نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 26

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 26

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

طلوع الفجر
بخير ركبانٍ وخير سفر حتّى تجلّى بكريم
النحر
الماجد الحر رحيب الصّدر أتى به الله لخير
الأمر
ثمت أبقاه بقاء الدهر
فلما انتهوا إلى الحسين رضي الله عنه
والتحقوا به، فقال الحر: إن هؤلاء النفر
الذين من
أهل الكوفة ليسوا ممن أقبلوا معك، وأنا
حابسهم أو رادهم، فقال الحسين رضي الله
عنه:
"لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، إنما هؤلاء
أعواني وأنصاري وقد كنت أعطيتني أن لا
تعرض
لي حتى يأتيك كتاب من ابن زياد"، قال: أجل
ولكن هؤلاء لم يأتوا معك.
فقال: "هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي،
فإن تممت علي ما كان بيني وبينك وإلا
ناجزتك". فكف عنهم الحر.
وسألهم الحسين عن خبر أهل الكوفة، فقال له
مجمع بن عبد الله العائذي وهو أحد
الأربعة: "أما أشراف الناس فقد أعظمت
رشوتهم وملئت غرائرهم، فهم إلبٌ واحد
عليك، وأما سائر الناس بعد فإن أفئدتهم
تهوى إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك!".
فقال: هل لكم برسولي إليكم علم؟ فقالوا: من
هو؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي.
قالوا: نعم، وأخبروه بمقتله، قفترقرقت
عينا حسين ولم يملك دمعه، ثم قال: "فمنهم من
قضى
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلاً، واجمع
بيننا وبينهم
في مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك.
قال: ودنا الطرماح من الحسين، فقال له:
"والله إني لأنظر فما أرى معك أحدا، ولو لم
يقاتلك
إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان
كفواً لهم، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة
إليك
بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر
عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه، فسألت
عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا ثم يسيروا
إلى الحسين، فأنشدك الله إن قدرت على ألا
تقدم
إليهم شبراً إلا فعلت، وإن أردت أن تنزل
بلداً يمنعك الله به حتى ترى من رأيك
ويستبين
لك ما أنت صانع فسر حتى أنزلك مناع جبلنا
الذي امتنعنا به من ملوك غسان وحمير
ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود
والأحمر، فأسير معك حتى أنزلك القرية، ثم
لتبعث إلى
الرجال ممن بأجأ وسلمى من طيئ، فوالله لا
يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتيك طيئ رجالا
وركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك
هيجٌ فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائيٍ
يضربون بين يديك بأسيافهم، ووالله لا
يوصل إليك أبدا وفيهم عين تطرف!".
فقال له: جزاك الله وقومك خيرا، إنه قد كان
بيننا وبين هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدر معه
على الانصراف، ولا ندري علام تتصرف بنا
وبهم الأمور!.
قال الطرماح: فودعته وقلت: "إني قد امترت
لأهلي ميرةً، ومعي نفقة لهم فآتيهم فأصنع
ذلك فيهم، ثم أقبل إليك إن شاء الله، فإن
ألحقك فوالله لأكونن من أنصارك". فقال لي:
فإن
كنت فاعلاً فعجل رحمك الله.
قال الطرماح: فلما بلغت إلى أهلي وضعت
عندهم ما يصلحهم، وأوصيت، وأخبرتهم بما
أريد، وأقبلت حتى دنوت من عذيب الهجانات،
فأتاني نعي الحسين هناك!.
قال المؤرخ: ثم مضى الحسين إلى قصر بني
مقاتل، فنزل به. قال عقبة بن سمعان: فلما
كان
آخر الليل أمر الحسين بالاستقاء من
الماء، ثم أمرنا بالرحيل، ففعلنا، فلما
سرنا ساعة خفق
الحسين برأسه خفقة فقال: "إنا لله وإنا
إليه راجعون. الحمد لله رب العالمين"
يعيدها مرتين
أو ثلاثاً، فأقبل عليه ابنه علي بن
الحسين، فاسترجع وحمد الله وقال: "يا أبت،
جعلت
فداك، مم حمدت الله واسترجعت؟". قال: "يا
بني، إني خفقت برأسي خفقة، فعن لي
فارس على فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا
تسير بهم. فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا!"
قال: يا أبت، ألسنا على الحق؟ قال: بلى
والذي إليه مرجع العباد. قال: يا أبت إذن لا
نبالي أن نموت محقين. فقال له: جزاك الله
خير ما يجزي ولداً عن والده.
فلما أصبح نزل فصلى الغداة، ثم عجل
الركوب، وسار حتى انتهى إلى نينوى، والحر
ومن
معه يسايرونه فإذا راكب على نجيب عليه
السلاح يمسك قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا
جميعا ينتظرونه،فلما انتهى إليهم سلم على

/ 97