بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
القرآنية ، التي بنيت عليها تفسيري فيما بعد ] (2) ^(^^) وكما فتح الله عليه في السجن ، فقد جعل من السجن مدرسة يدرس فيها العلوم الشرعية واللغوية ، فاستفاد وأفاد . ? وبعد خمس سنوات قضاها الشيخ في السجن خرج بعد ذلك ليواصل عطاءه ويستمر في دعوته وبعد شهرين من خروجه من السجن كان سفره إلى الأردن حيث استقر فيها إلى آخر حياته . ? يحكي الشيخ سعيد لنا - عن هذه الأحداث فيقول: ومن عجائب الرؤى أنه في يوم سفري جاءني أخي الشهيد محمود رحمه الله على أثر رؤيا رآها ، قال لي : رأيت في المنام أننا في جلسة تضم عددا من الناس ، وأن شيخا اتجه إليك وقال : ( عمّان سهل لك أو سهب لك ) ،عجبت من هذه الرؤيا ولم أفهمها وقتذاك ،ومن قبل ونحن في السجن رأى أحد الإخوة - وهو أخ دمشقي صالح يحفظ كتاب الله - في المنام أنني أتحدث من التليفزيون الأردني وأنا ألبس عمامتي وجبتي ، وكان قدر الله كما سنرى أن تكون عمان هي وطن الإقامة ] . ^(^^) 00خرج الشيخ سعيد من سوريا ، خرج من وطنه الذي فيه نشأ وترعرع وأزهر وأينع. وفي هذا المقام نورد ما وقع بين يدينا من شعر له عن حنينه إلى وطنه يقول الشيخ سعيد :ـ وتعطفني نحو البلاد أواصر تذوب لهـــا روحي وقلبي المدنف () وأغلى الغوالي فلذة سال دمعها تنـادي أباها كل حين فتسرف فلا قلبها سال ولا أنا سامع ولا الصبر مسطاع ولا الوصل يسعف وما هجرت عن طيب نفس وإنما بنو قومـــنا جاروا ، ونفسي تأنف بقاء بأرض قد تمادت بغيها وأعيا بنيها أن يقيـــموا فينصـــفوا وله في نفس المقام : تذكرت أوطاني فهاجتنى الذكرى وأيقنت أن المــكث فيها هو الأحرى وقد أخطأ الناؤون عنــها وإنني لأكبرهم خـــطأ وأكـثرهم وزرا وألزمت نفسي الصبر والفقر والأذى ووجهت وجـهي للذي يذهب الضرَّ وما شغفي للأرض حبا يضيـمها وفيـها من الطاغوت ظلـمته الكـبرى ولكنـها أرضـى عليَّ فـداؤها وإنقاذها مـما أصيبت به طـرا وفيها من الأحباب قــــوم وجيرة أجلهم عمري واشتاقهم صهــرا . ^(^^) سادسا* رحلاته -حاضر الشيخ سعيد وخطب في كثير من الدول العربية والإسلامية والأجنبية ومنها سوريا والسعودية والكويت والإمارات والعراق والأردن ومصر والباكستان وأمريكا وألمانيا . ^(^^) سابعا *مرضه ، ووفاته - دخل العزلة الاضطرارية بتاريخ 14/3/ 1987 - 24 رجب 1408 هـ بسبب إصابته بشلل جزئي إضافة لأمراض أخرى . تم دخل في الغيبوبة من تاريخ 14/ 12/ 1988م إلى 9 آذار1989 وتوفي رحمه الله يوم الخميس الموافق 9 آذار 1989 الموافق 1شعبان 1409 هـ رحمه الله رحمة واسعة . ^(^^) - وخرج الموكب المهيب من جامع الفيحاء على الأكف قد تعلقت به الأبصار والأرواح يقطع شوارع عمان ، وإذا بالجموع تتجه نحو المقبرة من كل حدب وصوب من بقية المساجد ، ويتحول هذا المشهد المهيب إلى منتدى فكرى يتبارى فيه العلماء بأجمل الكلمات ويجود فيه الشعراء بأعذب الأبيات . ولا يسعنا في هذا المقام سوى أن ننقل جانبا من هذه الكلمات والقصائد التي قيلت على قبره والتي وردت في الصحف والمجلات العربية والإسلامية ، ولأنني اجتهدت في العثور عليها ، وأنفقت وقتا غاليا في الحصول عليها فأجدنى مدفوعا إلى سرد كل ما وقع بين يدي وإلى نقل ما لدى 0 ولكن نظرا لطبيعة البحث فلسوف أتخير منها ما لا يخرجنا عن واقعية الدراسة وعن حدودها . ? ولقد كان لوفاة الشيخ سعيد صداه الواسع ليس في الأردن أو في سوريا وحدها ولكن في جميع الدول العربية والإسلامية ، ومن أعظم العبارات التي كان لها صدى في نفسي ما قاله ابنه محمد سعيد عن وفاة أبيه الشيخ سعيد حوى يقول محمد سعيد : ( كل الناس يموتون لكن فقد العالم المفكر أو قع في النفس ، وفقد القادة أبلغ في الأثر ، وفقد المربى أكثر عبرة وأدعى للحزن ، وفقد الأب أدعى لمشاعر الألم والعبرات .. فهو الحاني وهو الموجه والمسدد والمنقذ بعد الله ، وفقد الابن فاجعة لا تعدلها فاجعة فهو فلذة الكبد وسويداء القلب وحشاشته ، وفقد الأخ فقد للسند والظهير، وإذا كان الأمر كذلك فان فقد الشيخ سعيد فقد للعالم والمفكر والقائد والمربى والأب والابن والأخ......) . ^(^^)