بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يدرك الأمل والسول وطاعتهم مقرونةٌ بطاعة الله والرسول. تعظيمهم واجب مفترض. وبموالاتهم يدرك الفوز والغرض. أقرب الناس إلى الله من هو في ولايتهم عريق، وأولاهم بالنجاة من هو في بحر محبتهم غريق. ولما كان عبد الديوان العزيز: يوسف بن محمد بن غازي - المستعصمي - ممن تقمص بلباس هذه الأوصاف، وتخصص باقتباس هذه الشيم الشراف. وتردى بالتمسك في هذه الحلة الجميلة، وتبدي بالتنسك بهذه الخلة الجليلة. واغتدى متقلباً في صدقات الديوان. واغتذى من نعمه بلبان الإحسان، وورث ولاء هذا البيت النبوي الفاخر، كابراً عن كابر، وأصبح أولاً في العبودية، وإن أمسى زمنه الآخر. وكان أحق العبيد بأن يقبل - لسلفه سوالف الخدم. وأولاهم بأن يسبل عليه معاطف أذيال الجود والكرم - أحب أن تظهر عليه آثار هذه النعمة، وأن يدرك بها الفضل في الدنيا، كما يرجو في الآخرة الرحمة. فارتاد من رعيته من يقوم مقامه في تقبيل الأرض، ويقف عنه هذا الموقف الجميل لأداء الفرض. ووجد هذا العبد المملوك - الماثل بين يدي مولانا: سلطان الوزراء وسيد الملوك - أقدمهم في ولايات هذه الدولة النبوية المعظمة أصلا، وأبلغهم في موالاة المواقف المقدسة المكرمة نسلا، وأصلبهم، عند العجم في دعوى الرق والولاء عودا. وأثبتهم في التعلق بدولة الحق والانتماء عمودا. فندبه إلى المسير إلى دار السلام. والنيابة عنه في هذا المقام. والطواف حول كعبة الرجاء والاستلام. وإنهاء ما تجدد من الأحوال بمصر والشام. وأن يضرع إلى عواطف الإفضال، ومشارع النوال، ويخضع لمواقف الآمال، وشوارع الإقبال في أن يحفظ له حق الآباء والجدود. وقد وقف العبد المملوك عنه في هذا الموقف الجليل، وحج عن فرضه إلى كعبة الجود والتأميل. وحظى باستلام حجر ركنها وفاز بالتقبيل. ويود مرسله لو فاز به أو استطاع إليه سبيل. فإنه قد حصل للعبد من القبول والثواب. ما أفاء على الأمل وزاد على الحساب. وتصدق عليه من الديوان العزيز بصدقة، يبقى فخرها في الأعقاب. ولا ينسخ حكمها مر السنين والأحقاب. والله تعالى يسبغ ظل الديوان العزيز على كافة أوليائه. ويمتعهم بدوام اقتدار سلطانه وطول بقائه. ويوزعهم شكر مولانا سلطان الوزراء وجزيل آلائه. ويتولى حسن مجازاته عنهم، فإنهم عاجزون. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلم تسليما. قد سير عبد الديوان العزيز: يوسف، إلى الخزائن المقدسة، والمواطن التي هي على التقوى مؤسسة - خدمةً على يد أقل مماليك الديوان وعبيده من طارف إنعام الديوان العميم وتليده، وسالف الإحسان القديم وجديده. وهو يضرع إلى العواطف الرحيمة، ويسأل من الصدقات العميمة، أن ينعم عليه بقبولها، والتقدم بحملها إلى الخزائن الشريفة ووصولها. وأن يكسى بذلك فخراً لا يبلى جدته مر الليالي والأيام. ولا يذهب نضرته كر السنين والأعوام. والسلام. فعند ذلك، أذن الوزير مؤيد الدين بن العلقمي في إحضار الهدايا والمد، المقدم ذكره، فأدخل شيئاً فشيئاً - والرسول قائم - إلى أن أحضر جميعه، وعرف قبوله. ثم انكفأ إلى منزله، واستحسن إيراده، واستجيد إنشاده وزيد في احترامه، وبولغ في إكرامه. الحرب بين الملك الناصر والملك المعز وفي سنة ثمان وأربعين وستمائة - أيضاً - كانت الحرب بين الملك الناصر، والملك المعز صاحب الديار المصرية. وذلك أنه لما استقر له ملك دمشق، وأضافها إلى ما بيده، حسن له أتابكه - شمس الدين لؤلؤ - والأمراء القيمرية، أن يقصد الديار المصرية، وينتزعها من الملك المعز: عز الدين أيبك التركماني. وكان شمس الدين لؤلؤ - المذكور - يستقل عساكر الديار المصرية، ويقول: أنا آخذ الديار المصرية بمائتي قناع !. فسار بجيوشه إليها، فخرج إليها الملك المعز بالعساكر المصرية. والتقوا واقتتلوا بمنزلة الكراع، بالقرب من الخشبي. فكان الظفر له أولاً، وبلغت الهزيمة بالعسكر المصري إلى القاهرة. ومنهم من فر إلى جهة الصعيد وذلك في يوم الخميس، العاشر من ذي القعدة من