نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 33

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 33

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أنه كان منهم رجل يقال له ابن سنبر، وهو من
خواص أبي سعيد الجنابي المطلعين على
سره، وكان له عدو من القرامطة اسمه أبو
حفص الشريك، فعمد ابن سنبر إلى رجل من
أصفهان، وقال له: إذا ملكتك أمر القرامطة
نقتل عدوى، فأجابه إلى ذلك وعاهده عليه،
فأطلعه على أسرار أبي سعيد وعلامات كان
يذكرها في صاحبهم الذي يدعو إليه، فحضر
إليه أولاد أبي سعيد فذكر لهم العلامات،
فقال أبو طاهر: هذا هو الذي ندعو إليه،
فأطاعوه ودانوا له حتى كان يأمر الرجل
منهم بقتل أخيه فيقتله، وكان إذا كره رجل
منهم
يقول إنه مريض - يعني قد شك في دينه ويأمر
بقتله، وبلغ أبو طاهر أن الأصفهاني يريد
قتله
لينفرد بالأمر، فقال لاخوته: قد أخطأنا في
هذا الرجل وسأكشف حاله، فقال له: إن لنا
مريضاً فانظر إليه ليبرأ، وأضجعوا
والدتهم وغطوها بإزار، فلما رآها قال: إن
هذا المريض
لا يبرأ فاقتلوه، فقالوا: كذبت، هذه
والدتنا ثم قتلوه، وذلك بعد أن أفنى أكثر
أكابرهم
بالقتل.
وفاة أبي طاهر
بن أبي سعيد الجنابي وأخيه وقيام أخويهما
بعده
قال: وفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة
هلك أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد وأخوه أبو
منصور بجدري أصابهما، وملك التدبير بعده
أخواه أبو القاسم سعيد وهو أكبرهم، وأبو
العباس، وكانا يتفقان معه على تدبير
الأمر، وكان لهم أخ آخر لا يختلط بهم
لاشتغاله
بالشرب واللهو، قال: وشركهما في تدبير
الأمر ابن سنبر.
إعادة الحجر الأسود إلى الكعبة
شرفها الله تعالى
قال: وفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة أراد
القرامطة أن يستميلوا أهل الإسلام،
فحملوا الحجر
الأسود وأتوا به الكوفة، فنصبوه في
المسجد الجامع على الأسطوانة السابعة في
القبلة مما يلي
صحن المسجد حتى يراه الناس ثم حملوه إلى
مكة شرفها الله تعالى، وقالوا: أخذناه
بأمر
ورددناه بأمر.
قال ابن الأثير وكان بجكم الرايقي قد بذل
لهم فيه خمسين ألف دينار، فلم يردوه وردوه
الآن
بغير شيء، وذلك في ذي القعدة من السنة،
فكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة إلا
أياما، وحكى ابن الأثير في سبب رده: أن
عبيد الله المنعوت بالمهدي القائم ببلاد
المغرب
والمستولى عليها كتب إلى القرمطي ينكر
فعله ويلومه ويلعنه، ويقول أخفقت علينا
سعينا
وأشهرت دولتنا بالكفر والإلحاد بما فعلت،
ومتى لم ترد على أهل مكة ما أخذته وتعيد
الحجر الأسود إلى مكانه وتعيد كسوة
الكعبة فأنا بريء منك في الدنيا والآخرة،
فلما وصل
هذا الكتاب أعيد الحجر إلى مكة شرفها الله
تعالى.
ملك القرامطة دمشق
وسيرهم إلى الديار المصرية ومحاصرة من
بها ورجوعهم عنها
قال الشريف أبو الحسين رحمه الله تعالى:
وفي سنة ستين وثلاثمائة سار الحسن بن أحمد
بن
أبي سعيد الجنابي، وهو الذي انتهى إليه
أمر القرامطة، من بلده إلى الكوفة، وعزم
على
قصد الشام وسبب ذلك أنه كان قد تقرر
للقرامطة في الدولة الأخشيدية من مال دمشق
في
كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، فلما ملك
المعز لدين الله العبيدي الديار المصرية،
واستولى
جعفر بن فلاح على الشام، علموا أن ذلك
يفوتهم، فسار الحسن بن أحمد إلى الكوفة،
وراسل بختيار الديلمي أحد ملوك الدولة
البويهية، في طلب السلاح والمساعدة،
فأنفذ إليه
خزانة سلاح من بغداد وسبب له على أبي تغلب
بن ناصر الدولة بن حمدان بأربعمائة ألف
درهم، فرحل الحسن من الكوفة حتى أتى
الرحبة وعليها أبو تغلب بن حمدان، فحمل
إليه
المال المسبب له به عليه وحمل إليه
العلوفة، وأرسل إليه يقول: هذا شيء كنت
أردت أن
أسير أنا فيه بنفسي، وأنت تقوم مقامي فيه،
وأنا مقيم في هذا الموضع إلى أن يرد على
خبرك، فإن احتجت إلى مسيري سرت إليك ونادى
في عسكره: من أراد المسير من الجند
الإخشيدية وغيرهم إلى الشام مع الحسن بن

/ 102