نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 29

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 29

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالهاروني، وكان عمره اثنتين وثلاثين
سنة، وقيل
ستاً وثلاثين سنة وشهوراً، وقيل سبعاً
وثلاثين، ومدة خلافته خمس سنين وتسعة أشهر
وستة أيام. وكان أبيض مشرباً بحمرة جميلاً
ربع القامة حسن الجسم بعينه اليمنى وقيل
اليسرى نكته بياض.
وقد وقفت في أثناء مطالعتي على حكاية
غريبة اتفقت للواثق، أحببت أن أضمها إلى
أخباره، وهي ما رواه أبو الفرج الأصبهاني
بسنده إلى محمد بن الحارث، قال: كانت لي
نوبة
في خدمة الواثق في كل جمعة. إذا حضرت ركبت
إلى الدار، فإن نشط إلى الشرب أقمت
عنده، وإن لم ينشط انصرفت، وكان رسمنا ألا
يحضر أحد منا إلا يوم نوبته، فإني لفي
منزلي
في يوم غير يوم نوبتي إذا برسل قد هجموا
علي، وقالوا لي: احضر، فقلت خيراً، قالوا:
خير،
فقلت: إن هذا يوم لم يحضرني فيه أمير
المؤمنين قط، ولعلكم غلطتم، قالوا: الله
المستعان -
لا تطل وبادر، فقد أمرنا ألا ندعك تستقر
على الأرض، فدخلني فزع شديد وخفت أن
يكون سعى بي ساع، أو بلية قد حدثت في رأي
الخليفة علي، فتقدمت بما أردت وركبت
حتى وافيت الدار، فذهبت لأدخل على رسمي من
حيث كنت أدخل فمنعت، وأخذ
بيدي الخدم فعدلوا بي إلى ممرات لا
أعرفها، فزاد ذلك في جزعي وغمي، ثم لم يزل
الخدم
يسلمونني من خدم إلى خدم حتى أفضيت إلى
دار مفروشة بالصخر، ملبسة الحيطان
بالوشي المنسوج بالذهب، ثم أفضيت إلى
رواق أرضه وحيطانه ملبسة بمثل ذلك.
قال: وإذا الواثق في صدره على سرير مرصع
بالجوهر، وعليه ثياب منسوجة بالذهب،
وإلى جانبه فريدة جاريته عليها مثل ثيابه
وفي حجرها عود، فلما رآني قال: جودت والله
يا
محمد - إلينا إلينا، فقبلت الأرض ثم قلت:
يا أمير المؤمنين - خيراً! قال: خير - ما
ترانا
طلبت والله ثالثاً يؤنسنا! فلم أر أحق
بذلك منك، فبحياتي بادر فكل شيئاً وبادر
إلينا،
والله - يا سيدي - قد أكلت وشربت أيضاً،
قال: اجلس فجلست. قال: هاتوا لمحمد
رطلاً في قدح فأحضرت ذلك، واندفعت فريدة
تغني:
أهابك إجلالاً وما بك قدرة علي ولكن ملء
عين حبيبها
وما هجرتك النفس يا ليل أنها قلتك ولا أن
قل منك نصيبها
فجاءت والله بالسحر، وجعل الواثق يجاذبها
وفي خلال ذلك تغني الصوت بعد الصوت،
وأغني في خلال غنائها، فمر لنا أحسن ما مر
لأحد، فإنا لكذلك إذ رفع رجله فضرب بها
صدر فريدة، ضربة تدحرجت منها من أعلى
السرير إلى الأرض، وتفتت عودها، ومرت
تعدو وتصيح وبقيت كالمنزوع الروح، فلم
أشك في أن عينه وقعت علي - وقد نظرت إلي
ونظرت إليها، فأطرق ساعة إلى الأرض
متحيراً، وأطرقت أتوقع ضرب العنق، فإني
لكذلك
إذ قال لي: يا محمد - فوثبت، فقال: ويحك
أرأيت أعجب مما تهيأ علينا!! فقلت: يا
سيدي الساعة تخرج روحي، فعلى من أصابنا
بعين لعنة الله، فما كان السبب والذنب؟
قال: لا والله، ولكني ذكرت في أن جعفراً
يقعد غداً هذا المقعد، وتقعد معه كما هي
قاعدة
معي، فلم أطق الصبر وخامرني ما أخرجني إلى
ما رأيت، فسري عني وقلت: بل يقتل الله
جعفراً ويحيا أمير المؤمنين أبداً، وقبلت
الأرض وقلت: يا سيدي إرحمها ومر بردها،
فقال
لبعض الخدم الوقوف مر وجيء بها، فلم يكن
بأسرع من أن خرجت وفي يدها عود،
وعليها غير الثياب التي كانت عليها، فلما
رآها جذبها إليه وعانقها، فبكت وجعل هو
يبكي واندفعت أنا في البكاء، فقالت: ما
ذنبي يا مولاي؟ وبأي شيء استوجبت هذا؟
فأعاد عليها ما قال لي وهو يبكي، فقالت
سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلا ضربت
عنقي
الساعة، وأرحتني من الفكر في هذا وأرحت
قلبك من الهم، وجعلت تبكي ويبكي ثم
مسحا أعينهما، ثم رجعت إلى الغناء، وأومأ
إلى خدم وقوف بشيء لا أعرفه، فمضوا
وأحضروا أكياساً فيها عين وورق، ورزماً
فيها ثياب كثيرة، وجاء خادم بدرج ففتحه
وأخرج منه عقداً ما رأيت مثل جوهر كان
فيه، فألبسه إياها، وأحضرت بدرة فيها عشرة
آلاف فجعلت بين يدي، وخمسة تخوت فيها
ثياب، وعدنا إلى أمرنا إلى أحسن ما كنا
فيه،
فلم نزل كذلك إلى الليل ثم تفرقنا، وضرب
الدهر ضربة وتولى المتوكل، فوالله إني لفي

/ 97