بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
النبيّ صلى الله عليه وسلم كتب له فحرقته بالنار. هذا ما كان من خبر زيد الخيل. وأمّا عديّ بن حاتم فكان من خبره أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الفلس - صنم طيّء - ليهدمه ويشنّ الغارات، فخرج فأغار على حاضر آل حاتم، وأصابوا ابنة حاتم، كما قدّمنا ذكر ذلك في الغزوات والسّرايا، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا طيّء. وقيل: إنما سباها من خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلٌ كان عليها خالد بن الوليد، وهرب عديّ بن حاتم حتى لحق بالشام. حكى محمد بن إسحق رحمه الله قال: كان عديّ بن حاتم يقول - فيما بلغني -: ما من رجل من العرب كان أشدّ كراهيةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به منّي، أمّا أنا فكنت امرأ شريفا، وكنت نصرانيا، وكنت أسير في قومي بالمرباع، أي آخذ منهم ربع مغانمهم التي يغنمونها، وكنت في نفسي على دين، وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته، فقلت لغلام كان لي عربيّ، وكان راعيا لإبلي: لا أبا لك ! أعدد لي من إبلي جمالا ذللاً سمانا فاحتبسها قريبا منّي، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذنّي. ففعل، ثم إنه أتاني ذات غداة فقال: يا عديّ، ما كنت صانعًا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن، فإني رأيت راياتٍ فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد. فقلت: فقرّب إليّ أجمالي. فقرّبها فاحتملت بأهلي و ولدي، ثم قلت: ألحق بأهل ديني من النّصارى بالشام، فسلكت الجوشيّة - ويقال الحوشية - وخلّفت بنتا لحاتم في الحاضر، فلمّا قدمت الشام أقمت بها، وتخالفني خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا طيّء، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام، قال: فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السّبايا تحبس فيها، فمرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة، فقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ، منّ الله عليك. قال: " ومن وافدك " ؟ قالت: عديّ بن حاتم. قال: " الفارّ من الله ورسوله " ؟ !. قالت: ثم مضى وتركني، حتى إذا كان من الغد مرّ بي فقلت له مثل ذلك، فقال مثل ما قال بالأمس، قالت: حتى إذا كان بعد الغد مرّ بي وقد يئست، فأشار إليّ رجلٌ من خلفة أن قومي فكلّميه، قالت: فقمت إليه، فقلت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ، منّ الله عليك. فقال: " قد فعلت فلا تعجلي بخروجٍ حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك ثم آذنيني " فسألت عن الرجل الذي أشار إليّ أن كلّميه، فقيل عليّ بن أبي طالب، قالت: فأقمت حتى قدم ركب من بليٍّ أو قضاعة، قالت: وإنما أريد أن آتي أخي بالشام، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد قدم رهطٌ من قومي، لي فيهم ثقة وبلاغٌ، قالت: فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملني وأعطاني نفقة، فخرجت معهم حتى قدمت الشام، قال عديّ: فو الله إنّي لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة تصوب إليّ تؤمّنا، قال: قلت ابنة حاتم، فإذا هي هي، فلما وقفت عليّ انسلخت تقول: القاطع الظّالم، احتملت بأهلك و ولدك، وتركت بقيّة والديك عورتك ! قال: قلت: أي أخيّة ! لا تقولي إلاّ خيرا، فو الله ما لي من عذر، لقد صنعت ما ذكرت. قالت: ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها وكانت امرأة حازمة: ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ قالت: أرى والله أن نلحق به سريعا، فإن يكن الرّجل نبيا فللسّابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن، وأنت أنت. قال: قلت والله إن هذا الرّأي. فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلمت عليه فقال: " من الرجل " ؟ فقلت: عدي بن حاتم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي إلى بيته، فو الله إنه لعامدٌ بي إليه إذ لقيته امرأةٌ ضعيفة كسيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها، فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك. قال: ثم مضى حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدمٍ محشوّة ليفًا فقذفها إليّ فقال: " اجلس على هذه " قلت: بل أنت فاجلس