بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
منازلهم، ونهبوا من النساء والصبيان شيئا كثيرا. وجلبت المماليك التتار إلى الديار المصرية إثر هذه الوقعة. قال: ولما وصل نمغان إلى أبيه غضب عليه، وأرسله إلى بلاد الخطا فأقام حتى مات. ودامت أيام قبلاي وطالت إلى سنة ثمان وثمانين وستمائة، فكانت مدة ملكه نحوا من ثلاثين سنة. ولما مات جلس بعده ابنه شرمون بن قبلاي بن تلي خان بن جنكزخان وهو السادس من ملوكهم. كان جلوسه على تخت القانية بعد وفاة أبيه في شهور سنة ثمان وثمانين وستمائة وكان لقبلاي ثلاثة أولاد وهم نمغان وشرمون وكملك. فأما نمغان فإنه كان ببلاد الخطا كما ذكرنا، فمات بها. وكان شرمون هو الأكبر، فجلس في الملك ودامت أيامه إلى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وتوفي فيها أو فيما يقاربها. ولما مات سار طقطا بن منكوتمر صاحب البلاد الشمالية في طلب القانية، فمات أيضا ولم يلها. وجلس على كرسي القانية أحد أولاده ولم يصل إلينا جلية الخبر فنذكره. فلنذكر ملوك البلاد الشمالية من البيت الجنكزخاني ملوك البلاد الشمالية من أولاد جنكزخان التمرجي هذه المملكة ببلاد الشمالي ونواحي الترك والقفجاق وكرسيها مدينة حراي. وأول من ملك هذه المملكة من أولاد جنكزخان. دوشي خان وهو الذي فتحها لما جهزه أخوه أوكديه خان عند انتصابه في القانية بعد مهلك جنكزخان، وذلك في سنة سبع وعشرين وستمائة، وهلك في سنة إحدى وأربعين وستمائة. وملك بعده ابنه باطوخان بن دوشي خان، وهو الملقب صاين قان، واستمر في الملك من سنة إحدى وأربعين وستمائة إلى أن توفي في سنة خمسين وستمائة. وكانت مدة ملكه عشر سنين وهو الثاني من ملوك هذه المملكة. ولما مات صاين قان خلف من الأولاد ثلاثة، وهم طغان وبركة وبركجار. فنازعهم عمهم صرطق بن دوشي خان بن جنكزخان الملك، واستبد به دونهم، فملك في سنة خمسين وستمائة وهو الثالث من ملوك هذا البيت واستمر في الملك إلى أن هلك في سنة اثنتين وخمسين وستمائة، فكانت مدة ملكه سنة وشهوراً. ولم يكن له ولد. وكانت براق شين زوجة طغان ابن أخيه باطوخان قد أرادت أن تولي ولدها تدان منكوا السلطنة بالبلاد الشمالية بعد وفاة صرطق، وكان لها بسطة وتحكم، فلم يوافقها الخانات أولاد باطو خان عمومة ابنها، وأمراء التمانات على ذلك. فلما رأت ذلك من اقناعهم راسلت هولاكو بن تلي خان وأرسلت إليه نشابة بغير ريش، وقباءاً بغير بنود؛ وأرسلت إليه تقول له: قد تفرع الكاشن من النشاب وخلا القرنان من القوس، فتحضر لتتسلم الملك ثم سارت في إثر الرسول، وقصدت اللحاق بهولاكو أو إحضاره إلى بلاد الشمال. فلما بلغ القوم ما دبرته أرسلوا في إثرها وأعادوها، على كره منها وقتلوها. هذا ما انتهى علمه إلينا من أخبار هؤلاء الملوك الثلاثة، ولم نطلع على ما كان لكل منهم من الأخبار والحروب والوقائع والفتوحات فنذكره، وإنما أوردنا ما أوردناه وما نورده مما تلقفناه من أفواه الرجال. ملك بركة بن باطوخان بن دوشي خان ابن جنكزخان وهو الرابع من من ملوك هذه المملكة الشمالية كان جلوسه على تخت المملكة الشمالية في سنة اثنتين وخمسين وستمائة بعد وفاة عمه صرتق، وأسلم بركة هذا وحسن إسلامه، وأقام منار الدين، وأشهر شعائر الإسلام وأكرم الفقهاء وأدناهم منه، وقربهم لديه ووصلهم، وابتنى المساجد والمدارس بنواحي مملكته، وهو أول من دخل في دين الإسلام من عقب جنكزخان. لم ينقل إلينا أن أحدا منهم أسلم قبله. ولما أسلم أسلم أكثر قومه وأسلمت زوجته ججك خاتون، واتخذت لها مسجدا من الخيام تسافر به. وفي سنة ثلاث وخمسين وستمائة كانت الحرب بين بركة وهولاكو ملك خراسان والعراقين وما مع ذلك. وذلك أن هولاكو لما انتهت إليه رسالة براق شين زوجة طغان كما ذكرناه، أطمعه ذلك في ملك هذه المملكة ليضمها إلى ما بيده من الممالك. فتجهز وسار بجيوشه إليها، فكان وصوله بعد قتل براق شين وجلوس بركة على سرير الملك وانتظام الأمر له. ولما اتصل ببركة خبر هولاكو وقربه من البلاد سار بجيوشه للقائه وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك وقد جمد ماؤه لشدة البرد، فعبر