نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 26

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 26

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الكوفة لكان الناس إليك أسرع. فانتظر
الحسين حتى إذا كان السحر لفتيانه
وغلمانه:
أكثروا من الماء. فاستقوا فأكثروا، ثم
ارتحلوا حتى انتهوا إلى زبالة.
وقيل: كان الحسين لا يمر بماء إلا اتبعه
أهل ذلك الماء، حتى إلى زبالة فأتاه خبر
مقتل أخيه
من الرضاعة عبد الله بن بقطر، وكان سرحه
إلى مسلم بن عقيل من الطريق، وهو لا يدري
أنه أصيب فأخذه الحصين بالقادسية، فبعث
به إلى زياد فقال له: اصعد فوق القصر فالعن
الكذاب ابن الكذاب ثم انزل حتى أرى فيك
رأيي، فصعد فلما أشرف على الناس قال:
"أيها الناس، إني رسول الحسين بن فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم،
لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة ابن
سمية الدعي!" فأمر به عبيد الله فألقي من
فوق
القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه وبقي به
رمق، فأتاه رجل يقال له عبد الملك بن عمير
اللخمي فذبحه، فلما عيب عليه ذلك قال:
إنما أردت أن أريحه.
فلما بلغ الحسين الخبر قال لأصحابه: من
أحب منكم الإنصراف فلينصرف غير حرج،
ليس عليه منا ذمام، فتفرق الناس عنه حتى
بقي في أصحابه الذين خرجوا معه من
المدينة.
قال: وإنما فعل ذلك لأنه علم أن الأعراب
ظنت أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة
أهله،
فأراد أن يعلموا علام يقدمون.
قال ثم ارتحل الحسين وسار حتى مر ببطن
العقبة فنزل بها، فأتاه بعض الأعراب فسأله
عن
مقصده فأخبره، قال: "إني أنشدك الله فلما
انصرفت، فوالله ما تقدم إلا على الأسنة
وحد
السيوف، إن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو
كانوا كفوك مؤنة القتال ووطئوا لك الأشياء
فقدمت
عليهم، كان ذلك رأياً، فأما على هذه الحال
التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل!" فقال
الحسين: يا عبد الله، إنه ليس يخفى على ما
رأيت، ولكن الله لا يغلب على أمره!.
ثم ارتحل منها وقد استهلت إحدى وستين،
وسار حتى نزل شراف فلما كان في السحر
أمر فتيانه فاستقوا من الماء وأكثروا، ثم
ساروا منها صدر يومهم حتى انتصف النهار،
فكبر رجل من أصحابه فكبر الحسين، وقال:
مما كبرت؟ قال: رأيت النخل، فقال عبد الله
بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديان:
والله عن هذا المكان ما رأينا فيه نخلة قط،
فقال: فما تريان. قالا: نراه والله رأى
هوادي الخيل. فقال الحسين: وأنا والله أرى
ذلك، ما
لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا
ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقيل له: "بلى
هذا ذو
حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإذا
سبقت القوم إليه فهو كما تريد، فمال إليه،
فما
كان بأسرع من أن طلعت هوادي الخيل، فلما
رأوهم قد عدلوا عن الطريق عدلوا عنها إلى
قصدهم، فسبق الحسين إلى ذي حسم فنزل وأمر
بأبنية فضربت، وجاء القوم وهم ألف
فارس عليهم الحر بن يزيد التميمي، فجاءوا
حتى وقفوا مقابل الحسين رضي الله عنه: وكان
مسير الحر ومن معه من القادسية من قبل
الحصين بن نمير التميمي.
فلم يزل الحر مواقفا حسينا حتى حضرت صلاة
الظهر فأمر الحسين الحجاج بن مسروق
الجعفي أن يؤذن، فأذن، فلما حضرت الإقامة
خرج الحسين رضي الله عنه، في إزار ورداء
ونعلين، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أيها الناس، معذرة إلى الله وإليكم إني لم
آتكم حتى
أتتني كتبكم، وقدمت على رسلكم أن اقدم
علينا فإنه ليس لنا إمام لعل الله يجمعنا
بك
على الهدى والحق، إن كنتم على ذلك فقد
جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من
عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإن لم
تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم
إلى
المكان الذي أقبلت منه إليكم" فسكتوا عنه،
وقال للمؤذن أقم. فأقام الصلاة، فقال
الحسين
للحر: أتريد أن تصلي بأصحابك؟ فقال: لا، بل
صلي أنت ونصلي بصلاتك فصلى بهم
الحسين، ثم دخل واجتمع إليه أصحابه.
وانصرف الحر ودخل خيمة قد ضربت له، واجتمع
عليه جماعة من أصحابه، وعاد بعض
أصحابه إلى صفهم الذي كانوا فيه، ثم أخذ
كل رجل بعنان دابته وجلس في طلبها.
فلما كان وقت العصر أمر الحسين أصحابه أن
يتهيئوا للرحيل ففعلوا، ثم خرج فأمر
مناديه
فنادى بالعصر وأقامه، وصلى الحسين بالقوم
جميعاً، ثم سلم وانصرف إليهم بوجهه، فحمد

/ 97