نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 26

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 26

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الحر وأصحابه، ولم يسلم على الحسين، ودفع
إلى
الحر كتابا من عبيد الله بن زياد: "أما
بعد، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم
عليك
رسولي، فلا تنزله بالعراء في غير حصن وعلى
غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك فلا
يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري،
والسلام".
فقال الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله بن
زياد، يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان
الذي يأتيني فيه كتابه، وهذا رسوله، وقد
أمره ألا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره.
قال: فأخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان
على غير ماء ولا قرية، فقالوا: دعنا ننزل
في
هذه القرية يعنون نينوي أو هذه القرية
يعنون الغاضرية أو هذه الأخرى يعنون شفية.
فقال:
لا والله ما أستطيع ذلك، هذا رجل بعث
عيناً علي.
فقال زهير بن القين للحسين: "يا ابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتال هؤلاء
الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من
بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعدما نرى ما لا
قبل
لنا به!" فقال له الحسين: ما كنت لأبدأهم
بالقتال. فقال له زهير: "سربنا إلى هذه
القرية
حتى ننزلها فإنها حصينة وعلى شاطئ
الفرات، فإن منعونا قاتلناهم، فقتالهم
أهون علينا
من قتال من يجئ بعدهم". فقال له الحسين: أية
قريةٍ هي؟ قال: العقر. فقال الحسين: اللهم
إني أعوذ بك من العقر! ثم نزل، وذلك يوم
الخميس الثاني من المحرم سنة إحدى وستين.
فلما كان الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي
وقاص من الكوفة. وكان سبب مسيره
لقتال الحسين أن عبيد الله بن زياد كان قد
بعثه على أربعة آلاف من أهل الكوفة، يسير
بهم إلى دستبى، وكانت الديلم قد خرجوا
إليها وغلبوا عليها، فكتب ابن زياد له
عهده
على الري، وأمره بالخروج، فخرج وعسكر
بالناس، فلما كان من أمر الحسين فإذا
فرغنا مما
بيننا وبينه سرت إلى عملك. فاستعفاه،
فقال: نعم، على أن ترد علينا عهدنا. فلما
قال له
ذلك قال: أمهلني اليوم حتى أنظر. فاستشار
عمر نصحاءه، فكلهم نهاه، وأتاه حمزة بن
المغيرة بن شعبة - وهو ابن أخته - فقال له:
"أنشدك الله يا خالي ألا تسير إلى الحسين
فتأثم بربك وتقطع رحمك! فوالله لأن تخرج
من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلها - لو كان
لك - خيرٌ من أن تلقى الله بدم الحسين!"
فقال: أفعل إن شاء الله. وبات ليلته مفكراً
في
أمره فسمع وهو يقول:
أأترك ملك الرّيِّ والريُّ رغبتي أم ارجع
مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجابٌ،
وملك الري قرّة عين
ثم أتى ابن زياد فقال له: إنك قد وليتني
هذا العمل وسمع الناس به، فإن رأيت أن تنفذ
لي
ذلك وتبعث إلي الحسين من أشراف الكوفة من
لست أغنى ولا أجزأ عنك في الحرب منه
- وسمى له أناساً -، فقال له ابن زياد: لا
تعلمني بأشراف الكوفة، فلست أستأمرك فيمن
أريد أن أبعث، فإن سرت بجندنا وإلا فابعث
إلينا بعهدنا، قال إني سائر. فأقبل في ذلك
الجيش حتى نزل بالحسين فلما نزل به بعث
إليه عزرة بن قيس الأحمسي، فقال له: ائته
فاسأله: ما الذي جاء بك؟ وماذا تريد؟ وكان
عزرة ممن كتب إلى الحسين، فاستحيى منه
أن يأتيه، فعرض عمر ذلك على الرؤساء الذين
كاتبوه، فكلهم أباه وكرهه.
فقام إليه كثير بن عبد الله، وكان فارسا
شجاعا، فقال: أنا ذاهب إليه ووالله إن شئت
لأفتكن به. فقال عمر: ما أريد أن يفتك به
ولكن أن تسأله: ما الذي جاء به؟ فأقبل
إليه،
فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين:
أصلحك الله، قد جاءك شر أهل الأرض وأجرؤه
على دم وأفتكه. فقام إليه، فقال له: ضع
سيفك. قال لا والله ولا كرامة، إنما أنا
رسول فإن
سمعتم أبلغتكم ما أرسلت به إليكم، وإن
أبيتم انصرفت عنكم. فقال له رجل: فإني آخذ
بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك. قال: لا والله
لا تمسه. فقال له: أخبرني ما جئت به وأنا
أبلغه عنك ولا أدعك تدنو منه فإنك فاجر.
فاستبا، ثم انصرف إلى عمر فأخبره الخبر.
فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلي، فقال له:
ويحك يا قرة، الق حسينا فاسأله: ما جاء به؟
وماذا يريد؟ فأتاه فأخبره رسالة ابن سعد،
فقال له الحسين: كتب إلى أهل مصركم أن أقدم
عليهم، فأما إذ كرهتموني فإني أنصرف عنهم.
فانصرف قرة إلى عمر فأخبره الخبر، فقال

/ 97