نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 34

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 34

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القادر بالله، واعتذروا من انفرادهم
بالخطبة لجلال
الدولة أولاً، وردَّهم له ثانياً،
وبالخطبة لأبي كالنجار، وقالوا: إن أمير
المؤمنين صاحب الأمر
ونحن العبيد، وقد أخطأنا، ونسأل العفو،
ولا يدّلنا ممّن يجمع كلمتنا، وسألوا أن
يرسل
الخليفة إلى جلال الدولة ليصعد إلى
بغداد، ويملكه ويجمع الكلمة، وأن يحلفه
رسول
الخليفة، فأجابهم الخليفة إلى ما سألوا،
وراسله هو وقواد الجند في الإصعاد،
واليمين
للخليفة، ولهم، فحلف لهم، وأصعد إلى
بغداد، وانحدر الأتراك إليه، فلقوه في
الطريق،
ووصل بغداد في ثالث شهر رمضان سنة ثماني
عشرة وأربعمائة، ونزل بالنجمي، فركب
الخليفة في الطيّار، وانحدر لتلقيه، فلما
رآه جلال الدولة، قبل الأرض بين يديه ، ثم
دخل
جلال الدولة إلى دار المملكة، وأمر بضرب
السُّوب الخمس على بابه في أوقات الصلوات،
فراسله الخليفة في قطعها ، فقطعها غضباً،
ثم أذن له الخليفة في إعادتها ففعل.
شغب الأتراك ببغداد
على جلال الدولة
وفي سنة تسع عشرة وأربعمائة ثار الأتراك
ببغداد على جلال الدولة، وطالبوا الوزير
أبا
علي بن ماكولا بمالهم من المعلوم، ونهبوا
داره ودور كتاب جلال الدولة، وحواشيه، حتى
المغنِّين، والمخنثين، ونهبوا صياغات
أخرجها جلال الدولة، ليضربها دنانير
ودراهم، ويغرفها
فيهم، وحصروا جلال الدولة في داره،
ومنعوه الطعام والماء حتى شرب أهله ماء
البئر،
وأكلوا ثمرة البستان، فسألهم أن يمكنوه
من الانحدار، فتأخروا له ولأهله، فجعل بين
الدار
وبين السفن سرادقاً لتجتاز حرمه فيه،
لئلا يراهم العامة والأجناد، فقصد بعض
الأتراك
السرادق، فظن جلال الدولة أنهم يريدون
الحريم، فصاح بهم، وقال: بلغ من أمركم إلى
الحريم؟ وتقدم إليهم وبيده طبر، فصاح
صغار الغلمان، والعامة: جلال الدولة يا
منصور؛
ونزل أحدهم عن فرسه، وأركبه إياه، وقبلوا
الأرض بين يديه، فرجعوا إلى منازلهم، ولم
تمض
عشرة أيام حتى عادوا ، وشغبوا؛ فباع جلال
الدولة فرشه، وثيابه، وخيامه، وفرق أثمان
ذلك فيهم، فسكنوا، وضعف حال جلال الدولة،
وقلت الأموال عنده، وطمع القواد فيه،
حتى انتهى حاله في سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة في شهر رجب أن أخرج دوابه من
الإصطبل، وهي خمس عشرة دابة وسيَّبها في
الميدان، بغير سايس، ولا حافظ، ولا علف،
فقيل: إنه فعل ذلك لأمرين: أحدهما: عدم
العلف عنده، والثاني: أن الأتراك كانوا
يلتمسون
دوابه يطلبونها منه، فضجر من ذلك،
فأخرجها، وقال: هذه دوابي، خمسة لمركوبي،
والباقي لأصحابي، وفرق حواشيه، وفراشيه،
وأتباعه، وأغلق باب داره لإنقطاع جاريه
فثارت فتنة لذلك بين العامة والجند، وعظم
الأمر، وظهر العيّارون ببغداد.
وثوب الجندية
وإخراجه من بغداد وعوده إليها
وفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة في شهر
ربيع الأول، تجددت الفتنة بين جلال الدولة
وبين
الأتراك وبين الأتراك، فأغلق بابه، فجاء
الأتراك ونهبوا داره، وسلبوا الكتّاب،
وأرباب
الديوان ثيابهم، وطلبوا الوزير أبا إسحاق
السهيلي، فهرب، وخرج جلال الدولة إلى
عكبرا،
في شهر ربيع الآخر، وخطب الأتراك ببغداد
للملك أبي كاليجار، وأرسلول إليه يطلبونه
وهو
بالأهواز، فمنعه العادل بن ماقيه من
الإصعاد إلى أن يحضر بعض قوادهم ، فلما
رأوا
إمتناعه من الوصول إليهم، أعادوا خطبة
جلال الدولة، وساروا إليه، وسألوه العود
إلى
بغداد، فعاد بعد ثلاثة وأربعين يوماً.
واستوزر أبا القاسم بن ماكولا، ثم عزله،
واستوزر بعده عميد الملك أبا سعيد عبد
الرحيم، فوزر أياماً ثم استتر، وسبب ذلك
أن جلا الدولة تقدم إليه بالقبض على أبي
المعّمر
إبراهيم بن الحسين البسامي طمعاً في ماله
عليه، وجعله في داره فقبض فثار الأتراك،
وقصدوا دار الوزير، وضربوه، وأخرجوا من
داره حافياً، ومزقوا ثيابه وعمامته،

/ 100