نهایة الأرب فی فنون الأدب جلد 35

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نهایة الأرب فی فنون الأدب - جلد 35

شهاب الدین النویری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أنتم كفار ونحن مسلمون فقالت له: أنتم خير
عند الله أم نحن ؟ قال: بل نحن. قالت: فإذا
كنتم خيرا منا عنده، فكيف نصرنا عليكم
؟ فقال: هذا الثوب الذي عليك - وكان ثوبا
نفيسا يمنيا مرصعا بالدراتب - تعطيه لمن
يكون خاصا بك أو بعيدا عنك ؟ قالت: بل أخص
به من يختص بي. قال: فإذا أضاعه
وفرط فيه ودنسه، ما كنت تصنعين به ؟ قالت:
كنت أنكل به وأقتله. فقال لها: دين
الإسلام بمثابة هذا الجوهر، والله أكرمنا
به فما رعيناه حق رعايته، فغضب علينا
وضربنا
بسيوفكم واقتص منا بأيديكم. فبكت زوجة
بيجو وقالت للخطيب: من الآن تكون أبي
وأكون ابنك. فقال: ما يمكن حتى تسلمي.
فأسلمت على يديه، وأجلسته إلى جانبها على
السرير، فحضر بيجو من الصيد، فهم الخطيب
أن يقوم له، فمنعته وقالت: أنت قد صرت
حماه وهو يريد يجئ إليك ويخدمك. فلما دخل
بيجو إلى الخيمة قالت له: هذا قد صار
أبي. فجلس بيجو دونه وأكرمه وقال لزوجته:
أنا عاهدت الله أنني إذا فتحت قونية
وهبتها
لك. فقالت: وأنا وهبتها لأبي. ثم أمر بفتح
قونية، وأمن أهلها ورتب على كل باب شحنة
من التتار ورسم أن لا يدخلها من التتار
إلا من له حاجة، وأن يكونوا خمسين خمسين،
لا
يزيدون على ذلك. فلم يتعرضوا لأهلها بسوء.
ثم اتفق بعد هذه الواقعة توجه رسل
صاحب الروم إلى منكوقان، ومصالحتهم
وبذلهم ما بذلوه وقسمه البلاد بين ولدي
كيخسرو
على ما قدمناه في أخبارهم.
مهلك منكوقان وما حصل بين اخوته من
التنازع في القانية
كانت وفاة منكوقان بمقام نهر ألطاي من
بلاد أيغور، سنة ثمان وخمسين وستمائة.
وكان قد
قصد غزو الخطا. وكان منكوقان يدين بدين
النصرانية، وكان أخوه أرنيكا ينوب عنه في
كرسي المملكة بقراقروم. فلما مات
منكوقان، أراد أرنيكا الاستيلاء على
المملكة، وكان
أخوه قبلاي مجرداً ببلاد الخطا من جهة
منكوقان، فجلس في دست القانية. فأرسل بركة
بن باطوخان صاحب البلاد الشمالية إلى
أرنيكا يقول: أنت أحق بالقانية، لأن
منكوقان
رتبك فيها في حياته، وانضم إليه بنو عمه
قجى ابن أوكتاي وأخوته. ثم عاد قبلاي من
بلاد الخطا، فسار أرنيكا لحربه، والتقوا
واقتتلوا فكانت الكسرة على قبلاي، وانتصر
أرنيكا، واحتوى على الغنائم والسبايا
واختص بها، ولم يسهم منها لأحد من بني عمه
شيئا. فوجدوا عليه وتفرقوا عنه ومالوا إلى
قبلاي، فعاود القتال، فاستظهر قبلاي عليه
وأخذ أرنيكا أسيرا.
ملك قبلاي بن تولى خان بن جنكزخان القانية
وهو الخامس من ملوكهم
قال: ولما انهزم جيش أرنيكا وأسر هو،
استقر قبلاي في القانية بقراقروم، وسقى
أرنيكا
سما فمات. وبلغ ذلك هولاكو، فسار في طلب
القانية لنفسه، فما وصل إلى البلاد إلا
وقد
استقر أخوه قبلاي في القانية فاستقر له ما
افتتحه من الأقاليم.
وفي سنة سبع وثمانين وستمائة كانت الحرب
بين جيوش قبلاي القان وبين قيدوا بن قيجي
بن طلوخان بن جنكز خان صاحب ما وراء النهر.
وكان سببها أنه قبلاي غضب على
أمير من أمرائه اسمه طردغا، فأحس أن قبلاي
قد عزم على الإيقاع به، فهرب ولحق بقيدو
وحسن له قصد قبلاي وحربه، وأطمعه في
القانية. وقال: إن قبلاي قد كبر سنه وما بقي
ينهض بتدبير مملكته وإنما أولاده هم
الذين يتولون الأمور وهم صبيان، فسار قيدو
بجيوشه
وطردغا صحبته، وبلغ قبلاي الخبر فجهز
جيوشه صحبة ولده نمغان. فلما صار قيدوا
بالقرب من القوم بلغه ما هم عليه من
الكثرة، فهم بالرجعة فقال له طردغا:
يعطيني الملك
تمانا من نقاوة العسكر، وأنا أدبر الحيلة
وأهزمهم فقال له قيدوا: وكيف تصنع ؟ فقال:
إن
الطريق أمامنا فيه واد بين جبلين، فأتوجه
أنا بالتمان وأكمن في الوادي، ويتقدم
الملك إلى
القوم، فإذا التقى الجمعان يرجع الملك
فهم لا بد يتبعونه، فإذا تبعوه نستدرجهم
إلى أن
يصيروا بينه وبين الوادي، فأخرج أنا
إليهم ويعطف الملك عليهم بمن معه. ففعل
قيدو ذلك
وفر أمامهم حتى تجاوزوا الكمين. فخرج
عليهم طردغا وعطف قيدو بمن معه فانكسر
نمغان وعساكره وقتل منهم خلق كثير. وسار
قيدو ومن معه في آثارهم حتى أشرفوا على

/ 100