نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 18

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 18

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تسعة دراهم، وعلى كل أربع نخلات فارسية
درهماً، وعلى كل ست نخلات دقل مثل ذلك،
وعلى كل ستة أصول زستون مثل ذلك، ولم
يضعوا إلا على نخل في حديقة، أو مجتمع غير
شاذ، وتركوا فيما سوى ذلك من الغلات
السبع، وألزموا الناس الجزية ما خلا أهل
البيوتات
والعظماء والمقاتلة والهرابذة والكتاب،
ومن كان في خدمة املك، وصيروها على طبقات:
اثني عشر درهماً، وثمانية دراهم، وستة
دراهم، وأربعة دراهم، على قدر إكثار الرجل
وإقلاقه، ولم يلزموا الجزية من كان أتى له
من السنين دون العشرين أو فوق الخمسين،
ورفعوا
هذه الوضائع إلى كسرى فرضيها وأمر
بإمضائها وجباية مبلغها في ثلاثة أنجم في
كل سنة،
وسماها ابراسيار. ومعنى ذلك الأمر
المتراضي به.
وكان أنوشروان - لما أراد أن يضع هذه
الوضائع - أمر بإتمام المساحة التي بدا بها
قباذ،
وأحصى النخل والزيتون وغير ذلك،
والجماجم؛ ثم أمر الكتاب فأخرجوا جمل ذلك
غير
تفصيله، وأذن للناس إذناً عاماً، وأمر
كاتب خراجه أن يقرأ عليهم الجمل المستخرجة
من
أصناف الغلات وعدد النخل والزيتون
والجماجم، فقرأ ذلك عليهم. ثم قال كسرى:
إنا قد
رأينا أن نضع على ما أحصى من جربان هذه
المساحة وضائع، فأمر بإنجامها في السنة
ثلاثة أنجم، ونجمع في بيوت أموالنا من
الأموال ما لو أتانا عن ثغر من الثغور أو
طرف من
الأطراف فتق أو ما نكرهه واحتجنا إلى
تداركه أو حسمه بذلنا الأموال التي عندنا
ولم
نحتج إلى استئناف جبايتها، فما الذي ترون
فيما رأيناه من ذلك وأجمعنا عليه؟ فلم يشر
عليه أحد منهم بمشورة، ولا نطق بكلمة.
فكرر كسرى عليهم القول ثلاثاً، فقام رجل
من
عرضهم وقال: أتضع أيها الملك - عمرك الله -
خالداً من هذا على الفاني؟ من كرم يموت،
وزرع يهيج، ونهر يغيض، وعين أو قناة ينقطع
ماؤها. فقال له كسرى: يا ذا الكلفة المشئوم،
من أي طبقات الناس أنت؟ فقال: من الكتاب.
فقال كسرى: اضربوه بالدوي، حتى
يموت، فضربه الكتاب خاصة تبرؤا منهم إلى
كسرى من رأيه، وما صدر من مقالته حتى
قتلوه. وقال الناس: نحن راضون بما الزمتنا
أيها الملك يه من خراج. ثم اجتمعت الآراء
على وضع ما ذكرناه من الوضائع، فاستقرت
على ذلك إلى أن الإسلام، وبها أخذ عمر
رضي الله عنه لما فتحت بلاد فارس.
كسرى أنوشروان
قال الشيخ أبو علي احمد بن محمد بن مسكويه
في كتابه المترجم بتجارب الأمم:
إنه قرا فيما كتبه أنوشروان من سيرة نفسه
في كتاب عمله في سيرته وما ساس به مملكته:
قال كسرى: كنت يوماً جالساً بالدسكرة وأنا
سائر إلى همذان لنصيف هناك؛ وقد أعد
الطعام للرسل الذين بالباب من قبل خاقان
والهياطلة والصين وقيصر ونقفور؛ ودخل رجل
من الأسورة مخترطاً سيفه حتى وصل إلى
الستر في ثلاثة أماكن، وأراد الدخول حيث
نحن
والوثوب علينا، فأشار علي بعض خدمي أن
أخرج إليه بسيفي، فعلمت انه إن كان إنما هو
رجل واحد فسوف يحال بيننا وبينه، وإن
كانوا جماعة فإن سيفي لا يغني شيئاً؛ فلم
أخف ولم أتحرك من مكاني؛ وأخذه بعض الحرس
فإذا هو رجل رازي من حشمنا
وخاصتنا، فلم يشكوا أن على رأيه كثيراً من
الناس، فسألوني ألا أجلس ولا أحضر
للشرب حتى يستبين الأمر، فلم أجبهم إلى
ذلك لئلا ترى الرسل مني جبناً، فخرجت
لشربي، فلما فرغنا هددت الرازي بالعقوبة
وقطع اليمين، وسألته أن يصدقني عن الذي
حمله
على ذلك، وأنه إن صدقني لم تنله عقوبة بعد
ذلك؛ فذكر أن قوماً وضعوا من قبل أنفسهم
كتباً وكلاماً، وذكروا أنه من عند الله،
أشاروا عليه بذلك وأخبروه أني إن قتلته
وإن قتلني
أدخل الجنة. فلما فحصت عن ذلك وجدته حقاً؛
فأمرت بتخلية الرازي وبرد ما اخذ
منه، وتقدمت بضرب رقاب أولئك الذين
أشاروا عليه حتى لم أدع منهم أحداً.
وقال انوشروان: إني لما أحضرت القوم الذين
اختلفوا في الدين وجمعتهم للنظر فيما
يقولونه،
بلغ من جرأتهم وخبثهم وقوة شياطينهم أن لم
يبالوا بالقتل والموت في إظهار دينهم
الخبيث،
حتى إني سألت أفضلهم رجلاً على رءوس الناس
عن استحلاله قتلي، فقال: نعم، استحل
قتلك وقتل من لا يطاوعنا على ديننا! فلم

/ 93