بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الحق لفرد أو لمجموعة من الأفراد في أن يتسلطون على الآخرين ليست من الإسلام في شيء، فالإسلام يرى أن جميع الأفراد مسؤولون، وأن عليهم أن يضعوا أنفسهم يداً بيد لكي يقودوا المجتمع إلى السعادة والخير، وان يولوا عليهم من الصالحين من يتجلى فيهم الفهم والإدراك وطهارة الروح وخلوص النية وخدمة المجتمع. لقد جاء في مقدمة دستور الجمهورية الإسلامية في إيران، ان "الحكومة، في المنظور الإسلامي، لا تقوم على أساس طبقي ولا سلطوي فردي أو جماعي. بل هي حاصل تبلور التطلعات السياسية لأمة تدين بدين واحد وينظمها فكر موحد، تعد نفسها للسير في طريق التحول الفكري والعقائدي نحو الهدف النهائي، وهو التحرك نحو الله". وعلى هذا الأساس، فإن الحكومة، في نظر الإسلام، فيما تقوم به من إدارة امور المجتمع وتنظيم حياة الناس الاجتماعية، تعمل أيضاً على إيصال الناس إلى السعادة الحقيقية وتحثهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة. إن زمان الحكم يكون بيد أفضل الناس وأكملهم، والذي يكون مرتبطاً بالله عن طريق الوحي، يأخذ عنه القواعد الأساس ويبلغها للناس، ويتشاور معهم ويستطلع آراءهم في الأمور العادية، ويقوم بإدارة المجتمع. ان مثل هذا الحكم يكون من جانب الله الذي هو الحاكم المطلق على عالم الوجود، كما يكون من جانب الناس أيضاً لأنهم هم الذين وصلوا إلى ذلك بعد توعيتهم وإرشادهم. وهكذا نجد أن الحكم الإلهي قد تحقق، كما نجد أن إرادة الله بأن يدير الناس شؤونهم قد تحققت أيضاً. وعلى هذا الأساس نجد أن المادة (56) من الدستور تقول: "الحاكم المطلق على العالم وعلى الإنسان هو الله، وانه هو الذي جعل الإنسان حاكماً على مصيره الاجتماعي، وليس لأحد أن يسلب هذا الحق الإلهي من الإنسان، أو أن يستغله لمصلحة فرد أو افراد معينين. ان الشعب ينفذ هذا الحق الإلهي بموجب المواد التالية". 4 ـ ان الحكم الإسلامي أو إدارة المجتمع تكون، بنص القرآن، لنبي الإسلام (ص) في حياته، وقد دعا القرآن المسلمين إلى إطاعة رسول الله (ص): {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول...}(التغابن: 12) و{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله...}(آل عمران: 31) و{إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله...}(النساء: 105) و{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول...}(النساء: 59) وآيات اخر كثيرة بهذا الشأن.من الأمور اللافتة للنظر هو أنه حتى في زمان النبي (ص) وحين كان الحكم بيده، فانه يتبين من الآيات القرآنية ان الناس كانوا هم المسؤولون عن هذه الحكومة، وان لهم أدوارهم في الحفاظ عليها والدفاع عنها وتنفيذ أحكامها. ان القرآن يخاطب عامة الناس بشأن ضرورة الجهاد واجراء أحكام الإسلام والحفاظ على الدين والمجتمع الإسلامي. لاحظ اللهجة الخطابية في الآيات التالية:{وجاهدوا في الله حق جهاده...}(الحج: 78) {...وجاهدوا في سبيله...}(المائدة: 35) {...أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه...}(الشورى: 13) بل أن الله يوصي النبي (ص) نفسه بالتشاور مع الناس فيقول: {...وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله...}(آل عمران: 159) وفي حرب (أحد)، بعد أن يصاب المسلمون بالهزيمة، وتشيع الشائعة بأن رسول الله (ص) قد استشهد، يصيب قلوب بعض المسلمين التردد ويحسبون أنهم بغياب النبي (ص) قد سقط التكليف عنهم وأنهم لم يعودوا مسؤولين عن الدفاع عن حياض الدين والحفاظ عليه، فيخاطبهم الله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم...}(آل عمران: 144). يتضح من هذا كله، ان الإسلام والقرآن يعتبران الناس هم المسؤولون عن بقاء الدين والحكومة الإسلامية، وأن أحداً لا يمتاز عن أحد بهذا الشأن. من المعلوم البديهي أن الله عز وجل قد عين النبي (ص) ليدعو الناس إلى دين الحق وليهديهم ويقودهم ويربيهم، وهو الذي يقوم بذلك مادام على قيد الحياة. أما بعد النبي (ص) في غيبة الإمام ـ والأئمة في عقيدة الشيعة هم اثنا عشر إماماً، آخرهم الإمام المهدي (عج) الغائب وهم خلفاء النبي (ص) بموجب النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة ـ فان على الناس أن يختاروا قائداً لهم طبقاً للسيرة النبوية الشريفة، وان يشكلوا حكومة تنفذ أحكام الشريعة الإسلامية الثابتة التي لا تتغير، على أن يحلوا مشكلاتهم الطارئة بالتشاور وبنية طلب الخير والصلاح بوضع القوانين التي تضمن تحقيقها. 5 ـ ان مشروعية القوانين الإسلامية تستند على الحق، بينما نجدها في المجتمعات