بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الوزارة، وفوضت للأمير بدر الدين بيدرا المنصوري، وكان أمير مجلس السلطان، ثم نقل الى الاستادارية، ثم الى الوزارة، واستقر كذلك الى آخر الدولة المنصورية. وفيها، في ليلة يسفر صباحها عن يوم الإثنين سادس عشر ربيع الأول، وقع الحريق في خزائن السلاح والمشهد الحسيني بالقاهرة، ثم طفئ. وفيها، بنى السلطان الملك المنصور بابنة الأمير شمس الدين سنقر التكريتي الظاهري، وأفرج عن والدها من الاعتقال، وأمّره بالشام. ثم فارقها السلطان، فقيل في سبب فراقه لها، إن والدها زوج أختها من أحد مماليكه، فكره السلطان، وأنف منه، وفارقها بسببه. وقيل، بل تعاطت نوعاً من الكبر وأقامت لها من الجواري سلاح دارية وجمدارية وسقاة وغيرهن، مما يتعلق بالسلطنة، ففارقها السلطان لذلك. ولما انقضت عدّتها، أمر السلطان أن تزوج لأردى أولاد الأمراء سيرة، نكاية لها. فكشف عن سير أولاد الأمراء ممن اشتهر بسوء السيرة، فوق الاتفاق على جمال الدين يوسف بن سنقر الألفي، فزوجته منه. وفي هذه السنة، ولي القاضي بدر الدين محمد ابن الشيخ برهان الدين ابراهيم ابن جماعة الشافعي الكناني، قضاء القدس الشريف، والخطابة به. وتوجه من دمشق، في رابع شوال، ووصل الى القدس في يوم الإثنين حادي عشر الشهر. وولي الخطابة بالقدس، بعد وفاة الشيخ قطب الدين أبي الذكاء عبد المنعم ابن يحيى بن ابراهيم القرشي. وكانت وفاته، رحمه الله تعالى، بالقدس الشريف في يوم الجمعة، سابع عشر شهر رمضان، من هذه السنة. وولي بعد القاضي بدر الدين، تدريس المدرسة القيمرية، القاضي علاء الدين أحمد ابن قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز. وجلس لإلقاء الدرس بها، في يوم الأحد تاسع عشر شوال. وفيها، في شهر رمضان، فوض نظر الحسبة بدمشق للصدر شمس الدين ابن السلعوس. ووصل توقيعه بذلك من الأبواب السلطانية، عوضاً عن شرف الدين أحمد بن عز الدين عيسى بن الشيرحي. وكان ابن الشيرحي قد وليها، في جمادى الآخرة من السنة. وفيها، فوض قضاء المالكية بدمشق، لقاضي القضاة جمال الدين الزواوي. توج ناصر الدين بن المقدسي الى دمشق وما فوض إليه من مناصبها، وما اعتمده في هذه السنة، توجه ناصر الدين بن المقدسي، من الأبواب السلطانية، الى دمشق. وقد فوض له السلطان الملك المنصور وكالته، ونظر الأوقاف بدمشق والشام أجمع. ومن جملة ذلك، نظر الجامع الأموي، والبيمارستانات الثلاثة، ونظر الأشراف والأسرى، والأيتام والصدقات، والأسوار والخوانق والربط وغير ذلك. وحضر صحبته مشدان، من الأبواب السلطانية، وهما بدر الدين القشتمري، وصارم الدين الأيدمري. فتردد الناس الى خدمته، وخافوا شره. ولزم أرباب السعايات والمرافعات بابه. وشرع يتتبع الناس فيما ابتاعوه من الأملاك، وقصد إثبات سفه من أباع، وأن يسلك في ذلك الطريق الذي سلكه في أمر ابنة الملك الأشرف. فامتنع القضاة بدمشق من موافقته على ذلك، وعضدهم الأمير حسام الدين نائب السلطنة. فمنع ناصر الدين القضاة الجامكية المرتبة لهم على مصالح الجامع الأموي. فلم يردهم ذلك إلا امتناعاً من موافقته على أغراضه. وشرع في عمارة الأملاك السلطانية، واستجد حوانيتاً على جسر باب الفراديس من الجانبين. وأصلح الجسر، قبل عمارة الحوانيت. ثم أصلح باب الجابية الشمالي، وكان مستقلاً فهدمه وعمره. ولم يكن له حسنة، غير إصلاح هذين الجسرين والباب، ومساطب الشهود بباب الجامع. وفي هذه السنة، في شهر رمضان المعظم، كبس بدر بن النفيس النصراني الكاتب بدمشق، وعنده امرأة مسلمة، وهم يشربون الخمر. فطولع الأمير حسام الدين نائب السلطنة بدمشق بذلك. فأمر أن يحرق النصراني، فبذل في نفسه جملة من المال، وسأل مخدومه الأمير سيف الدين كجكن في أمره، فلم يجب نائب السلطنة الى إبقائه. وأضرمت له نار بسوق الخيل، وألقي فيها. وأما المرأة، فقطع بعض أنفها، وشفع فيها فأطلقت. وفي هذه السنة، في مستهل رجب، توفيت الست غازية خاتون زوجة الملك السعيد، ودفنت عند والدتها، بالقبة الصالحية، بجوار مشهد السيدة نفيسة، بظاهر القاهرة.