بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
خمسمائة ألف درهم، فحمل جوهراً، قُوّم له، بثمانين ألف درهم. فشدد عليه الطلب، فجاء الى مدرسته التي أنشأها بدمشق، وحفر في دهايزها، وأخرج خونجاه ذهب، مرصعة بالجوهر، وعليها قرقة مرصعة، فقوم ذلك بأربعة ألف درهم، وسبك الذهب، وكان سبعة آلاف دينار، ونقل الجوهر الى الخزانة. وأظهر السلطان للأمراء، أن إقامته بدمشق، لانتظار الأمير حسام الدين طرنطاي. فوصل في سابع عشر شهر رجب. وتلقاه السلطان بالعساكر، وأقام بدمشق، الى يوم الخميس ثاني شعبان. فتوجه في هذا اليوم الى الديار المصرية، بعد أن حصل الإجحاف بأهل دمشق، واستصحب تقي الدين توبة مقيّداً. فلما وصل الى حمراء بيسان، مرّ عليه الأمير حسام الدين طرنطاي، والأمير زين الدين كتبغا، وهو بالزردخاناة، فسبهما أقبح سب، وكانت هذه عادته، وذكر ما فُعل به، وهما يضحكان من سبه لهما. فتوجها الى السلطان، وسألاه في أمره، وضمنها فأفرج عنه. وأخذاه عندهما. فتألم الأمير علم الدين الشجاعي لذلك ألماً شديداً. وكان قد كتب الى نابلس والقدس وبلد الخليل والبلاد الساحلية، يطلب الولاة والمباشرين، وأن يجهزوا الى غزة. فلما حصل الإفراج عن تقي الدين توبة، غضب الشجاعي وأظهر حرداً، وامتنع من الحديث في المصادرين، فكانت ذلك من الألطاف بمن طُلب. ووصل السلطان الى قلعة الجبل في يوم الثلاثاء. وفي هذه السنة، في يوم الثلاثاء ثامن عشري شعبان، وقت الظهر توفي بدمشق الملك المنصور شهاب الدين محمود ابن الملك الصالح اسماعيل ابن الملك العادل. وفيها، كانت وفاة الأمير علاء الدين الكبكي بالقدس الشريف، في شهر رمضان، رحمه الله تعالى. واستهلت سنة تسع وثمانين وستمائة 1290 في هذه السنة، في أولها توجه الأمير حسام الدين طرنطاي، ومعه جماعة من الأمراء والعساكر، الى الوجه القبلي. فوصل الى منزلة طوخ دمنوا، قبالة مدينة قوص. وتصيد في هذه السفرة، ومهد البلاد، وقتل جمامة من العربان، وحرق بعضهم بالنار، وأخذ خيولهم وسلاحهم ورهائن أكابرهم، وعاد الى قلعة الجبل. وفيها، في شهر ربيع الأول، استدعى السلطان الأمير شمس الدين سنقر الأعسر، من دمشق، على خيل البريد. فلما وصل الى بابه أكرمه، وقال له: اعلم أنني ما اشتريتك، وأمّرتك، ووليتك شاد الدواوين بالشام، إلا ظناً مني أنك تنصحني وتحصل أموالي، وتنهض في مصالح دولتي، فالتزم بتحصيل الأموال. فخلع عليه، وفوض له، مضافاً الى شدّ الشام، الحصون بسائر الممالك الشامية والساحل، وديوان الجيش. فعاد الى الشام، وكان وصوله الى دمشق، في يوم الأربعاء العشرين من شهر ربيع الآخر، وتعاظم في نفسه وكثر تجبّره. وفيها، أمر السلطان بالقبض على الأمير سيف الدين جرمك الناصري، وذلك في جمادى الأولى. وفيها، جهز السلطان الأمير سيف الدين التقوي، الى طرابلس، واستخدم معه ستمائة فارس بطرابلس. وهو أول جيش استخدم بها. وكان الجيش قبل ذلك بالحصون. إيقاع الحوطة على ناصر الدين المقدسي وشنقه وفي هذه السنة، في جمادى الآخرة، برز أمر السلطان بالكشف على ناصر الدين بن المقدسي وكيله بالشام. فورد المرسوم الى دمشق، في ثاني عشرين الشهر، فكشف عليه، فظهرت له مخازي كثيرة. وسر الناس بذلك، فرسم عليه، وطولع السلطان بما ظهر عليه. فورد الجواب، في يوم الجمعة، تاسع عشر شهر رجب، أن يستخرج منه، ما التمسه، فطولب بذلك، وضرب بالمقارع، في يوم ورود المرسوم. وشرع في بيع موجوده، وحمل ثمنه، واستمر كذلك، وهو بالمدرسة العذراوية في النرسيم، الى يوم الخميس ثاني شعبان. فورد المرسوم السلطاني، يطلبه الى الأبواب السلطانية. فلما اجتمع الناس، بكرة نهار الجمعة، دخلوا عليه، فوجدوه قد شنق، فحضر أولياء الأمر والقضاة والشهود، وشاهده على تلك الصورة، وكتبوا محضراً بذلك. ودفن، واستراح الناس من شره. وفي هذه السنة، رسم السلطان لنائب السلطنة بالشام، والأمير شمس الدين الأعسر، لعمل مجانيق، وتجهيز زردخاناة، لحصار عكا.