نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 32

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 32

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قتالهم فانهزم أصحاب العباس، وقتل منهم
نحو من سبعين رجلاً.
فلما كان العشي عبأهم يوسف بن عمر ثم
سرحهم. فالتقوا هم وأصحاب زيد، فحمل
عليهم في أصحابه، فكشفهم. وتبعهم حتى
أخرجهم إلى السبخة ثم حمل عليهم بالسبخة
حتى أخرجهم إلى بني سليم.
وجعلت خيلهم لا تثبت لخيله. فبعث العباس
إلى يوسف يعلمه ذلك وقال له: ابعث إلى
الناشبة. فبعثهم إليه، فجعلوا يرمون
أصحاب زيد. فقاتل معاوية بن إسحاق
الأنصاري بين
يدي زيد قتالاً شديداً فقتل. وثبت زيد ومن
معه إلى الليل. فرمي زيد بسهم فأصاب
جانب جبهته اليسرى فثبت في دماغه. ورجع
أصحابه، ولا يظن أهل الشام أنهم رجعوا
إلا للمساء والليل.
ونزل زيد في دار من دور أرحب. وأحضر أصحابه
طبيباً، فانتزع النصل فضج زيد. فلما
نزع مات زيد رحمه الله. فقال أصحابه: أين
ندفنه؟ فقال بعضهم: نطرحه في الماء. وقال
بعضهم: بل نقطع رأسه ونلقيه في القتلى.
فقال ابنه يحيى: والله، لا يأكل لحم أبي
الكلاب.
وقال بعضهم: ندفنه في الحفرة التي يؤخذ
منها الطين ونجعل عليه الماء. ففعلوا. فلما
دفنوه
أجروا الماء عليه. وقيل: دفن بنهر يعقوب:
سكر أصحابه الماء، ودفنوه وأرجوا الماء.
وكان معهم مولى لزيد سندي، وقيل: رآهم
قصار، فدل عليه. وتفرق الناس عنه.
وسار ابنه يحيى نحو كربلاء. فنزل نينوى
على سابق مولى بشر بن عبد الملك بن بشر.
ثم إن يوسف بن عمر تتبع الجرحى في الدور.
فدله السندي مولى زيد يوم الجمعة على
زيد. فاستخرج من قبره فقطع رأسه وسيّر إلى
يوسف بن عمر، وهو بالحيرة، سيره إليه
الحكم بن الصلت. فأمر يوسف أن يصلب، فصلب
زيد بالكناسة، هو ونصر بن خزيمة
ومعاوية بن إسحاق وزياد النهدي، وأمر
بحراستهم. وبعث الرأس إلى هشام بن عبد
الملك،
فصلب على باب مدينة دمشق. ثم أرسل إلى
المدينة. وبقي البدن مصلوباً إلى أن مات
هشام وولي الوليد، فأمر بإنزاله وإحراقه.
وقيل: كان خراش بن حوشب بن يزيد الشيباني
على شرطة يوسف بن عمر، وهو الذي
نبش زيداً وصلبه. فقال السيد الحميري:
بتّ ليلى مسهّداً ساهر العين مقصداً
ولقد قلت قولة وأطلت التّبلّدا:
لعن الله حوشبا وخراشا ومزيدا
ويزيدا فإنه كان أعتى وأعتدا
ألف ألف وألف أل ف من اللعن سرمدا
إنهم حاربوا الإل ه وآذوا محمداً
شركوا في دم الحسي ن وزيد تعبّدا
ثم عالوه فوق جذ ع صريعاً مجردّاً
يا خراش بن حوشب أنت أشقى الورى غدا
وأما يحيى بن زيد بن علي فإنه قيل فيه غير
ما قدمناه. وهو أنه لما قتل زيد قال له رجل
من بني أسد من أهل خراسان: إن بخراسان لكم
شيعة، والرأي أن تخرج إليها. قال:
وكيف لي بذلك؟ قال: تتوارى حتى يسكن الطلب
ثم تخرج. فواراه عنده. ثم خاف فأتى
به عبد الملك بن بشر بن مروان فقال له:
قرابة زيد بك قريبة وحقّه عليك واجب. فقال:
أجل، ولقد كان العفو عنه أقرب للتقوى.
فقال: قد قتل وهذا ابنه غلام حدث لا ذنب له،
وإن علم يوسف به قتله أفتجيره؟ قال: نعم.
فأتاه به، فأقام عنده. فلما سكن الطلب سار
في نفر من الزيدية إلى خراسان.
مسير يحيى بن زيد
بن علي إلى خراسان ومقتله
قال: ولما سكنت الفتنة، سار يحيى إلى
خراسان. فأتي بلخ فأقام بها عند الحريش بن
عمرو بن داود، حتى هلك هشام ابن عبد الملك
وولي الوليد بن يزيد. فكتب يوسف بن
عمر الثقفي إلى نصر بن سيار بمسير يحيى بن
زيد وبمنزله عند الحريش، وقال له: خذه
أشد الأخذ. فأخذ نصر الحريش فطالبه بيحيى.
فقال: لا علم لي به. فأمر به فجلد
ستمائة سوط. فقال الحريش: والله، لو أنه
تحت قدمي ما رفعتهما عنه. فلما رأى ذلك
قريش ابن الحريش قال: لا تقتل أبي وأنا
أدلك على يحيى. فدله عليه فأخذه وحبسه.
وكتب نصر إلى الوليد يخبره به. فكتب إليه
الوليد بأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل
أصحابه. فأطلقه نصر، وأمره أن يلحق
بالوليد، وأمر له بألفي درهم.
فسار إلى سرخس وأقام بها. فكتب نصر إلى عبد
الله بن قيس ابن عباد يأمره أن يسيره
عنها.
فسار حتى انتهى إلى بيهق. وخاف أن يغتاله
يوسف بن عمر فعاد إلى نيسابور، وبها
عمرو بن زرارة، وكان مع يحيى سبعون رجلاً.
فرأى يحيى تجاراً فأخذ هو وأصحابه
دوابهم، وقالوا: علينا أثمانها. فكتب عمرو
بن زرارة إلى نصر يخبره. فكتب إليه نصر
يأمره بمحاربته. فقاتله عمرو وهو في عشرة
آلاف ويحيى في سبعين رجلاً. فهزمهم يحيى
وقتل عمراً، وأصاب دواب كثيرة.

/ 104