نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 26

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 26

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عمر: إني لأرجو أن يعافيني الله من حربه
وقتاله.
ثم كتب إلى عبيد الله بن زياد: "أما بعد،
فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي،
فسألته عما أقدمه وماذا يطلب وماذا يسأل،
فقال: كتب إلي أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم
فسألوني القدوم ففعلت، فأما إذ كرهوني
وبدا لهم غير ما أتتني رسلهم فأنا منصرف
عنهم".
فلما قرئ الكتاب على ابن زياد قال:
الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات
حين مناص
وكتب إلى عمر بن سعد: "بسم الله الرحمن
الرحيم، أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما
ذكرت، فاعرض على الحسين أن يبايع يزيد بن
معاوية أمير المؤمنين هو وجميع أصحابه،
فإذا
هو فعل رأينا والسلام" فلما قرأ عمر
الكتاب قال: قد أحسست ألا يقبل ابن زياد
العافية.
قال: وكتب ابن زياد إلى عمر بن سعد: "أما
بعد، فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء،
فلا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتتقي
الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن
عفان".
فبعث عمر عمرو بن الحجاج على خمسمائة
فارس، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين
الحسين وأصحابه وبين الماء، ومنعوهم أن
يسقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين
بثلاث.
وناداه عبد الله بن أبي حصين الأزدي: "يا
حسين، ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء!
والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشاً!".
فقال الحسين: "اللهم اقتله عطشا ولا تغفر
له أبدا!". قال أبو جعفر الطبري في تاريخه:
قال حميد بن مسلم "والله لقد عدته بعد ذلك
في مرضه، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد
رأيته يشرب حتى يبغر، ثم يقيء، ثم يعود
فيشرب
حتى يبغر، فما يروى، فما زال ذلك دأبه حتى
لفظ غصته" يعني نفسه.
قال: فلما اشتد على الحسين ومن معه العطش
دعا أخاه العباس بن علي، فبعثه في ثلاثين
فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين
قربة، فدنوا من الماء، وقاتلوا عليه، حتى
ملئوا القرب وعادوا بها إلى الحسين.
قال: ثم بعث الحسين إلى عمربن سعد أن القني
الليلة بين عسكري وعسكرك. وكان
رسوله إليه عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري،
فخرج عمر في نحو من عشرين فارساً،
وأقبل الحسين في مثل ذلك، فلما التقيا أمر
الحسين أصحابه أن يتنحوا عنه، وأمر عمر
بمثل
ذلك، فتكلما، فأطالا حتى ذهب من الليل
جانب، ثم انصرف كل منهما إلى عسكره.
قال: وتحدث الناس فيما بينهم ظناً يظنونه
أن الحسين قال لعمر بن سعد: اخرج معي إلى
يزيد بن معاوية وندع العسكرين. فقال له
عمر: إذن تهدم داري. قال: إذن أبنيها لك.
قال:
إذن نؤخذ ضياعي. قال: إذن أعطيك خيراً منها
في الحجاز. فكره ذلك عمر بن سعد.
فتحدث الناس بذلك من غير أن يكونوا سمعوه.
قال: وذكر جماعة من المحدثين أن الحسين
قال: اختاروا مني خصالا ثلاثا: إما أن أرجع
إلى
المكان الذي أقبلت منه، وإما أن أضع يدي
في يد يزيد بن معاوية فيرى فيما بيني وبينه
رأيه، وإما أن أسير إلى أي ثغر من ثغور
المسلمين شئتم فأكون رجلا من أهله لي ما
لهم
وعلي ما عليهم.
وأنكر عقبة بن سمعان هذه المقالة وقال:
"صحبت الحسين، فخرجت معه من المدينة إلى
مكة، ومن مكة إلى العراق، ولم أفارقه حتى
قتل، وليس من مخاطبته الناس كلمةٌ إلا وقد
سمعتها، ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر
الناس ويزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن
معاوية
ولا أن يسيره إلى ثغر من ثغور المسلمين،
ولكنه قال: دعوني أرجع من المكان الذي
أقبلت
منه، أو دعوني أذهب في هذه الأرض العريضة
حتى ننظر: إلام يصير أمر الناس؟.
وقيل: التقى الحسين وعمر بن سعد مراراً
ثلاثا أو أربعا، فكتب عمر إلى عبيد الله بن
زياد: "أما بعد، فإن الله قد أطفأ النائرة
وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمة، هذا الحسين
قد
أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى،
أو أن نسيره إلى ثغر من الثغور شئنا فيكون
رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما
عليهم، أو أن يأتي يزيد أمير المؤمنين
فيضع يده في يده
فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا لكم
رضىً وللأمة صلاح".
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال: هذا كتاب
رجل ناصح لأميره مشفق على قومه، نعم، قد
قبلت.
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: "أتقبل

/ 97