نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 29

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 29

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نصب برأس الجسر ببغداد، وأن الموكل به ذكر
أنه يراه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه،
فيقرأ
سورة يس بلسان طلق، وأنه لما أخبر بذلك
طلب فخاف على نفسه فهرب. وقال بسند
آخر إلى إبراهيم بن إسماعيل بن خلف: كان
أحمد بن نصر خلي، فلما قتل في المحنة
وصلب رأسه أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن،
فمضيت فبت بقرب من الرأس مشرفاً عليه،
وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلما
هدأت العيون سمعت الرأس يقرأ "الم، أحسب
الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون" فاقشعر جلدي، ثم رأيته بعد ذلك في
المنام
وعليه السندس والاستبرق وعلى رأسه تاج،
فقلت: ما فعل الله بك يا أخي ؟ قال: غفر
لي وأدخلني الجنة، إلا أني كنت مغموماً
ثلاثة أيام، قلت: ولم؟ قال: رأيت رسول الله
صلى
الله عليه وسلم مر بي فلما بلغ خشبتي حول
وجهه عني، فقلت له بعد ذلك: يا رسول الله
- قتلت على الحق أو على الباطل؟ فقال: أنت
على الحق ولكن قتلك رجل من أهل بيتي،
فإذا بلغت إليك أستحيي منك. وقال بسند إلى
أبي جعفر الأنصاري: سمعت محمد بن
عبيد - وكان من خيار الناس - يقول: رأيت
أحمد بن نصر في منامي فقلت يا أبا عبد الله
ما صنع بك ربك؟ قال: غضبت له فأباحني النظر
إلى وجهه تعالى.
قال: وكان مقتله يوم السبت غرة رمضان سنة
إحدى وثلاثين ومائتين، وأنزل رأسه يوم
الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع
وثلاثين ومائتين، وجمع رأسه وبدنه ودفن
بالجانب
الشرقي في المقبرة المعروفة بالمالكية.
الفداء مع الروم
في هذه السنة كان الفداء بين المسلمين
والروم، فاجتمع المسلمون على نهر اللامس
على
مسيرة يوم من طرسوس، واشترى الواثق من
ببغداد وغيرها من الروم، وعقد الواثق
لأحمد
بن سلم بن قتيبة الباهلي على الثغور
والعواصم، وأمره بحضور الفداء هو وخاقان
الخادم،
وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين، فمن
قال: القرآن مخلوق وأن الله لا يرى في
الآخرة -
فودي به وأعطي ديناراً، ومن لم يقل ذلك
ترك في أيدي الروم، فلما كان في عاشوراء
سنة
إحدى وثلاثين اجتمع المسلمون ومن معهم من
الأسرى على نهر، وأتت الروم ومن معهم
من الأسرى، وكان النهر بين الطائفتين،
فكان المسلمون يطلقون أسيراً فيطلق الروم
أسيراً
ويلتقيان في وسط النهر، ويأتي هذا
لأصحابه وهذا لأصحابه حتى فرغوا، وكان عدة
أسرى المسلمين أربعة آلاف وأربعة وستين
نفساً، والنساء والصبيان ثمانمائة، وأهل
الذمة
مائة نفس.
ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وفاة الواثق
وشيء من أخباره
كانت وفاته بسامرا في يوم الأربعاء لست
بقين من ذى الحجة منها.
وكانت علته الاستسقاء فعولج بالإقعاد في
تنور مسخن، فوجد لذلك خفة فأمرهم من الغد
بالزيادة في إسخانه، ففعل ذلك وجلس فيه
أكثر من اليوم الأول، فحمي عليه فأخرج منه
ووضع في محفة فمات فيها، ولم يشعر به حتى
ضرب وجهه المحفة، وقيل إن أحمد بن أبي
دؤاد حضر وفاته وغمضه، وقيل إنه لما حضرته
الوفاة جعل يردد هذين البيتين:
الموت فيه جميع الخلق مشترك لا سوقة منهم
تبقى ولا ملك
ما ضر أهل قليل في تفاقرهم وليس يغني عن
الأملاك ما ملكوا
وأمر بالبسط فطويت وألصق خده بالأرض،
وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من
زال ملكه. وقال أحمد بن محمد الواثقي: كنت
فيمن يمرض الواثق، فلحقته غثية وأنا
وجماعة من أصحابه قيام، فقلنا لو عرفنا
خبره! فتقدمت إليه فلما صرت عند رأسه فتح
عينيه فكدت أموت خوفاً، فرجعت إلى خلفي
وتعلقت قنبعة سيفي بعتبة المجلس،
فاندقت وسلمت من جراحه، ووقفت في موقفي ثم
مات الواثق وسحبناه، وجاء الفراشون
فأخذوا ما تحته في المجلس ورفعوه لأنه
مكتوب عليهم، واشتغل الناس بأخذ البيعة
وجلست على باب المجلس لحفظ الميت، ورددت
الباب فسمعت حساً ففتحت الباب،
فإذا جرذ قد دخل من بستان هناك فأكل إحدى
عيني الواثق، فقلت: لا إله إلا الله - هذه
العين التي فتحها من ساعة، فاندق سيفي
هيبة لها، صارت طعمة لدابة ضعيفة، فسألني
ابن أبي دؤاد عن عينه فذكرت له القصة فعجب
منها، وصلى عليه ابن أبي دؤاد وأنزله في
قبره، وقيل صلى عليه أخوه المتوكل، ودفن

/ 97