بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
اسمه إما ميموناً وإما رباحاً أو فتحاً أو اسماً يتبّرك به. فأعطاه اللواء وقال: امض به إلى موضع كذا فاركزه، وادع أصحابك، وأقم حتى آتيك. ففعل. وخرج عبد الله فإذا الأرض بيضاء من أصحاب ابن معاوية. فأمر عبد الله بن عمر منادياً ينادي: من جاء برأس فله خمسمائة. فأتي برؤوس كثيرة وهو يعطي ما ضمن. وبرز رجل من أهل الشام، فبرز إليه القاسم بن عبد الغفار العجلي. فسأله الشامي فعرفه. وقال: قد ظننت أنه لا يخرج إليّ إلا رجل من بكر بن وائل. والله، ما أريد قتالك ولكني أحببت أن ألقي إليك حديثاً أخبرك أنه ليس معكم رجل من أهل اليمن لا إسماعيل ولا منصور ولا غيرهما إلا وقد كاتب ابن عمر، وكاتبته مضر. وما أرى لكم يا ربيعة كتاباً ولا رسولاً وأنا رجل من قيس، فإن أردتم الكتاب أبلغته. ونحن غدا بإزائكم، فإنهم اليوم لا يقاتلوننكم. فبلغ الخبر ابن معاوية فأخبر عمر بن الغضبان. فأشار عليه أن يستوثق من إسماعيل ومنصور وغيرهما، فلم يفعل. وأصبح الناس "من" الغد غادين على القتال. فحمل عمر بن الغضبان على ميمنة ابن عمر، انكشفوا. ومضى إسماعيل ومنصور من فورهما إلى الحيرة. فانهزم أصحاب ابن معاوية إلى الكوفة وابن معاوية معهم. فدخلوا القصر. وبقي من بالميسرة من ربيعة ومضر، ومن بإزائهم من أصحاب ابن عمر. فقالوا لعمر بن الغضبان: ما كنا نأمن عليكم ما صنع الناس بكم، فانصرفوا. وقال ابن الغضبان: لا أبرح حتى أقتل. فأخذ أصحابه بعنان دابته فأدخلوه الكوفة. فلما أمسوا قال لهم ابن معاوية: يا معشر ربيعة، قد رأيتم ما صنع الناس بنا، وقد أعقلنا دماءنا في أعناقكم. فإن قاتلتم قاتلنا معكم وإن كنتم ترون الناس يخذلوننا وإياكم، فخذوا لنا ولهم أماناً. فقال له عمر بن الغضبان: إما أن نقاتل معك وإما أن نأخذ لكم أماناً كما نأخذ لأنفسنا فطيبوا نفساً. فأقاموا في القصر والزيدية على أفواه السكك يقاتلون أصحاب ابن عمر أياماً. ثم إن ربيعة أخذت أماناً لابن معاوية ولأنفسهم وللزيدية "ليذهبوا" حيث شاءوا. وسار ابن معاوية من الكوفة فنزل المدائن، فأتاه قوم من أهل الكوفة. فخرج بهم فغلب على حلوان والجبال وهمذان وأصفهان والري. وخرج إليه عبيد أهل الكوفة. غلبته على فارس وأخذها منه وقتله كانت غلبة عبد الله بن معاوية على فارس في سنة تسع وعشرين ومائة. وذلك أنه لما غلب على ما ذكرناه أقام باصبهان. وكان محارب بن موسى مولى بني يشكر عظيم القدر بفارس.. فجاء إلى دار الإمارة باصطخر، فطرد عامل ابن عمر عنها. وبايع الناس لعبد الله بن معاوية. وخرج محارب إلى كرمان فأغار عليها. وانضم إلى محارب قواد من أهل الشام. فسار إلى سليم بن المسيب، وهو عامل ابن عمر بشيراز، فقتله في سنة ثمان وعشرين ومائة، ثم خرج محارب إلى أصبهان إلى عبد الله بن معاوية، فحوله إلى اصطخر. فاستعمل عبد الله أخاه الحسن على الجبال. وأقبل معه إلى اصطخر، فأقام بها. وأتاه الناس: بنو هاشم وغيرهم، وجبى المال، وبعث العمال. وكان معه منصور بن جمهور وسليمان بن هشام بن عبد الملك، وأتاه شيبان بن عبد العزيز الحروري الخارجي، وكان قد خرج في جموع كثيرة، كما ذكرنا في أخباره فلم يتفق بينهما أمر. وأتاه أبو جعفر المنصور وعبد الله وعيسى بن علي. فلما قدم ابن هبيرة على العراق أرسل نباتة بن حنظلة الكلابي إلى عبد الله بن معاوية. وبلغ سليمان بن حبيب أن ابن هبيرة استعمل نباتة على الأهواز، فسرح داود بن حاتم بكربج دينار ليمنع نباتة من الأهواز. فقاتلة فقتل داود. وهرب سليمان من الأهواز إلى نيسابور وفيها الأكراد وقد غلبوا عليها. فقاتلهم سليمان فطردهم عن نيسابور وكتب إلى ابن معاوية بالبيعة. ثم إن محارب بن موسى اليشكري نافر ابن معاوية وفارقه. وجمع جمعاً وأتى نيسابور. فقاتله يزيد بن معاوية، فانهزم محارب. وأتى كرمان، فأقام بها حتى قدم محمد بن الأشعث فصار معه. ثم نافره فقتله ابن الأشعث وأربعةً وعشرين ابناً له. ولم يزل عبد الله بن معاوية باصطخر حتى أتاه داود بن ضبارة مع داود بن يزيد بن عمر