسر
قطع، أو قنطرة خربت أن ترد إلى أحسن ما
كانت عليه، وتخير الحكام والعمال وأمرهم
أن
يسيروا بسيرة أردشير ووصاياه.
فلما انتظمت له هذه الأمور واستوثق له
الملك ووثق بجنده سار نحو أنطاكية
فافتتحها،
وأمر أن تصور له المدينة على هيئتها
وذرعها وطرقها وعدة منازلها، وأن تبنى له
مدينة
على صفتها إلى جانب المدائن، فبنيت
المدينة المعروفة بالرومية، ثم نقل أهل
أنطاكية إليها.
فلما دخلوا باب المدينة مضى كل أهل بيت
إلى ما يشبه منازلهم التي كانوا فيها
بأنطاكية.
وفتح مدينة هرقل ثم الإسكندرية، ثم أخذوا
نحو الخزر، ثم إلى الهياطلة فقتل ملكهم
بفيروز، وصاهر خاقان ملك الترك، وتجاوز
بلخ وأنزل جنوده فرغانة، وبنى باب
الأبواب.
وقد ذكرناه في المباني القديمة.
ولما بنى هذا السور هابته الملوك وراسلته
وهادنته؛ فورد عليه رسول ملك الروم بهدايا
فنظر إلى إيوانه في ميزانه اعوجاجاً،
فقال: ما هذا الأعوجاج؟ فقيل له: إن عجوزاً
لها
منزل في جانب هذا الاعوجاج فأرادها الملك
على بيعه وأرغبها في الثمن فأبت، فلم
يكرهها وبقي الاعوجاج على ما ترى. فقال
الرومي: هذا الاعوجاج أحسن من هذا
الاستواء. وكتب إليه ملك الصين: من نقفور
ملك الصين صاحب قصر الدر والجوهر،
الذي يخرج من قصره نهران يسقيان العود
والكافور، والذي توجد رائحته على فرسخين،
والذي يخدمه بنات ألف ملك، والذي في مربطه
ألف فيل أبيض، إلى أخيه كسرى
أنوشروان. وأهدى إليه هدايا عظيمة. وكتب
إليه ملك الهند: من ملك الهند وعظيم
ملوك الشرق، وصاحب قصر الذهب، وأبواب
الياقوت والدر، إلى أخيه كسرى أنوشروان
ملك فارس، صاحب التاج والراية. وأهدى إليه
هدايا؛ منها ألف من من العود يذوب على
النار كالشمع، ويختم عليه كما يختم على
الشمع. وجام من الياقوت الأحمر فتحته شبر
مملوء دراً، وعشرة أمنان كافور كالفستق،
وجارية طولها سبعة أذرع تضرب أشفار عينيها
خديها، وكأن بين أجفانها لمعان البرق مع
إتقان شكلها، مقرونة الحاجبين، لها ضفائر
تجرها؛
وفراش من جلود الحيات ألين من الحرير
وأحسن من الوشي. وكان كتابه في لحا الشجر
المعروف بالكاذي مكتوباً بالذهب.
وكتب إليه ملك التيبت: من ملك التيبت
ومشارق الأرض المتاخمة للصين والهند، إلى
أخيه كسرى المحمود السيرة والقدر، ملك
المملكة المتوسطة في الأقاليم السبعة،
أنوشروان.
وأهدى إليه أنواعاً مما عمل من عجائب أرض
تبت، منها مائة جوشن ومائة ترس تبتية
مذهبة، وأربعة آلاف من من المسك من نوافج
غزلانية. واستغاث به ابن ذي يزن
يستصرخه على الحبشة فبعث معه قائداً من
قواده. وسنورد ذلك إن شاء الله في خبر
سيف بن ذي يزن.
ولما استتب له الأمر ووظف الوظائف على
الترك والخزر والهند الروم غيرهم، نظر في
الخراج وأبواب المال. وكانت رسوم الناس
جارية على الثلث من البقاع، ومن بعضها
الربع
والخمس والسدس على حسب العمارة. وكان قباذ
أبوه قد مسح الأرض وهلك قبل أن
يستحكم له أمر تلك المساحة؛ فجمع
أنوشروان أهل الرأي فاتفقوا على أن جعلوا
على كل
جريب من الحنطة والشعير درهماً، وعلى
الجريب من الكرم ثمانية دراهم، وعلى
الرطاب

/ 93