بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
السلام) فيما يتعلق بأمور الحكم والسياسة، فإنّ عدم التصريح لا يمثل دليلاً على عدم وجود الحكومة، بل ذلك من قبيل قوله تعالى: (ورسلاً لم نَقصصهم عليك)، أي مثلما لم يرد في القرآن الكريم ذكر لبعض أنبياء الله الذين شهدهم التاريخ البشري، لم تذكر جميع خصائص كل من الذي ورد ذكرهم في القرآن .تنبيه: التلازم العقلي يمثل دليلاً مناسبا على هذا المطلب فمن المسلم به ان كل نبي يرسل ومعه برنامج حكم ديني، وان حرم الناس أحياناً من فيض حكومة نبي معين نتيجة لطغيان المستكبرين.2ـ هل السياسة وإقامة الحكم آمر عقلائي أمضاه الدين، أم انه آمر تأسيسي متفرع عن الدين نفسه؟ الجواب: ان اصل الحكم أمر عقلي يدرك العقل ضرورته، وقد تقبله العقلاء استناداً لضرورته العقلية وما أقيم عليه الدليل العقلي المعتبر سيكون حكماً شرعيا، وقد أمضاه الدليل النقلي أيضاً وشرح الشروط والمواصفات الضرورية بالتفصيل كما ان تعيين الحاكم في ضوء الشواهد العقلية والثقافية يتم من قبل الله سبحانه.3ـ هل ان تدخل الدين في السياسية يمثل هدفاً مستقلاً أم انه في حدود الضرورة لتوفير السعادة الأخروية؟ الجواب: ان الغاية المطلقة والنهائية للدين هي نورانية البشر وبلوغهم مقام الشهود ولقاء الله ودار القرار، من هنا فإنّ قيام الناس بالقسط والعدل (ليقوم الناس بالقسط) بل وحتى العبادات جميعا تمثل غايات نسبية ووسطية في الدين.ان المسائل العبادية والسياسية تمثل وسائل يصل من خلالها الفرد والمجتمع إلى ذلك الهدف النهائي، وجميعاً عبارة عن صراط أو سبيل ولا يسعها ان تكون هدفاً نهائي، بيد ان السياسة تمثل في نفس الوقت أمراً ضرورياً ملموساً في شؤون حياة الإنسان وفي أحكام الإسلام وتعاليمه بحيث ان الأحكام الدينية لا تنفصل عن السياسة كما ان السياسة الصحيحة لن تخرج عن إطار القوانين الإسلامية.4ـ هل رسم الإسلام الخطوط العامة في دائرة المجتمع والسياسة أم انه طرح الجزئيات أيضاً؟ وما هي الخطوط العامة للسياسة في الإسلام؟ الجواب: لقد قدم الإسلام الكليات وكذا الجزئيات في مجال العبادات والأحكام التي تتخذ طابع التعبد وهي كثيرة يعجز العقل البسيط عن إدراك خصوصيتها، بيد انه بين الخطوط العامة فقط في مجال الاقتصاد والسياسة والزراعة والرعي والشؤون العسكرية ثم أوكل إلى العقل مهمة الاجتهاد في الجزئيات، والعقل بطبيعة الحال يمثل أحد مصدري الدين.وقد وردت الكثير من الخطوط العامة للسياسة في الإسلام في عهد أمير المؤمنين ع لمالك الأشتر رض من قبيل: مواصفات الحاكم الإسلامي، حقوق مختلف الطبقات، واجبات الحاكم والحكومة والأمة، تقدم رضى العامة على رضى الخاصة، العلاقة مع المؤمنين من أهل القبلة، الموحدين من أهل الكتاب والملحدين غير الموحدين، العزة والاستقلال وحراسة الثغور، التصدي للأعداء وعدم اتخاذهم بطانة، تصنيف المال إلى شخصي وعام وحكومي إلى غير ذلك.5ـ ان الحكم والسياسة تتعلق بالأمور التعاقدية والجزئية وهي ليست من مهام الأنبياء والأئمة (عليهم السلام).الجواب: ان لمفاهيم الدين وألفاظه قيمة مفهومية ولفظية وهي تعد مقدمة لتحقق أحكامه وحكمه في أوساط المجتمع، وان الحكم الإسلامي يمثل نشاطا الهدف منه نشر الدين في المجتمع وفي أرواح الناس، فكيف إذن يعتبر تبيين تلك المفاهيم و الألفاظ من مهمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام فيما يتناقض الحكم والسياسة التي تعد ضرورية ولازمة لتطبيق أحكام الدين مع مسؤوليتهم؟ 6ـ استناداً إلى الآيات القرآنية من قبيل: (يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، (يقوم الناس بالقسط)، (لا إكراه في الدين)، (ما أنت عليهم بِجبّار)، (لَستَ عليهم بِمُصَيطِر)، فإنّ مهمة الأنبياء تتركز على تعليم الناس وتربيتهم عن طريق التشويق ومثل هذا الهدف لا يتحقق باستخدام القوة وإقامة الحكم، وعليه فإنّ إقامة الحكم موكول للأمة لا للأنبياء.الجواب: لا يعني إقامة الحكم فرض الدين على الناس، بل لتعليم وتزكية الناس الذين يرون حقّاًنية الدين وحكومته ويتمسكون بهما، ومما لا شك فيه ان التعليم والتزكية إنما يحصلان عن طريق التشويق والتشجيع وباختيار الناس ووعيهم وهذا ما تنتهجه الحكومة الدينية.وبطبيعة الحال ثمة قوانين جزائية وعقابية