نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 19

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حتى أحرج به معي، فا المقام ببلده خيرٌ
له من المقام ههنا وهو ابنك حيث كان؛ فلما
رأت انه غير مقصر حتى يخرج به استنظرته
ثلاثة أيام، وتحول المطلب إليهم ونزل
عندهم، وأقام ثلاثاً ثم احتمله وانطلقا
جميعا ودخل به
إلى مكة فقالت قريش: هذا عبد المطلب ! فقال:
ويحكم انما هو ابن أخي شيبة بن
عمرو.
وقيل انه لما دخل إلى مكة دخلها وشيبة معه
على عجز ناقته، وذلك ضحًى، والناس في
أسواقهم ومجالسهم، فقاموا يرحبون بقدوم
المطلب ويقولون له: من هذا معك ؟ من هذا
وراءك؟ فيقول: هذا عبدي، وفي رواية هذا
عبدٌ ابتعته بيثرب، فأدخله المطلب منزله
على امرأته خديجة بنت سعيد بن سهم، فقالت:
من هذا معك ؟ قال: عبدٌ لي؛ واشترى
له حلةً فلبسها ثم خرج به العشى إلى مجلس
بني عبد مناف وأعلمهم انه ابن أخيه؛ فجعل
شيبة يطوف بمكة، فإذا مر بقوم قالوا: هذا
عبد المطلب، فغلب ذلك عليه.
وفي تكنيته بأبي البطحاء انه استسقى لأهل
مكة فسقوا لوقتهم، فقال له مشايخ قريش عند
ذلك: هنيئاً لك أبا البطحاء. وسنذكراشاء
الله تعالى هذه القصة بطولها في المبشرات
برسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذه
أسباب تسميته وتكنيته. والله أعلم.
وكا عبد المطلب جسيما أبيض، وسيما طوالأن
فصيحاً؛ ما رآه أحدٌ قطٌ إلا أحبه. قال
الواقدي: وأقام عبد المطلب بمكة حتى أدرك،
وخرج المطلب بن عبد مناف تاجراً إلى
أرض اليمن، فهلك بردما من أرض اليمن، فولي
عبد المطلب بعده الرفادة والسقاية؛ فلم
يزل
ذلك بيده وهو يطعم الحاج ويسقيهم في حياض
الأدم حتى حفر زمزم، فترك السقي في
الحياض، وسقاهم من زمزم، وكا يحمل الماء
من زمزم إلى عرفة فيسقيهم. والله أعلم.
حفره زمزم
قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله
بسندٍ رفعه إلى علي بن أبي طالب رضي الله
عنه قال: قال عبد المطلب؛ اني لنائم في
الحجر، إذ أتاني آتٍ فقال: احفر طيبة قال:
قلت:
وما طيبة؟ قال: ثم ذهب عني؛ فلما كان الغد
رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني
فقال: احفر زمزم، قال: قلت وما زمزم ؟ قال:
لا تنزف أبداً ولا تدم، تسقى الحجيج
الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة
الغراب الأعصم، عند قرية النمل. قال: فلما
بين
له شانها ودل على موضعها وعرف انه قد صدق،
غدا بمعوله، ومعه ابنه الحارث، وليس
له يومئذ ولدٌ غيره فحفر، فلما بدا لعبد
المطلب الطي كبر، فعرفت قريش انه قد أدرك
حاجته، فقاموا إليه فقالوا: يا عبد
المطلب، انها بئر أبينا إسماعيل، وا لنا
فيها حقا
فأشركنا معك فيها قال: ما انا بفاعل،اهذا
الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من
بينكم، قالوا له: فانصفنا فانا غير تاركيك
حتى نخاصمك فيها قال: فاجعلوا بيني وبينكم
من شئتم أحاكمكم إليه، قالوا: كاهنة بني
سعد بن هذيم، قال نعم. وكانت بمعا من
أشراف الشام فركب عبد المطلب ومعه نفر من
بني أبيه من بني عبد مناف، وركب من كل
قبيلة من قريش نفرٌ والأرض إذ ذاك مفاوز،
فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز
بين
الحجاز والشام، فني ماء عبد المطلب
وأصحابه، فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة،
فاستسقوا
من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم،
وقالوا: انا بمفازة، ونحن نخشى على انفسنا
مثل ما
أصابكم؛ فلما رأى عبد المطلب ما صنع
القوم، وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال:
ماذا ترون ؟ قالوا: ما رأينا إلا تبع رأيك،
فمرنا بما شئت، قال: فاني أرىايحفر كل رجل
منكم حفرته لنفسه بما بكم الأن من القوة،
فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم
واروه، حتى يكون آخركم رجلاً واحداً
فيموت ضيعة، فضبعة رجل واحد أيسر من
ضيعة ركبٍ جميعا قالوا: نعم ما أمرت به.
فقام كل رجل منهم فحفر حفرته، ثم قعدوا
ينتظرون الموت عطشاً؛ ثماعبد المطلب قال
لأصحابه: واللهاإلقاءنا بأيدينا هكذا
للموت
عجز، ألا نضرب في الأرض، ونبتغي لأنفسنا ؟
فعسى اللهايرزقنا ماءً ببعض البلاد.
ارتحلوا ! فارتحلوا حتى إذا فرغوا ومن
معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم
فاعلون،
تقدم عبد المطلب إلى ناقته فركبها فلما
انبعثت به انفجرت من تحت خفها عينٌ من ماءٍ
عذب، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه، ثم نزل
فشرب، وشرب أصحابه، واستقوا حتى
ملأوا أسقيتهم، ثم دعا القبائل من قريش
فقال: هلموا إلى الماء، فقد سقانا الله،
فاشربوا

/ 99