نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 19

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأمر مكة، فلما انحازوا عنه باداهم وأجمع
لحربهم، وخرجت إليه خزاعة وبنو بكر،
فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثرت
القتلى في الفريقين، ثم تداعوا إلى الصلح،
وا يحكموا
بينهم رجلاً من العرب، فحكموا يعمر بن عوف
بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة، فقضىاقصياً أولى بالكعبة
وأمر مكة من خزاعة، وا كل دم أصابه قصي من
خزاعة وبني بكر موضوعٌ يشدخه تحت قدميه،
وا ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش
وكنانة وقضاعة ففيه الدية مؤداة، وا يخلى
بين قصي وبين الكعبة ومكة. فسمى يغمر بن
عوف يومئذ الشداخ، لما شدخ من الدماء ووضع
منها.
قال: فولى قصي البيت وأمر مكة، وجمع قومه
من منازلهم إلى مكة، وتملك على قومه
وأهل مكة فملكوه، إلا انه أقر للعرب ما
كانوا عليه، وذلك انه كان يراه ديناً في
نفسه لا
ينبغي تغييره؛ فأقر آل صفوان، وعدوان،
والنسأة، ومرة بن عوف على ما كانوا عليه،
حتى
جاء الإسلام، فهدم الله به ذلك كله.
فكا قصي أول من أصاب ملكاً من بني كعب بن
لؤي، وكانت إليه الحجابة، والسقاية،
والرقادة، والندوة، واللواء؛ فحاز شرف
مكة كله، وقطع مكة رباعاً بين قومه، فانزل
كل قوم
من قريش منازلهم من مكة، فسمته قريش
مجمعاً لما جمع من أمرها وتيمنت بأمره؛
فما
تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، ولا
يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء
لحرب قوم غيرهم إلا في داره؛ يعقده لهم
بعض ولده، وما تدرع جاريةٌ إذا بلغتاتدرع
من
قريش إلا في داره، يشق عليها فيها درعها
ثم تدرعه، ثم ينطلق بها إلى أهلها.
فكا أمره في قومه من قريش في حياته وبعد
موته، كالدين المتبع لا يعمل بغيره. واتخذ
لنفسه
دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة؛
ففيها كانت قريش تقضي أمورها قال الشاعر:
قصيٌّ لعمري كان يدعى مجمّعا به جمّع الله
القبائل من فهر
قال ابن إسحاق: فلما فرغ قصي من حربه انصرف
أخوه رزاح بن ربيعة بمن معه إلى
بلاده. قال: فلم يزل قصي على ذلك، فلما كبر
ورق عظمه - وكا عبد الدار بكره، وكا
عبد مناف قد شرف في زما أبيه وذهب كل مذهب،
وعبد العزى وعبدٌ - قال لابنه عبد
الدار: أما والله يا بني لألحقنك بالقوم
وا كانوا قد شرفوا عليك؛ لا يدخل رجلٌ منهم
الكعبة
حتى تكون انت تفتحها له، ولا يعقد لقريش
لواءً لحربها إلا انت بيدك، ولا يشرب رجل
بمكة إلا من سقايتك، ولا يأكل أحد من أهل
الموسم طعاماً إلا من طعامك، ولا تقطع
قريش
أمراً من أمورها إلا في دارك، فأعطاه
داره: دار الندوة التي لا تقضي قريش أمراً
إلا فيها
وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية
والرفادة.
وكانت الرفادة خرجاً تخرجه قريش في كل
موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب، فيصنع به
طعاماً للحاج، فيأكله من لم تكن له سعة
ولا زاد. وقصي هو الذي فرض ذلك، فقال لهم
حين أمرهم به: يا معشر قريش، انكم جيرا
الله وأهل بيته وأهل الحرم، وا الحاج ضيف
الله
وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة،
فاجعلوا لهم طعاماً وشراباً أيام الحج،
حتى
يصدروا عنكم. ففعلوا. قال: فلما هلك قصي بن
كلاب أقام أمره في قومه من بعده بنوه،
فاختطوا مكة رباعا بعد الذي كان قد قطع
لقومه بها فكانوا يعطونها في قومهم وفي
غيرهم
من حلفائهم، ويبيعونها فأقامت قريش على
ذلك معهم ليس بينهم اختلاف ولا تنازع،
إلىاكا ما نذكرهاشاء الله تعالى في هاشم
بن عبد مناف.
وحكى أبو عبد الله بن عائذ الدمشقي في
مغازيه زيادةً في خبر قصي نذكرها في هذا
الموضع، وا كان قد نقص في غيره، فقال في
أثناء ما حكاه:
ا البيت كان حوله غيضة والسيل يدخله، ولم
يرفع البيت حينئذ، فإذا قدم الحاج وطئوه
حتى تذهب الغيضة، فإذا خرجوا نبتت. قال:
فلما قدم قصي قطع الغيضة، وابتنى حول
البيت دارا ونكح حبى بنت حليل.
وقال أيضاً:اقصياً قال لأمرأته حبى: قولي
لجدتك تدل بنتك على الحجر، فلم تزل بها حتى
قالت: انى أعقل انهم حين خرجوا إلى اليمن
سرقوه، ونزلوا منزلاً وهو معهم، فبرك
الجمل
الذي كان عيلان لحجر، فضربوه فقام، ثم
ساروا فبرك، فضربوه فقام، ثم برك الثالثة

/ 99