بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
عليها، قال: " بل أنت " فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض، فقلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك. ثم قال: " إيه يا عديّ بن حاتم ألم تك ركوسيا ؟ " قلت: بلى، قال: " أولم تك تسير في قومك بالمرباع " ؟ قلت: بلى؛ قال: " فإنّ ذلك لم يك يحلّ لك في دينك ". قال: قلت أجل والله، وعرفت أنه نبيّ مرسل يعلم ما يجهل، ثم قال: " لعلّك يا عديّ إنما يمنعك من دخولٍ في هذا الدّين ما ترى من حاجتهم، فو الله ليوشكنّ المال يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه ما ترى من كثرة عدوّهم، وقلّة عددهم، فو الله ليوشكن أن يسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، وايم الله ليوشكنّ أن يسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم ". قال عديّ: فأسلمت. فكان عديّ يقول: قد مضت اثنتان وبقيت الثالثة، والله لتكوننّ؛ قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم، وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت، وايم الله لتكوننّ الثالثة؛ ليفيضنّ المال حتى لا يوجد من يأخذه. تجيب قال ابن سعد: قدم وفد تجيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة تسع من مهاجره، وهم ثلاثة عشر رجلا، وساقوا صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم، فسّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، وقال: " مرحبًا بكم " وأكرم منزلهم وحيّاهم، وأمر بلالاً أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم، وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد، وقال: " هل بقي منكم أحد " قالوا " غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنّا. قال: " أرسلوه إلينا "، فأقبل الغلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني امرؤ من بني أبناء الرّهط الذين أتوك آنفًا، فقضيت حوائجهم فاقض حاجتي، قالل: " وما حاجتك " ؟ قال: تسأل الله أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي. فقال: " اللهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه ". ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه، فانطلقوا راجعين إلى أهليهم، ثم وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم بمنًى في سنة عشرٍ، فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغلام، فقالوا: ما رأينا مثله أقنع منه بما رزقه الله. خولان قال: قدم وفد خولان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شعبان سنة عشر، وهم عشرة نفر، فقالوا: يا رسول الله، نحن مؤمنون بالله مصدّقون برسوله، ونحن على من وراءنا من قومنا، وقد ضربنا إليك آباط الإبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل عمّ أنسٍ " صنمٌ لهم؛ فقالوا: بشرٍّ وعرٍّ، أبد لنا الله به ما جئت به، ولو قد رجعنا إليه هدمناه. وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء من أمر دينهم، فجعل يخبرهم بها، وأمر من يعلّمهم القرآنم والسّنن، وأنزلوا في دار رملة بنت الحارث، وأجريت عليهم الضيافة، ثم جاءوا بعد أيام يودّعونه، فأمر لهم بجوائز ثنتي عشرة أوقية ونشٍّ، ورجعوا إلى قومهم، فلم يحلّوا عقدة حتى هدموا عمّ أنسٍ. وممن أسلم من خولان أبو مسلم الخولانيّ العابد، واسمه عبد الله بن ثوب، ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قدم المدينة بعد وفاته، وله خبر عجيب مع الأسود العنسيّ، نذكره في أخباره في خلافة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه. جعفي قال ابن سعد: وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان من جعفيّ، وهما قيس بن سلمة بن شراحيل، وسلمة بن يزيد، وهما أخوان لأم، وأمهما مليكة بنت الحلو بن مالك، فأسلما فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلغني أنكم لا تأكلون القلب " وكانوا يحرّمون أكله، فقالا: نعم، قال: " فإنه لا يكمل إسلامكم إلا بأكله " ودعا بقلب فشوي، ثم ناوله سلمة فلما أخذه أرعدت يده فقال له: " كله " فأكله، وقال: قل إنّي أكلت القلب كرهًا وترعد حين مسّته بناني