نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 22

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 22

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأقاموا أياما يختلفون إلى رسول الله صلى
الله عليه
وسلم. وكان رجّال بن عنفوة يتعلّم القرآن
من أبي بن كعب، فلما أرادوا الرجوع إلى
بلادهم، أمر لهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم بجوائزهم: خمس أواقٍ لكل رجل، فقالوا:
يا رسول الله، خلّفنا صاحبًا لنا في
رحالنا يبصرها لنا، وفي ركابنا يحفظها
علينا، فأمر له
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما أمر
لأصحابه. وقال: " ليس بشرّكم مكانًا لحفظه
ركابكم ورحالكم ". فقيل ذلك لمسيلمة فقال:
عرف أنّ الأمر إليّ من بعده.
وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
إداوةً من ماء فيها فضل طهوره، فقال: " إذا
قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا
مكانها بهذا الماء، واتخذوا مكانها
مسجدًا "
ففعلوا، وصارت الإداوة عند الأقعس بن
مسلمة، وصار المؤذّن طلق بن عليّ، فأذّن
فسمعه راهب البيعة، فقال: كلمة حقٍّ. وهرب
فكان آخر العهد به.
ثم ادّعى مسيلمة الكذّاب بعد ذلك
النبوّة، وشهد له الرّجّال أنّ رسول الله
صلى الله عليه
وسلم أشركه في الأمر، فافتتن الناس به،
وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى
في خلافة
أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه.
شيبان
قال: وقدم من بني شيبان حريث بن حسّان
الشّيبانيّ، فبايع رسول الله صلى الله
عليه
وسلم وعلى قومه، وصحبه في مسيرة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قيلة بنت
مخرمة التّميميّة، وهي التي أرعدت من
الفرق لمّا أتت رسول الله صلى الله عليه
وسلم،
فقال لها: " يا مسكينة عليك السّكينة "
فهدأت.
روي عن قيلة بنت مخرمة أنها قالت: إنّ حريث
بن حسّان قال: يا رسول الله، اكتب بيننا
وبين بني تميم بالدّهناء لا يجاوزها
إلينا منهم إلاّ مسافر أو مجاور. فقال رسول
الله صلى
الله عليه وسلم: " يا غلام اكتب له
بالدّهناء "، قالت قيلة: فلما رأيته أمر له
بأن يكتب له
بها، قلت: يا رسول الله، إنه لم يسألك
السويّة من الأرض إذ سألك، إنما هذه
الدّهناء
عندك؛ مقيّد الجمل، ومرعى الغنم، ونساء
تميم وأبناؤها وراء ذلك. فقال رسول الله: "
أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو
المسلم يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان
على الفتّان ". فلما رأى حريث أن قد حيل دون
كتابه، ضرب بإحدى يديه على الأخرى،
وقال: كنت أنا وأنت كما قيل: " حتفها تحمل
ضأنٌ بأظلافها " فقلت: أما والله أن كنت
لدليلاً في الظّلماء، جوادًا بذي الرّحل،
عفيفًا عن الرّفيقة، حتى قدمت على رسول
الله
صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تلمني على
حظّي إذ سألت حظّك. فقال: ومن حظّك في
الدّهناء لا أبا لك ؟ ! قلت: مقيّد جملى
تسأله لجمل امرأتك ! قال: لا جرم، إنّي أشهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّي لك أخٌ
ما حييت إذ أثبت هذا عليّ عنده. فقلت:
أما إذ بدأتها فلن أضيعها. وحديث قيلة فيه
طولٌ ليس هذا موضعه.
أهل اليمن
ذكر وفد طيّء وخبر زيد الخيل وعديّ بن
حاتم
قالوا: وفد على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وفد طيّء خمسة عشر رجلا، رأسهم،
وسيّدهم زيد الخيل بن مهلهل، من بني
نبهان، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس
النّبهانيّ،
وهو قاتل عنترة، وقبيصة بن الأسود بن عامر
من جرم طيّء، ومالك بن عبد الله بن
خيبري من بني معنٍ، وقعين بن خلف من
جديلة، ورجل من بني بولان، فدخلوا المدينة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد،
فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ثم دخلوا
فدنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا وأجازهم
بخمس أواق فضة لكل رجل منهم، وأعطى زيد
الخيل اثنتي عشرة أوقيةً ونشًّا. وقال صلى
الله عليه وسلم: " ما ذكر لي رجلٌ من العرب
إلا رأيته دون ما ذكر لي إلاّ ما كان من زيد
الخيل، فإنه لم يبلغ كلّ ما كان فيه ".
وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم " زيد
الخير " وقطع له فيد وأرضين معه، وكتب له
بذلك كتابا، فخرج مع قومه راجعًا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ينج
زيدٌ
من حمّى المدينة فإنّه "، فلما انتهى زيد
من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له فردة
أصابته
الحمّى فمات، فعمدت امرأته إلى ما كان

/ 95