نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 24

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 24

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال: ففعلت، وخرجت مسرعاً إلى الكوفة،
وبات عمر، فلما أصبح بعث في أثري رسولاً،
فما أدركني حتى دخلت الكوفة، فأنخت
بعيري، وأناخ بعيره على عرقوب بعيري،
وقال،
الحق بأمير المؤمنين.
قال: فركبت معه، وقدمت على عمر، فلما رآني
قال: مالي وللسائب! قلت: وماذا؟ قال:
ويحك، والله ماهو إلا نمت الليلة التي
خرجت فيها، فأتت الملائكة تستحثني إلى
السفطين
يشتعلان ناراً، يقولون، لنكوينك بهما،
فأقول: إني سأقسمهما بين المسلمين، فخذهما
عني
فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم.
قال: فخرجت بهما فوضعتهما في مسجد الكوفة،
فابتاعهما مني عمرو بن حريث
المخزومي بألفي ألف درهم، ثم خرج بهما إلى
أرض الأعاج فباعهما بأربعة آلاف ألف، فما
زال أكثر أهل الكوفة مالاً.
قال: وكان سهم الفارس بنهاوند ستة آلاف،
والراجل ألفين.
ولما قدم سبي نهاوند المدينة، جعل أبو
لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لا يلقى منهم
صغيراً إلا
مسح رأسه وبكى، وقال: أكل عمر كبدي، وكان
من نهاوند، فأسرته الروم، وأسره
المسلمون.
وكان المسلمون يسمون فتح نهاوند فتح
الفتوح؛ لأنه لم يكن للفرس بعده اجتماع،
وملك
المسلمون بلادهم. والله سبحانه وتعالى
أعلم والحمد لله وحده.
فتح دينور والصيمرة
وغيرهما:
لما انصرف أبو موسى الأشعري من نهاوند،
وكان قد جاء مددا على بعث أهل البصرة،
فمر بالدينور، فأقام عليهما خمسة أيام،
وصالحه أهلها على الجزية، ومضى، فصالحه
أهل
الشيروان على مثل صلحهم، وبعث السائب
الأقرع إلى الصيمرة وهي مدينة مهرجان قذق
ففتحها صلحاً، والحمد لله وحده، وصلى
الله علي سيدنا محمد.
فتح همذان
والماهين وغيرهما:
لما انهزم المشركون من نهاوند دخل من سلم
منهم همذان، فحاصرهم نعيم بن مقرن
والقعقاع بن عمرو، فلما رأى ذلك خسرشنوم
استأمنهم، وقبل الجزية على أن يضمن همذان
ودستي، وألا يؤتي المسلمون منهم، فأجابوه
إلى ذلك وأمنوه هو ومن معه من الفرس، وأقبل
كل من كان هرب، وبلغ الخبر أهل الماهين،
فاقتدوا بخسر شنوم، وراسلوا حذيفة،
فأجابهم،
ودخل ماه دينار، وبهراذان على مثل ذلك.
وكان قد وكل النسير بن ثور بقلعة قد لجأ
إليها
قوم، فحاصرهم وافتتحها، فنسبت إلى
النسير.
ولما رجع نعيم والقعقاع، كفر أهل همذان مع
خسر شنوم، فخرج نعيم بن مقرن غليها في
سنة اثنتين وعشرين، واستولى على جميع
بلادها وحاصرها، فسأله أهلها الصلح ففعل،
وفتحها الثانية، وقبل منهم الجزية. وقيل
إن فتحها كان في سنة اربع وعشرين، بعد وفاة
عمر بستة أشهر. والله أعلم.
قال: وبينما نعيم بهمذان في الفتح الثاني،
وهو في أثني عشر ألفاً من الجند، فكاتب
الديلم،
وأهل الري، وأذربيجان، إذ خرج موتى في
الديلم، ونزل بواج الروذ، وأقبل الزيني
أبو الفرخان
في أهل الري وأقبل إسفنديار أخو رستم في
أهل أذربيجان، فاجتمعوا وتحصن منهم أمراء
المسالح، وبعثوا إلى نعيم بالخبر،
فاستخلف يزيد بن قيس الهمذاني، وخرج
إليهم، فاقتتلوا
بواج الروذ قتالاً شديداً، وكان وقعة
عظيمة تعدل وقعة نهاوند، فانهزم الفرس
أقبح هزيمة،
وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأرسل نعيم إلى
عمر بقصد الري، وقتال من بها، والمقام بها
بعد
فتحها.
وقيل: إن المغيرة بن شعبة، وهو عامل
الكوفة أرسل جرير ابن عبد الله إلى همذان،
فقاتله
أهلها، وأصيب بسهم في عينه، فقال: أحتسبها
عند الله زين بها وجهي.
وقيل: كان فتحها على يد المغيرة نفسه.
وقيل: فتحها قرظة ابن كعب الأنصاري رضي
الله
عنه، والله تعالى أعلم وهو حسبنا ونعم
الوكيل.
فتح أصبهان وقم وقاشان
وفي سنة إحدى وعشرين بعث عمر رضي الله عنه
عبد الله ابن عبد الله بن عبتان إلى
أصبهان، وكان شجاعاً من أشراف الصحابة،
ووجوه الأنصار، وأمده بأبي موسى

/ 92