نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 29

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 29

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

منزلي
بعد يوم نوبتي، إذ هجم علي رسل الخليفة
فلم يمهلوني حتى ركبت وصرت إلى الدار،
فأدخلت - والله - الحجرة بعينها، وإذا
المتوكل في الموضع الذي كان فيه الواثق
على
السرير بعينه وإلى جانبه فريدة، فلما
رآني قال: ويحك ما ترى ما أنا فيه من هذه -
منذ
غدوة!! أطالبها أن تغني فتأبى ذلك، فقلت
لها: يا سبحان الله تخالفين سيدك وسيدنا
وسيد البشر!! بحياته غني فضربت والله ثم
اندفعت تغني:
مقيم بالمجازة من قنونا وأهلك بالأجيفر
والثماد
فلا تبعد فكل فتى سيأتي عليه الموت يطرق
أو يغادي
ثم ضربت بالعود الأرض ورمت بنفسها عن
السرير، ومرت تعدو وهي تصيح واسيداه،
فقال لي: ويحك ما هذا فقلت: لا أدري والله -
يا سيدي، قال: ما ترى؟ قلت أرى أن
تحضر هذه ومعها غيرها فإن الأمر يؤول إلى
ما يريد أمير المؤمنين، قال: فانصرف في حفظ
الله، فلم أدر ما كانت القصة.
قال: وكان الواثق قد ذهب في أموره مذهب
المأمون، وشغل نفسه بمحنة الناس في الدين
وأفسد قلوبهم، ولما ولي الخلافة أحسن إلى
العلويين واشتمل عليهم وبالغ في إكرامهم
وتعاهدهم بالأموال، وفرق في أهل الحرمين
أموالاً لا تحصى، حتى إنه لم يوجد في أيامه
بالحرمين سائل، حتى إنه - لما توفي - كان
أهل المدينة تخرج من نسائهم كل ليلة إلى
البقيع
فيبكين عليه ويندبنه، يفعلن ذلك بينهن
مناوبة حزناً عليه لإحسانه لهم، وأطلق في
خلافته
أعشار سفن البحر وكانت مالاً عظيماً.
وكان نقش خاتمه: الله ثقة الواثق. أولاده:
محمد المهتدي بالله، وعبد الله،
وإبراهيم،
ومحمد وعائشة. وزيره: محمد بن عبد الملك
الزيات. حجابه إيتاخ ثم وصيف مولاه ثم
أحمد بن عمار. قاضيه: أحمد بن أبي دؤاد.
الأمراء بمصر: علي بن يحيى الأرمني ثم
عيسى بن منصور من قبل إشناس، فلما توفي
إشناس ردت مصر إلى إيتاخ فأقر عيسى بن
منصور عليها. قاضيها: محمد بن أبي الليث.
خلافة المتوكل
هو أبو الفضل جعفر بن المعتصم بن الرشيد
بن المهدي بن المنصور، وأمه تركية اسمها
شجاع، وهو العاشر من الخلفاء العباسيين،
بويع له يوم وفاة أخيه الواثق لست بقين من
ذى
الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، قال:
ولما توفي الواثق حضر الدار أحمد بن أبي
دؤاد
وإيتاخ ووصيف وعمر بن فرج وابن الزيات
وأبو الوزير أحمد بن خالد، وعزموا على
البيعة
لمحمد بن الواثق وهو غلام أمرد قصير،
فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة فإذا هو
قصير، فقال
وصيف: أما تتقون الله - تولون مثل هذا
الخلافة!! فتناظروا فيمن يولونه فذكروا
عدة ثم
أحضروا المتوكل، فألبسه أحمد بن أبي دؤاد
الطويلة وعممه وقبله بين عينيه، وقال
السلام
عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله، وكان
عمر المتوكل يوم ذاك ستاً وعشرين سنة،
ووضع
العطاء للجند لثمانية أشهر. قال: وأراد
ابن الزيات أن يلقبه، فقال أحمد بن أبي
دؤاد: قد
رأيت لقباً أرجو أن يكون موافقاً - وهو
المتوكل على الله، فأمر بإمضائه فكتب به
الآفاق.
وقيل بل رأى المتوكل في منامه قبل أن
يستخلف كأن سكراً ينزل من السماء - مكتوب
عليه المتوكل على الله، فقصها على أصحابه
فقالوا: هي الخلافة، فبلغ ذلك الواثق
فحبسه
وضيق عليه.
ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
القبض على محمد الزيات
وفي هذه السنة لسبع خلون من صفر قبض
المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات،
واكن
سبب ذلك أن الواثق كان قد استوزره وفوض
إليه الأمور كلها، وكان قد غضب على أخيه
جعفر المتوكل، ووكل عليه من يأتيه
بأخباره كلها، فجاء المتوكل إلى ابن
الزيات فسأله أن
يكلم الواثق ليرضى عنه، فوقف بين يديه وهو
لا يكلمه، ثم أشار إليه بالقعود فجلس، فلما
فرغ من الكتب التي بين يديه التفت إليه
كالمتهدد، وقال: ما جاء بك؟ قال: جئت لتسأل
أمير المؤمنين الرضا عني، فالتفت إلى من
حوله وقال: انظروا يغضب أخاه ثم يسألني أن
أسترضيه له، اذهب فإنك - إذا صلحت - رضي

/ 97