بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
*نذكر هذا لنؤكد أن هذه الأعمال لم تشغل الشيخ سعيد عن رسالته السامية ؛ فلقد جمع بين تلك الأعمال وبين الدراسة النظامية وبين مدارسة العلماء وملازمتهم في حماة ، إلى جانب إطلاعا ته المتنوعة وقراءاته المتوسعة ، إلى جانب مراقبته للأحداث الجارية في سوريا عن كثب ومتابعته للأحداث الواقعة في حماة عن قرب ، ومن يقرأ في كتابه هذه تجربتي خصوصا وفي كتبه عموما ويرى كيف تناول الشيخ سعيد هذه الأحداث التي عاصرها وشاهدها وكيف يعقب عليها بقلمه السيال وبعقله الحاضر لأدرك تفاعله مع الأحداث وتعايشه فيها واهتمامه لما يجرى للمسلمين ليس في سوريا فقط وإنما في كل مكان 0 *عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين ^(^^)والقوميين ^(^^) والبعثيين ^(^^)والإخوان ^(^^) وانضم إلى جماعة الإخوان 1952 م الموافق 1372هـ وهو في الصف الأول الثانوى (1) ^(^^) - لقد تعددت موارد الشيخ سعيد حوى وكثرت مناهله ، فاستفاد من المطالعة ، ومن الدراسة النظامية ، ولازم الشيوخ ، وتابع حلقاتهم العلمية ، وانخرط في صفوف الإخوان وفي ذلك يقول : عن المرحلة الثانوية : [ بقيت مطالعتي في هذه المرحلة كثيرة ، ولكن المعلم الضخم في حياتي هو دخولي في ( الإخوان المسلمين ) أواخر العام الدراسي وأنا في الصف الأول الثانوي ] . ^(^^) - وجمع الشيخ سعيد حوى بين الأخذ من التصوف متجنبا ما شابه من انحرافات وشطحات ^(^^) - كما نهل من معين السلف الصالح حتى ارتوى فروى . * هذه صورة من حياة الشيخ ، والمؤثرات من حوله . وبهذه الصورة السالفة الذكر، وبتلك المؤثرات تكونت شخصية الشيخ سعيد فجمع بين حب العلم والحرص عليه وبين الاهتمام بأحوال المسلمين والسعي وراء وحدتهم ، وقوتهم . ثالثا : مرحلة مابعد الجامعة - تخرج الشيخ سعيد من جامعة دمشق - وحصل على الإجازة العالية من كلية الشريعة 1961 م 1381 هـ ودخل الخدمة العسكرية 1963 م 1383 هـ وتزوج 1964 م 1384 هـ ورزق بأربعة أولاد هم محمد أحمد ومعاذ وشقيقتهم الرابعة وذهب الشيخ سعيد إلى السعودية فقضى هناك خمس سنوات ( 1966 م : 1971 م - 1386 هـ 1391 هـ ) وفيها ألف ( الأصول الثلاثة ) ^(^^) ، ( وجند الله ثقافة وأخلاقا) ، وقام بإلقاء المحاضرات هناك في المعاهد العلمية والجامعات وفي المدارس والمنتديات فكان لها صدى واسع 0 ^(^^) رابعا * أحداث الدستور وشارك الشيخ سعيد مشاركة رئيسة وفعالة في أحداث الدستور 1973 م 1393 هـ وكان هذا الدستور يهدف إلى فرض النظام العلماني على سوريا وما يستلزمه ذلك من تبعات على الفرد والمجتمع والنظام ... * قرأ الشيخ سعيد موضوعات - الدستور ، فقرر انه يجب العمل لوقف هذا الدستور ، ولكن ماذا يفعل وسط هذا الخضم الهائل والتيار الجارف ؟ لقد أدرك بفطنته وخبرته أن كلمة العلماء في هذا الموقف سيكون لها صداها في أجواء سوريا ، وسيقع رنينها في كيان كل مسلم ، ومن هنا كان توجهه إلى العلماء ، حيث قام بجهود واسعة في جمع كلمة العلماء في سوريا ضد الدستور وتحرك العلماء في حماة وحمص وحلب ودمشق وسائر البلاد فتحرك الشعب معهم ، ضد هذا الدستور الذي كان يسعى إلى فرض النظام العلماني يقول الشيخ سعيد [ والحق أقول : أنه لولا أحداث الدستور لحدث هذا كله ، ولكن أحداث الدستور خففت أو أجلت أو ألغت الكثير من هذه التوجهات ] . ^(^^) خامسا - محنته - ... وهجرته ثم امتحن الشيخ سعيد بالسجن فاعتقل خمس سنوات من التاسعة والثلاثين إلى الثالثة والأربعين من عمره (1973 م : 1978 م - 1393 هـ : 1398 هـ ) بسبب أحداث الدستور ورغم ما عانه في سجنه وما لاقاه إلا أنه كان صامدا صمود المجاهدين ، والسجن محنة الصابرين ؛ ولقد ابتلى الكثير من العلماء والمخلصين في القديم والحديث بهذه المحنة فما ضعفوا وما استكانوا والله يجب الصابرين، وقديما سجن الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وغيرهم فكان لهم من الضيق فرج ومن الانقطاع عن الخلق اتصال بالحق . ويحضرني في هذا المقام قول البحتري يخاطب محبوسا : وما هذه الأيـــام إلا منــازل فمن منزل رحب إلى منزل ضنك وقد داهمتك الحادثــات وإنما صفا الذهب الإبــريز قبــلك بالسبك أما في نبي الله يوسف أسوة لمثلك محبوس عن الظــلم والإفك؟ أقام جميل الصبر في السجن برهة فآل به الصبر الجميل إلى الملك ^(^^) لقد كان لهذا السجن آفاقه الواسعة وثمراته اليانعة في حياة الشيخ سعيد وفكره وعن ذلك يقول [ أتيحت لي فرصة التأمل الواسع في القرآن فتيقنت من نظريتي في الوحدة