بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
عليه هولاكو بعساكره إلى بلاد بركة. فلما التقوا واقتتلوا كانت الهزيمة على هولاكو. فلما وصل إلى ذلك النهر تكردس أصحابه عليه، فانخسف بهم، ففرق منهم خلق كثير، ورجع هولاكو بمن بقي معه من أصحابه إلى بلاده. ونشأت الحرب بينهم من هذه السنة، وكان فيمن شهد هذه الوقعة مع بركة ابن عمه نوغيه ابن ططر بن مغل بن جنكزخان فأصابته طعنة رمح في عينه فغارت ولنوغيه هذا أخبار نذكرها بعد إن شاء الله تعالى. وراسل بركة هذا السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي ملك الديار المصرية والممالك الشامية في سنة إحدى وستين وستمائة يخبره بما من الله تعالى به عليه من الإسلام فأجابه السلطان يهنيه بهذه النعمة، وجهز له هدايا جليلة، من جملتها ختمة شريفة ذكر أنها من المصاحف العثمانية، وسجادات للصلاة وأكسية لواتية، وعدة من النطوع المصرطقة والأديم وسيوف قلاجورية مسقطة، ودبابيس مذهبة، وخوذ وطوارق، وفوانيس وشمعدانات، ومشاعل جفناوات وقواعد برسمها مكفتة، وسروج خوارزمية؛ ولجم؛ كل ذلك بسقط الذهب والفضة، وقسي حلق وقسي بنيدق وحروج وأسنة ونشاب بصناديقه وقدور برام، وقناديل مذهبة، وخدام سود، وجواري طباخات، وخيول عربية سبق، وهجن نوبية، وحمير فرة، ونسانيس وبغانغ وغير ذلك. وأعاد السلطان الملك الظاهر رسله في شهر رمضان من السنة المذكورة، وكتب إليه يغريه بهولاكو ويحضه على حربه. وفي سنة ثلاث وستين وستمائة كانت الحرب بين عساكر بركة وعساكر أبغا بن هولاكو، وذلك أن هولاكو لما توفي في هذه السنة وجلس ابنه أبغا بعده، جهز جيشا لقتال بركة، فلما بلغه الخبر جهز جيشا وقدم عليه ييسوا نوغا بن ططر بن مغل، فصار في المقدمة ثم أردفه بمقدم آخر اسمه بستاي في خمسين ألف فارس، فسبق نوغا بمن معه وتقدم إلى عسكر أبغا وبستاي على إثره. فلما أشرفت عساكر أبغا على بستاي وهو مقبل في سواده العظيم تكردسوا وتجمعوا للهزيمة، فظن بستاي أنهم أحاطوا بنوغا ومن معه فانهزم راجعا من غير لقاء. وأما نوغا فإنه تبع عساكر أبغا وواقعهم وهزمهم، وقتل منهم جماعة وعاد إلى بركة؛ فعظم قدره عنده وارتفع محله، وقدمه على عدة تمانات. وعظم ذنب بستاي عند بركة. ودامت أيام بركة هذا بهذه المملكة إلى أن توفي في سنة خمس وستين وستمائة وهو على دين الإسلام، رحمه الله تعالى. ولم يكن لبركة ولد يرث الملك من بعده فاستقر الملك من بعده لابن أخيه منكوتمر. ملك منكوتمر بن طوغان بن باطوخان ابن دوشي خان بن جنكزخان وهو الخامس من ملوكهم بهذه المملكة ملك هذه المملكة وجلس على كرسي الملك بصراي، وصار إليه ملك بلاد الشام والترك والقفجاق وباب الحديد وما يليه؛ وذلك في سنة خمس وستين وستمائة. ولما ملك كاتبه السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي من الديار المصرية بالتهنئة والتعزية بعمه، وأغراه بأبغا بن هولاكو وحرضه عليه كما كان قد فعل لما كاتب بركة، وذلك في سنة ست وستين وستمائة. مسير عساكر منكوتمر إلى بلاد القسطنطينية وفي سنة ثمان وستين وستمائة جهز منكوتمر جيشا إلى اصطنبول. وكان رسول السلطان الملك الظاهر ركن الدين يومذاك عند الأشكري، وهو فارس الدين المسعودي. فخرج المذكور إلى عسكر منكوتمر وقال: أنتم تعلمون أن صاحب اصطنبول صلح مع صاحب مصر وأنا رسول الملك الظاهر، وبين أستاذي وبين الملك منكوتمر مراسلة ومصالحة واتفاق. واصطنبول مصر ومصر اصطنبول. فرجعوا عنها ونهبوا بلادها وشعثوا. فلما وصل الفارس المسعودي في الرسلية إلى الملك منكوتمر من جهة السلطان، أنكر عليه كونه صد جيوشه عن أخذ اصطنبول. وكان المسعودي قد فعل ذلك من قبل نفسه وبرأيه، لا برأي السلطان الملك الظاهر وأمره. فلما عاد المسعودي إلى السلطان الملك الظاهر نقم عليه وضربه واعتقله. ولما كان جيش منكوتمر باصطنبول ورجعوا، مروا بالقلعة التي فيها عز الدين كيكاوس صاحب الروم معتقلا فأخذوه منها، وأحضروه إلى الملك منكوتمر، فأكرمه وأحسن إليه وأقام عنده إلى أن مات. ودامت أيام منكوتمر إلى سنة تسع وسبعين وستمائة وتوفي، ووردت الأخبار بوفاته إلى